Close ad

«الفلك والفلكيون في مصر والشام».. كتاب جديد يثبت الريادة الإسلامية في العلوم زمن سلاطين المماليك| صور

21-1-2024 | 23:28
;الفلك والفلكيون في مصر والشام; كتاب جديد يثبت الريادة الإسلامية في العلوم زمن سلاطين المماليك| صورالفلك عند المسلمين ـ أرشيفية

كثيرة هي الدراسات التي تناولت العصر المملوكي في كثير من جوانبه، بيد أن الجانب الحضاري في هذا العصر لم يُسلط الضوء عليه بالقدر الكافي، لاسيما الجانب العلمي منه، والتطبيقي بصفة خاصة، لكن الباحث حمادة محمد أبو الحسن، كان له رأي آخر من خلال كتابه (الفلك والفلكيون في مصر والشام زمن سلاطين المماليك 648ـ923هـ/1250ـ1517م) الذي صدر مؤخرًا عن معهد المخطوطات العربية بالقاهرة. 

بداية يؤكد الباحث حمادة محمد أبو الحسن، مدرس مادة المكتبة التراثية بمعهد المخطوطات العربية أن هذا الكتاب صدر برعاية كريمة من مدير معهد المخطوطات العربية الوزير المفوض أ.د موراد الريفي، وسيكون متاحًا في معرض الكتاب الدولي، ويتناول موضوع الفلك ورجاله وآلاته في العصر المملوكي؛ إذ إن هذا العصر مُتهم بأنه عصر مُجتر للعلم، وليس له أي إضافات تُذكر في عالم العلم والابتكار، وعزز من هذا القول مقولة لاكتها الألسنة في أروقة البحث العلمي تعتقد بتوقف العقل العربي عن الإبداع بعد عصر الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ .

وتنبري هذه الدراسة لوضع تلك المقولات تحت مجهر البحث والتحليل والنقد لتكشف عن حزمة من الأمور منها:

- بيان كيفية إفادة علماء النهضة الأوربية الحديثة من دراسات العصر المملوكي، وعلى رأسهم (كوبرنيكوس).

- الإسهام في تصحيح تاريخ العلم وكشف حالات الغش الفكري والقرصنة العلمية من قبل بعض الباحثين المؤرخين والنقلة والمستشرقين في حق تراثنا العربي والإسلامي.

- الكشف عن مزيد من النظريات والاختراعات المتقدمة في التراث الإسلامي.

- الوقوف على بعض الكم الهائل من التراث الفلكي الموزع على مكتبات العالم.

قام الباحث بعمل خطة تضمنت التالي:

مقدمة وتمهيد و وأربعة فصول وخاتمة و قائمة للمصادر والمراجع وعدد من الملاحق.

عرض الباحث حمادة أبو الحسن  في المقدمة لتاريخ علم الفلك في الحضارة الإسلامية منذ بداية العصر الجاهلي، مرورًا بالعصر الفاطمي الذي ازدهرت فيه المراصد الفلكية، وحتى العصر المملوكي الذي هو زمن الدراسة، وقام بعمل قائمة ببلوجرافيا ضمن من خلالها أسماء العلماء الذين اشتغلوا بعلم الفلك في العصر المملوكي ورصد نتاجهم العلمي من خلال كتب التراجم والفهارس العامة.

كما قام بدراسة الآثار الفلكية المتبقية من العصر المملوكي وتوصل لنتائج مهمة من خلال دراسة النقوش على الأثر، ومن هذا على سبيل المثال لا الحصر، أن معظم صناع الآلات كانوا هم أنفسهم العلماء الذين كتبوا عن الآلة، وهذا بطبيعة الحال ينبئ عن المطابقة بين النظرية والتطبيق في العصر المملوكي.

كما تحدث عن الآلات الفلكية في العصر المملوكي بين التطور والاختراع، وتكلم عن الأغراض التي كانت تصنع من أجلها الالات ويأتي في مقدمتها رصد مواقيت الصلاة وبداية الأشهر من أجل العبادة وهذا ما يهتم به علماء الاجتماع الذي يقال عنه: "ربط العلم بحاجيات المجتمع".

كما تحدث عن مهن ارتبط اسمه بعلم الفلك مثل مهنة المؤذن والميقاتي، ومن الجدير بالذكر أن الباحث عاد للوقفيات لرصد رواتب الأساتذة والطلاب في علم الفلك ليتبين ما إذا كانت الدولة تهتم بهم كباقي العلوم أم لا وقد تبين أنهم كانوا يوقفون لهم من بين المال كالأطباء والمقرئين وغيرهم.

كما تحدث عن قضية الأبراج وما هو حقيقي منها  خاضع للعلم وما هو ضرب من الشعوذة والسحر، ومن ثم فقد تعرض للحديث عن علم النجوم.

كما لم يفوّت الباحث، تأثير لعلماء الفلك من النواحي السياسية، والاجتماعية، والثقافية، وتحدث عن الظواهر الفلكية وموقف علماء الدين وعلماء الفلك من تلك الظواهر، وقام بدراسة تطبيقية على علمين من أعلام العصر المملوكي وهما:"ابن المجدي وابن الشاطر" ليتبين من خلالهما مدى قوة العصر المملوكي ورجال الفلك فيه.

وقد عايش الباحث موضوعه أربعة أعوام تقريبا من البحث والتقصي والدراسة، عاد في خلالها لجملة وافرة من المصادر والمراجع، التي يدل تفصيلها عن جدية الدرس وسعة الإطلاع، رغم تشعب المادة ووعورة مسلكها، بين 27 مخطوطا، و95 مصدرًا تراثيًا، 72 مرجعًا معاصرًا، 31دورية ومجلة، ورسائل علمية غير منشورة و4 مراجع أجنبية.

وعن الفئة المستهدفة من الكتاب، ذكر الباحث حمادة أبو الحسن، أن الكتاب يستهدف عدة فئات، منها:

ـ الباحث في مجال العلوم الإنسانية بصفة عامة: حيث يفيد من طريقة البحث، والتي أثنى عليها المناقشون لرسالة من مزج العلوم بعضها ببعض.

ـ الباحث في التاريخ: حيث نظر المؤلف للتاريخ على أنه علم بيني يحتاج لمجموعة من العلوم مثل علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الببلوجرافيا وغيرهم.

ـ الباحث في مجال التراث: حيث استخرج المؤلف مادته التاريخية من الآثار والمصادر التاريخية، والمخطوطات العربية ووظف ذلك كله في خدمة الظاهرة قيد الدراسة.

ومن الجدير بالذكر أن الكتاب كان في أصله، رسالة للماجستير من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، أشرف عليها كل من/ الأستاذ الدكتور يسري أحمد زيدان رحمه الله، والأستاذ الدكتور/ أحمد فؤاد باشا عضو مجمع اللغة العربية وعضو المجمع العلمي، وناقش الباحث كلا من: الأستاذ الدكتور/ طاهر راغب حسين، أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور أحمد بديوي، أستاذ التاريخ والحضارة كلية الآداب جامعة أسيوط وعضو لجنة ترقية الأساتذة.


كتاب الفلك والفلكيون في مصر والشام زمن سلاطين المماليككتاب الفلك والفلكيون في مصر والشام زمن سلاطين المماليك

الباحث حمادة أبو الحسن الباحث حمادة أبو الحسن
كلمات البحث