رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

صورة وحكاية
الأسواق التجارية.. الوجه الآخر لإيران

شيماء مأمون
حين تقع عيناك على هذه الصورة تعتقد للوهلة الأولى أنها التقطت فى واحدة من أسواق البلدان السياحية الكبرى، لكنها فى الحقيقة لإحدى الأسواق التجارية الكبرى التى أنشئت أخيرا فى إيران لتتواكب مع تطلعات ورغبات الطبقات المتوسطة هناك، علاوة على تجديد ثقة عملائها من الطبقات العليا فيها.

فرغم الوضع الاقتصادى المتدهور الذى تعيشه إيران، سواء من عجز مالى ملحوظ فى خزانتها، أو هبوط حاد فى أسعار النفط نتيجة لما يحدث على مسرح الأحداث فى الشرق الأوسط، إضافة إلى استمرار العقوبات الاقتصادية الغربية، إلا أن تشييد الأسواق التجارية الكبرى" المولات " سجل عددا كبيرا ليصل إلى 65 سوقا فى العاصمة طهران وحدها، وذلك ضمن 400 سوق فى جميع أنحاء البلاد، لتصير بذلك التجارة الوحيدة الرابحة فى إيران.و الغريب فى الأمر أن هذه الأسواق تحمل أسماء غربية مثل "روز"، "ميجا مول" و"أطلس بلازا " ، ليتجلى بوضوح التناقض الحاد بين الشعارات الثورية التى كثيرا ما تبنتها الدولة وانتشرت فى شوراع العاصمة، وطالت كل ما يحيط بالمواطن الإيرانى، وصفها المحللون بأنه مرض غربى يعد من أحد المحرمات الأيديولوجية فى إيران .وتشكل زيادة عدد هذه الأسواق التجارية انعكاسا واضحا لرغبة الإيرانيين فى الإحساس بمزيد من الحرية، والبعد عن حياة الإملاءات والأوامر الرسمية، مع ميلهم المتزايد نحو حياة تعتمد على أساليب حديثة خاصة بأسلوبهم الشخصى المبنى على الحرية، والافتتان بالحياة الغربية، وهو ما أصبح بمثابة نوع من أساليب الحياة الخفية فى المجتمع الإيرانى، ولا سيما فى مدنه الكبيرة مما يعد إشارة واضحة على الشعور المتزايد بالإحباط من سوء الأوضاع الاقتصادية، والتى تتزايد معدلات البطالة والتضخم.

 

و يمكن القول إن المجتمع الإيرانى يعيش حياتين مختلفتين، وكأنه يعيش حالة فصام مجتمعى، حيث هناك حياة خارجية تدعو إلى التدين والالتزام بأوامر تمليها عليه حكومته، وفى المقابل حياة خاصة يفعل بها ما يشاء بعيدا عن أعين الشرطة ولجان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ويعد من أبرز الأمثلة على ذلك، محاولة الكثيرات من الإيرانيات الهروب من شكل الحجاب التقليدى المفروض عليهن منذ أكثر من ثلاثين عاما، مع محاولتهن اقتناء أحدث خطوط الموضة ، وذلك رغم وجود الشرطة الدينية بشكل مكثف لكى تتعقب الفتيات، إلا أن هذا لم يردعهن عن ممارسة نوع من التمرد الواضح، بالإضافة إلى الاختلاط بين الجنسين الذى تحظره الحكومة الإيرانية، والذى أصبح التمرد عليه ملحوظا من خلال انتشار المقاهى فى مختلف المدن الإيرانية التى يرتادها الشباب والفتيات ويدخنون الشيشة .

 

أن ما يحدث فى المجتمع الإيرانى من اضطرابات اجتماعية يعد نتيجة طبيعية للتوتر بين النظام المحافظ والمجتمع المتطلع للتغيير، ليبقى السؤال الذى يبحث عن إجابة هل يستطيع هذا النظام استيعاب هذه الرغبة واحتواء الشباب وتطلعاته بدلا من سياسة الحظر والقمع ؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    لاعب
    2015/03/04 09:47
    0-
    1+

    اللعب بالنار
    إيران تلعب بالنار وحان الوقت لإطفاءها.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    أهرامى أصلى
    2015/03/04 09:45
    0-
    1+

    كشف إيران
    موضوع جيد يا أستاذة شيماء وخالص الأماني بالنجاح الدائم.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق