رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

داعش .. النتيجة الأبرز لإخفاق الربىع العربى!

كرم سعيد
ما زالت بيوت التفكير ومراكز الأبحاث تتجه نحو قراءة تفاصيل وأبعاد ثورات الربيع العربى .. تلك الثورات التى أحدثت سيولة سياسية .. وأعادت فك وتربيط الأوضاع الإقليمية خاصة بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» .. الذى تأسس فى ابريل سنة 3102 سعيا إلى بناء دولة «الخلافة».. وسمى «أميره أبو بكر البغدادى» خليفة للمسلمين فى 92 يونيو!


ويعتقد هانى نسيرة.. مؤلف كتاب «من بوعزيزى إلى داعش.. إخفاقات الوعى والربيع» .. الذى أصدره مركز الأهرام للنشر قبل أيام ـ أن إعلان دولة الخلافة لم يكن جديدا.. فقد سبقت البغدادى كل الحركات الجهادية الأصولية التى استعانت بقراءات جافة وجامدة للدين .. فأمير الجماعة دوما كان أميرا للمؤمنين.

ويلقى الكتاب الضوء على سنوات الثورات العربية الأربع .. والمحطات التى مرت بها بدءا من الولادة المدنية اللا عنيفة .. مرورا بالصراع بين العسكر والاسلاميين .. ثم المحطة الثالثة المرتبطة بعودة الدولة وقيام الموجة الثانية من الثورات.. وأخيرا محطة تنظيم داعش الذى نجح فى اختراق الثورات العربية .. مستغلا حالة السيولة السياسية .. لإقرار محطتها الخاصة «الخلافات والإمارات الدينية» مستغلا الأنظمة الهشة والبنى الفاشلة فى العراق وسوريا.

كما يتناول الكتاب أوجه التشابه والاختلافات بين ثورات الربيع العربى .. فضلا عن تفسير أسباب تعثر ثورات ونجاح أخرى فى اسقاط من ثارت بوجهه.. منذ أن انطلقت شرارتها الأولى فى تونس .. حين أحرق محمد بوعزيزى بائع الخضار جسده ردا على اهانته من قِبل أحد عناصر الشرطة .. وحتى ظهور المحطة الأكثر فظاظة »داعش« التى أدخلت قطاعا معتبرا من دول المنطقة فى غياهب المجهول .. وزادتها انغماسا فى همها الداخلي.

وعلى الرغم من كثرة التحليلات التى تناولت محطات الربيع العربى .. إلا أن ما كتبه نسيرة يبقى أكثر عمقا .. إذ يغوص فى عمق وأبعاد هذه الثورات وخلفياتها وطبيعة وجهاتها.

وتشير سطور الكتاب إلى أن الثورات العربية حملت فى بدايتها بشائر الأمل بمزيد من التطور الديمقراطى ومأسسة الدولة بعد أن ظلت رهينة طموحات الفردنية .. لا سيما بهروب بن على وسقوط مبارك ومقتل القذافى ورحيل على عبداللَّه صالح وتراجع نفوذ الرئيس السورى بشار الأسد .. لكن هذه الآمال تعرضت لانتكاسة واخفاق مع فشل النخب الجديدة فى ادارة المشهد والسعى إلى الهيمنة المطلقة على كل مفاصل الدولة حتى أصغر شأن فيها .. ناهيك عن دخول بعضها فى جدل عقيم حول الهوية بدلا من العمل على ترسيخ البرنامج من خلال ممارسة قائمة على تطوير الاقتصاد وتحسين ظروف المعيشة.

لذلك خسرت نظم الحكم الجديدة فى مصر وتونس وليبيا بعد موجة الربيع العربى رصيدا وافرا من تعاطف الناس .. وفى هذا السياق العام كانت الموجة الثانية من الثورات العربية كما يسميها المؤلف .. ولكنها بدأت هذه المرة من مصر لتنتقل إلى دول المنطقة لتعلن نهاية حقبة «الاسلام السياسي» الذى جاء أداؤه ضعيفا ومتناقضا كشفته مناخات الصدام مع مؤسسات الدولة الرسمية.

ولا يغفل الكتاب الإشارة إلى الفتاوى والفتاوى الدينية المضادة التى كانت عنوانا بارزا فى مسار الأحداث السياسية فى دول الربيع العربى .. ويختتم الكتاب ببابه الخامس الذى يلمح فيه إلى عودة الحرب على الارهاب بعد تصاعد أعمال الفوضى المسلحة وتنامى الجماعات الجهادية وتأسيس التحالف الدينى لمكافحة داعش .. وكلها أمور تلقى بظلالها على مستقبل المنطقة العربية وأنظمتها السياسية.

 

الكتاب: من بوعزيزى إلى داعش

المؤلف: هانى نسيرة

الناشر: مركز الأهرام للنشر 5102

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق