على كل حال (وصدّق أو لا تصدّق!) فإن هناك مجلة عربية جديدة صدرت قبل أيام فى لندن، واسمها «الجديد». ولعل ناشريها أرادوا بهذا الاسم أن يؤكدوا لنا أن العقل العربى مازال حيّا وها هو ينتج المجلات!
وبالفعل.. فإنك عندما تقلّب صفحات العدد الأول (الذى صدر فى فبراير) سوف تلحظ أن ثمة شيئا ما مختلفا. إن هناك - أولا - محاولة للرصانة، وهناك- ثانيا- محاولة للانضباط فى زمن عزّ فيه الانضباط، وهناك - ثالثا - محاولة للتعمق الفكرى فى زمن يدمدم فيه العرب «اللهم اكفنا شر الفكر!».
«الجديد» تقع فى 160 صفحة من القطع الكبير.. ويتصدّر غلافها عنوان رئيس هو «الربيع الدامي.. المثقفون والانتفاضات العربية»، مصحوبا بلوحة تشكيلية لمزهرية ورد فى أسفلها دماء.. فمتى كانت الأزهار تنمو فى الدماء؟
ثم تأخذك الصفحات إلى تصدير على صفحتين يحمل عنوان «منبر عربى لفكر حر وإبداع جديد».. وبعدها سنجد مجموعة من المقالات؛ من بينها الكاتب والناس، فاوست العرب، زياد الرحبانى عازف الجاز التائه، وحديث عن الكتابة الكسيحة.. كما سنقرأ قصائد شعر، وقصصا قصيرة، وتغطيات سينمائية، وفنونا، وعروض كتب.
غير أن أهم ما يسترعى انتباهك هو ملف العدد (ملف الربيع الدامي).. والذى سنقرأ فيه دراسة بعنوان: لماذا لم يزهر الربيع؟ وأخرى بعنوان: ماذا لو كان مثقفو الاستبداد على حق؟ ودراسة ثالثة عنوانها: داعش والدامس.. ربيع لا تينع فيه غير الرءوس. وأيضا ثمة ملف آخر عن( الثقافة والمؤنث).. وواضح أنه عن ثقافة نساء العرب!المحرر- الذى هو بالتأكيد رئيس التحرير هيثم الزبيدي- يقول فى تقديمه العدد الأول إن «ما هو منشور هنا هو السطور الأولى فى رسالة.. والدفق الأول فى نهر جديد». نتمنى النجاح لـ «الجديد».. ولكل جديد تجود به قرائح المثقفين.. وأهلا بالزميلة الجديدة.