وأرى أن الإصلاح الحقيقى لتعليم الطب فى مصر يتطلب أولا: تفرغ أعضاء هيئة التدريس بكليات الطب، ويكون ذلك تدريجيا على مدى 5 ـ 7 سنوات. وأن تكون جميع وظائف هيئة التدريس تنافسية، بإعلان مفتوح ومعايير للمفاضلة محددة مسبقا، وتقوم بالاختيار لجان محايدة يكون أعضاؤها من الجامعة نفسها وجامعات أخري. وأن تكون جميع الوظائف الاكاديمية تعاقدية، بعقود نمطية لمدة خمس سنوات، مع ضرورة وجود تقييم جاد وعادل كل 6 شهور لأداء جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وأن تكون الكفاءة والالتزام وحسن الخلق شروطا للحصول على الوظائف والاستمرار فيها.
وبالنسبة للدراسات العليا فى العلوم الاكلينيكية فما تحتاجه مصر هو التدريب المقنن والجاد من خلال الممارسة الفعلية تحت إشراف أساتذة واستشاريين والتقييم المقنن والجاد الذى يركز على المهارات ولا يغفل المعلومات، ويجب أن يكون الجزء التحريرى من التقييم موحدا على مستوى الدولة. واشتراط شهادتين الأولى شهادة التخصص فى أحد العلوم الاكلينية (تعادل الماجستير) والثانية شهادة التخصص العالى فى أحد العلوم الاكلينية أو أحد فروعها (تعادل الدكتوراة) ومدة التدريب لكل من الشهادتين ثلاث سنوات. ومما يشترط للتعيين فى وظيفتى مدرس مساعد ومدرس إجراء ونشر بحث مجاز (وليس عمل رسالة) ويجب استحداث بعثات اكلينيكية تدريبية للمدرسين لمدة عام فى الخارج.
أما الدورات التدريبية على الإجراءات التشخيصية والعلاجية فيجب أن تكون مقننة ومتاحة للأطباء دون مزيد من الدرجات الاكاديمية أو المهنية التى تربك المجتمع وتربك الدول التى تحتاج للأطباء المصريين، ويجب الا نتمسك بأنظمة تجاوزها الزمن، أو نبتدع أنظمة جديدة لا وجود لها فى الدول المتقدمة، كما يجب أن نتوقف عن اهدار الوقت (العمر) والجهد والمال فى شكليات لا تنفع. وليكن الصالح العام وحده هو غايتنا.
د.محمود عادل عبدالمنعم
أستاذ بطب الإسكندرية