حرر المهرجان هذا العام شباب المسرحيين من قيود العرض لأول مرة، وضرورة التقدم بممثلين معروفين، سعيا لفتح الباب أمام أكبر عدد من العروض، وهو ما حرصت عليه أيضا لجنة المشاهدة المكونة من المخرجين طارق الدويرى وسلام يسرى ومصممة الرقصات كريمة منصور، وبالفعل تقدم أكثر من 40 مشروعا استقرت اللجنة من بينها على 7 عروض داخل المسابقة و3 على الهامش، وقد سمح هذا التحرر بتنوع العروض المقدمة بين المدارس الفرنسية والفرانكفونية بمسرحيات لأوجين يونسكو وألبير كامى وسارتر، وكذلك المسرح اليابانى والروسى والاسبانى والتركى أيضا.
أحد إيجابيات هذا التحرر، مشاركة عروض واعدة جدا مثل «بلا مخرج» لأحمد فؤاد، و»الليالى الحارة» للمخرج جابر فراج وهو نفس العرض الفائز بجائزة أفضل عرض فى مهرجان جامعة القاهرة للعروض القصيرة قبل أسابيع، وكذلك جائزة أفضل مخرج ثان، وجائزة الإضاءة الأولى، وهو إعداد عن نص «الكمامة» لألفونسو ساسترى، وتدور أحداثه حول قهر أب لأبنائه لمنعهم من الاعتراف بجريمة قتل شاهدوه يقترفها، وهو صراع جسده أبطال العرض ببساطة وتلقائية شديدتين للغاية لا تخلو من كوميديا نابعة من نفس الأداء الخاص بلامبالاة الابن تيو السكير «محمد الدسوقى» ورعب الأم انطونيا «رنا خطاب» المستمر من زوجها العنيف ايسياس «محمد العربى» والعلاقة المتأرجحة لخوان «اسلام فؤاد» بين حبه لزوجته لوسيا «لانا بابى» وأبيه فى الوقت نفسه، وكذلك قرب الابن الأصغر خاندرو «احمد فتحى» من الأب باعتباره من ذوى الاعاقة الذهنية، فهى شبكة علاقات أتقن فريق العمل بالكامل تفاصيلها وقدموها فى عذوبة لا تقل عما قدموه حينما شاهدتهم لأول مرة فى عرض «الوزير العاشق» خلال مشاهدات مواسم نجوم المسرح الجامعى الذى أسسه مكتشف المواهب البديع خالد جلال، والحقيقة أنه عرض واعد استطاع أن يحصد ايضا عدة جوائز من المعهد الفرنسى منها جائزة التحكيم الخاصة للممثل اسلام فؤاد، جائزة أفضل عمل جماعى وجائزة أفضل مخرج لجابر فراج.
ولاشك ان إيمان القائمين على هذا النشاط بالمعهد الفرنسى، ومنهم الفنان شريف البرعى، بأهمية دور المسرح فى المجتمع، هو ما يدفعهم دائما لاحتواء تلك المواهب وتذليل كل العقبات لهم فى وقت يحارب فيه روتين مسرح الدولة الإدارى فنانيه وعروضهم بشكل قاتل لاى ابداع، فقد علمت أن المعهد منح كل مخرج أربعة أيام للبروفات قبل العرض مع تذليل أى عقبات تخص عناصر الإضاءة والديكور وخلافه ومنحهم غرفا للممثلين مجهزة بكل ما يحتاجه الممثل من عوامل مهيئة لنفسه المبدعة، وكذلك وسائل دعاية مناسبة لكل عرض، وهى منظومة نأمل أن يعتمدها مسرح الدولة بشكل علمى جاد خلال الفترة المقبلة.