رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«أنا الرئيس»..كوميديا تتحدى الزمن

محمد بهجت
وسط عروض مسرحية كثيرة رصدت الأحداث السياسية الأخيرة منذ ثورة 25 يناير وإلى الآن بما فيها من مفارقات، تفوق أحيانا خيال أعظم كتاب الكوميديا اختار الفنان الشاب سامح حسين ان يقف على خشبة المسرح الكوميدى بعرض قديم كتبه الساخر الكبير الراحل يوسف عوف قبل نحو 30 سنة، ومأخوذ عن مسرحية «المفتش العام لجوجول» ـ هو أنا الرئيس الذى يعرض حاليا على المسرح العائم من اعداد واخراج محسن رزق..

عنوان المسرحية خادع تماما، فهو يتحدث عن رئاسة شركة من شركات القطاع العام الخاسرة ، تقرر أن يعين فيها رئيس مجلس إدارة جديد ليس من بين موظفى الشركة.. وبالتالى ينتظر الموظفون حضور ذلك الرئيس الغامض، ويختلط عليهم الأمر عند قدوم شاب باحث عن وظيفة ويظنون أنه هو الرئيس خاصة مع تشابه الأسماء ، ورغم أن الفكرة ليست جديدة.. وتم استلهامها أكثر من عمل فنى سابق منذ سى عمر لنجيب الريحاني، ومرورا بمسرحية «المفتش العام» المصرية والتى أعدت عن النص الروسى لجوجول وقدمها على خشبة المسرح نخبة من النجوم.. بينهم أبو بكر عزت ومحمد رضا ـ رغم كثرة تناول الفكرة فى العديد من الأعمال الدرامية إلا أنها تظل جاذبة وقادرة على تفجير مواقف الضحك من خلال موهبة الفنان الشاب سامح حسين، الذى يلتزم دائما بإطار الشخصية الدرامية ولا يبحث عن زيادة مساحة الضحك على حساب إيقاع العرض المسرحى كما يفعل البعض من نجوم الكوميديا.. وقد كان مقنعا فى أداء دور الشاب الطموح الذى تجبره ظروف الحياة على ترك البحث العلمى والعمل فى السباكة من أجل لقمة العيش.. أما حنان مطاوع فهى مفاجأة العرض الحقيقية من حيث حضورها الطاغى فى مجال الكوميديا على الرغم من أنها تؤدى دور الشخصية الايجابية المتزنة الوحيدة فى العرض ، ولكنها من خلال تجسيد شخصية الفتاة الجادة البريئة إلى حد السذاجة استطاعت أن توجد حالة كاريكاتورية تثير الضحك والتعاطف فى الوقت نفسه، فضلا عن اجادتها الغناء والاستعراض وكأنها متمرسة على العمل الاستعراضى كانت حنان مطاوع تشع وهجا فى مشاهدها أعاد إلى ذاكرتنا أدوار والدتها الفنانة الكبيرة سهير المرشدى التى طالما تألقت فى مختلف العروض الكوميدية والتراجيدية بنفس القدر. وظهر الفنان الكبير محمد التاجى فى دور مدير عام الشركة الفاسد أخلاقيا والذى ربى ابنته سكرتيرة الشركة على القيم المثالية، وهو تناقض موجود بالفعل فى كثير من الآباء الفاسدين التقطه يوسف عوف، وأحسن رسم ملامحه الدرامية مثلما نجح التاجى فى التعبير عنه خاصة فى المشهد التراجيدى الوحيد الذى يحاوله فيه أن يعتذر لابنته لأنه لم يكن الأب القدوة الجدير باحترامها.. وظهرت الفنانة نادية شكرى بعد اختفاء طويل فى دور والدة البطل، بينما ظلم عدد من نجوم الكوميديا لصغر أدوارهم وعدم تناسبها مع قدراتهم الفنية، منهم الفنان الشاب الواعد أحمد عبدالهادى الذى أدى دور موظف فاسد. وفتحى سعد الذى حاول أن يجد لنفسه لازمة كوميدية تترك أثرا فى المشهد، لأن الدور ليس محفورا بعمق فى النسيج الدرامى للعمل، وكذلك مجدى عبدالحليم. والأدوار الثلاثة تكرار لشخصية الموظف الفاسد دون وجود اختلاف أو علامات مميزة لأى دور ـ وربما الموظفة الرابعة شيماء سيف كانت أسعدهم حظا لأنها تمثل نمطا واضحا وهو الفساد عن طريق الإغراء ولكن بصورة كوميدية.. وفنان آخر ظلمه العرض هو أحمد مجدى الذى أدى دور الزوج فى مشهد واحد ثم اختفى من بعده ـ وهو طاقة فنية وكوميدية تستحق مساحة اكبر من الحضور فى العروض المقبلة ـ وبالنسبة للمخرج محسن رزق فقد نجح فى اختيار بعض العناصر اهمها البطلان سامح حسين وحنان مطاوع وأشعار خالد الشيبانى والحان وائل عقيد ولكنه لم يكن موفقا فى كتابة الأدوار الذى يعاب عليه الإطالة والترهل فى كثير من المشاهد التى تحتاج حتما إلى الاختصار لصالح العمل.. فضلا عن تخفيف وحذف بعض الأدوار المتكررة دون فائدة ـ ولا ندرى السبب فى حمل البطل جهاز تسجيل ضخم ليسجل عليه اعترافات المرتشين والفاسدين؟! كان هذا التصرف هو افضل الحلول فى الوقت الذى كتب فيه يوسف عوف العمل. أما الآن ومع وجود إعداد لوضع اللمسات المعاصرة كان الأسهل استخدام المسجل فى التليفون المحمول مثلا، والحقيقة إن مسرحية «أنا الرئيس» مشروع عرض شديد الجاذبية إذا ما نجح المخرج فى معالجة الإطالة وإكساب اللوحات طابع العروض الشبابية السريعة المكثفة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق