رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وصمـتت «أصــوات» سـليمان فيــاض

كتب:عماد عبدالراضى
فقدت الأوساط الثقافية يوم الخميس الماضى أحد القامات الكبيرة فى عالم الإبداع العربى، حيث توفى الروائى سليمان فياض عن عمر يناهز 86 عاماً، تاركاً إرثاً إبداعياً رائعاً، فبالرغم من قلة عدد الأعمال الإبداعية التى خلفها، فإن كتاباته تُعد علامات مميزة حيث أصدر مجموعته “عطشان يا صبايا” عام 1961، ثم “بعدنا الطوفان” عام 1968، و”أحزان حزيران” عام 1969، و”العيون” عام 1972، و”أصوات” عام 1972، و”الصورة والظل” عام 1976، ثم “القرين”عام 1977.

وحصل فياض على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1970 من المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية عن مجموعته القصصية “وبعدنا الطوفان”، وجائزة الشاعر سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة عام ١٩٩٤ فى حقل القصة، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٠٢.

وأجاد فياض اللعب على وتر تعدد الأصوات الروائية فى أعماله، فكان الحوار بين “الأنا والآخر” فى رواية “أصوات” ثم كان الحوار بين “الذات والقرين” فى “القرين، وتُعد رواية “أصوات” هى الأشهر للمبدع الراحل، حيث استطاع فياض الخوض من خلال أحداثها فى أحد أهم القضايا التى عالجها الإبداع فى العصر الحديث، وهى إمكان التعايش بين الشرق والغرب، وهى القضية التى تناولها عدد من كبار المبدعين وعلى رأسهم توفيق الحكيم فى “عصفور من الشرق” ويحيى حقى فى “قنديل أم هاشم” والطيب صالح فى “موسم الهجرة إلى الشمال” وغيرها، فيطرح الإجابة القاطعة عن تساؤلات فى منتهى الأهمية مثل: هل يمكن نقل عادات وتقاليد الغرب لكى نعيش بها فى مجتمعنا الشرقى؟، وهل يمكن أن يتقبل الشرقيون من يريد أن يعيش بينهم بنفس تفاصيل حياته التى يحيا بها فى الغرب؟، ثم يأتى الطرح الأهم والأخطر وهو نظرة الإنسان الشرقى للتقاليد الغربية على أنها مثال للانحطاط الأخلاقى، ونظرة الإنسان الغربى للتقاليد الشرقية على أنها مثال للتخلف.

وتحكى الرواية قصة حامد البحيرى الذى يعود لقضاء اجازته فى قريته “الدراويش” التى فر منها منذ ثلاثين عاما، عاش خلالها فى باريس وتزوج من الفرنسية سيمون التى جاءت معه إلى مصر، وتعيش الزوجة فى القرية المصرية بعادات وتقاليد مجتمعها الفرنسى، فتأكل “بالشوكة والسكين” وترتدى الملابس الإفرنجية المكشوفة وتخرج من بيتها وقتما تريد وتجلس فى المقهى مثل الرجال وتشرب البيرة، وفى البداية حاول أهل القرية تقليد سيمون، ولكن سرعان ما يحدث الصدام المتوقع بين الحضارتين، فالزوجة فرنسية تصر على الحياة بتقاليدها فى مجتمع قروى مصرى، والفلاحات المصريات يحاولن فرض تقاليد القرية المصرية عليها، فيُتخذ القرار المصيرى وتجتمع النسوة –فى غياب الزوج المسافر لقضاء بعض الأعمال- لإجراء عملية “ختان” للفرنسية التى أثارت غيرتهن وحسدهن، ويداوين جراحها بالبُن وتراب الفرن، مما يؤدى إلى وفاتها، ثم يقومون بتزوير تقرير الوفاة ليُكتب فيه أن سبب الوفاة إن سيمون ماتت إثر “نوبة قلبية حادة ومفاجئة”.

وتأتى المفارقة فى الأحداث من الاستعداد المبالغ فيه من أهل القرية لاستقبال سيمون التى اعتبروها رمزاً لكل “الخواجات” ولهذا فيجب أن تظهر القرية –التى اعتبروها رمزا لمصر- فى أبهى صورة أمام الغرب، واستغرق هذا الأمر مجهودا متواصلا من أهالى القرية لمدة أسبوعين، ففى يوم وصول سيمون “ازينت من الصباح الباكر نسوة القرية وزينَّ معهن الأولاد من البنين والبنات بخير ما لديهم من ثياب، وبدا الصبية وكأنهم فى يوم عيد دونه كل الأعياد”، ويتضح هذا أكثر فى قول العمدة: “أكد علىَّ مأمور البندر بوجوب ظهور الدراويش بالمظهر اللائق أمام حامد، وبخاصة أمام زوجته سيمون الفرنسية حتى نرفع رأس الدراويش والناحية، بل ومصر كلها أمام الخواجات جميعا ممثلين فى شخص الست سيمون”.. ثم حفاوة القرية فى استقبالها، مرورا بمحاولات رجال ونساء القرية تقليد سيمون فى كل شئ حتى فى طريقة أكلها، فيقول شقيق حامد عن زوجته: “كانت تراقب ما تفعله سيمون على المائدة وتفعل مثلها، إن رفعت الملعقة وإن وضعتها، حتى فى درجة فتحة فمها لتُدخل الطعام فيه”... وأيضا محاولات سيمون إقناع زوجها بتقديمها للمجتمع القروى المصرى رغم اختلافه عن مجتمعها، فيقول زوجها عن رد فعلها على خجله من أسئلتها عن الفلاحين المرضى والأطفال الحفاة الذين رأتهم: “كانت ترى الحرج على وجهى، عندئذ كانت تقول لى ملاطفة بأدب قومها المعهود: بردون شيرى”.. كذلك حاولت فى أول الأمر التقرب إلى أهله: “فرغنا من الطعام، فذهبنا أنا وحامد إلى غرفة الصالون، أصرت سيمون على التخلف عنا لمساعدة زينب وأمى والخادمة التى استأجرناها مؤقتا للمساعدة، وللظهور بمظهر طيب أمام سيمون”.. إنه الغزل المتبادل بين الشرق والغرب ومحاولات التقارب التى بدأ فشلها بالحيرة التى سيطرت على الجميع والتى لخصها قول شقيق حامد: “أعجبنى المشهد وأثارنى وأرضانى وأغضبنى”، إلى أن وضع لها الكاتب نهاية درامية بفراق بدا حتميا ومأساويا فى الوقت نفسه.

واستطاع الكاتب أن يكرس نظرته فى “تعدد الأصوات” من خلال تعدد الرواة، فالرواية لا تُروى عبر راوٍ واحد، بل هى رواية شخصيات، كل شخصياتها –باستثناء سيمون- كانوا رواة للأحداث، كلٌ يروى الحدث من وجهة نظره، وأكسب هذا الأحداث ثراء واضحا، لا سيما مع تمكن الكاتب من الحفاظ على تماسك النص وتطور الأحداث وتسلسلها بشكل طبيعى، خاصة التدرج من التودد المتبادل بين الطرفين مروراً بصدمة أهالى القرية واستنكارهم لوجود امرأة تعيش بينهم بهذه التقاليد، وربما يلخص الأمر فقرتان وردتا فى نص الرواية، الأولى عندما قال العمدة: “كان شباب الدراويش والبلاد المجاورة يتصايحون خارج الدوار كالمجانين، وفكرت أنها ستفسدهم وتفتن علينا نساءنا المحجبات وبناتنا العفيفات، لكن ما باليد حيلة، فهذه هى الحال فى بلادها، ومن شب على شئ شاب عليه”.. والآخر هو قول أحمد شقيق حامد: “أحدث حامد وسيمون –بمجرد وجودهما فى البيت والدراويش- أضراراً شديدة لى ولأمى ولزينب” وذلك فى إشارة لأشياء كثيرة أبرزها اكتشافه أن زوجته أصبحت تحب أخاه، تماما مثلها وقع هو فى حب سيمون زوجة أخيه، وهو ما لاحظته سيمون واستنكرته فيما بعد.

بقى أن نشير إلى أنه من المؤكد أنى أشعر ببعض الخلاف مع سليمان فياض فى بعض ما كتب فى الرواية، وخاصة تعمده الواضح توجيه عطف القارئ تجاه شخصية سيمون، لكن ما يجب أن يُذكر فى هذا الأمر أنه لم يظلم المجتمع المصرى مطلقاً فى عرضه لسلبياته، ولم يكن مبالغا بل كان صادقا فى إظهار أثر الجهل والإهمال على المجتمع المصرى، حتى عندما استغل عملية “الختان” القصرية فى إنزال ستار الأحداث، وضع لها خلفية بعيدة تماما عن الإطار الدينى المعهود، بل كان يغلفها الجهل المجتمعى والدينى معا فى صورة حديث بالعامية بين مجموعة من النسوة العجائز ظهر فيه جهلهن بكل شئ، وكان قائدهن هو الشعور بالغيرة والحسد من المرأة الفرنسية، فنجا ببراعة من الوقوع فى مأزق طالما وقع فيه غيره ممن فكروا فى معالجة هذا الأمر فى أعمالهم الإبداعية.

وقد أشار سليمان فياض إلى أنه أخذ أحداث «أصوات» عن قصة حقيقية حدثت فى إحدى قرى الدلتا عام 1958، حيث كان فى زيارة لأحد أصدقائه من أهل القرية فسمع عن قصة فتاة أجنبية جاءت إلى القرية مع زوجها الذى كان قد هاجر من مصر منذ سنوات، وكيف أن نساء القرية أجرين للأجنبية عملية ختان حتى لا تكون فتنة للرجال.  وصمـتت «أصــوات» سـليمان فيــاض

 

◀ عماد عبدالراضى

فقدت الأوساط الثقافية يوم الخميس الماضى أحد القامات الكبيرة فى عالم الإبداع العربى، حيث توفى الروائى سليمان فياض عن عمر يناهز 86 عاماً، تاركاً إرثاً إبداعياً رائعاً، فبالرغم من قلة عدد الأعمال الإبداعية التى خلفها، فإن كتاباته تُعد علامات مميزة حيث أصدر مجموعته “عطشان يا صبايا” عام 1961، ثم “بعدنا الطوفان” عام 1968، و”أحزان حزيران” عام 1969، و”العيون” عام 1972، و”أصوات” عام 1972، و”الصورة والظل” عام 1976، ثم “القرين”عام 1977.

 

وحصل فياض على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1970 من المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية عن مجموعته القصصية “وبعدنا الطوفان”، وجائزة الشاعر سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة عام ١٩٩٤ فى حقل القصة، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٠٢.

وأجاد فياض اللعب على وتر تعدد الأصوات الروائية فى أعماله، فكان الحوار بين “الأنا والآخر” فى رواية “أصوات” ثم كان الحوار بين “الذات والقرين” فى “القرين، وتُعد رواية “أصوات” هى الأشهر للمبدع الراحل، حيث استطاع فياض الخوض من خلال أحداثها فى أحد أهم القضايا التى عالجها الإبداع فى العصر الحديث، وهى إمكان التعايش بين الشرق والغرب، وهى القضية التى تناولها عدد من كبار المبدعين وعلى رأسهم توفيق الحكيم فى “عصفور من الشرق” ويحيى حقى فى “قنديل أم هاشم” والطيب صالح فى “موسم الهجرة إلى الشمال” وغيرها، فيطرح الإجابة القاطعة عن تساؤلات فى منتهى الأهمية مثل: هل يمكن نقل عادات وتقاليد الغرب لكى نعيش بها فى مجتمعنا الشرقى؟، وهل يمكن أن يتقبل الشرقيون من يريد أن يعيش بينهم بنفس تفاصيل حياته التى يحيا بها فى الغرب؟، ثم يأتى الطرح الأهم والأخطر وهو نظرة الإنسان الشرقى للتقاليد الغربية على أنها مثال للانحطاط الأخلاقى، ونظرة الإنسان الغربى للتقاليد الشرقية على أنها مثال للتخلف.

وتحكى الرواية قصة حامد البحيرى الذى يعود لقضاء اجازته فى قريته “الدراويش” التى فر منها منذ ثلاثين عاما، عاش خلالها فى باريس وتزوج من الفرنسية سيمون التى جاءت معه إلى مصر، وتعيش الزوجة فى القرية المصرية بعادات وتقاليد مجتمعها الفرنسى، فتأكل “بالشوكة والسكين” وترتدى الملابس الإفرنجية المكشوفة وتخرج من بيتها وقتما تريد وتجلس فى المقهى مثل الرجال وتشرب البيرة، وفى البداية حاول أهل القرية تقليد سيمون، ولكن سرعان ما يحدث الصدام المتوقع بين الحضارتين، فالزوجة فرنسية تصر على الحياة بتقاليدها فى مجتمع قروى مصرى، والفلاحات المصريات يحاولن فرض تقاليد القرية المصرية عليها، فيُتخذ القرار المصيرى وتجتمع النسوة –فى غياب الزوج المسافر لقضاء بعض الأعمال- لإجراء عملية “ختان” للفرنسية التى أثارت غيرتهن وحسدهن، ويداوين جراحها بالبُن وتراب الفرن، مما يؤدى إلى وفاتها، ثم يقومون بتزوير تقرير الوفاة ليُكتب فيه أن سبب الوفاة إن سيمون ماتت إثر “نوبة قلبية حادة ومفاجئة”.

وتأتى المفارقة فى الأحداث من الاستعداد المبالغ فيه من أهل القرية لاستقبال سيمون التى اعتبروها رمزاً لكل “الخواجات” ولهذا فيجب أن تظهر القرية –التى اعتبروها رمزا لمصر- فى أبهى صورة أمام الغرب، واستغرق هذا الأمر مجهودا متواصلا من أهالى القرية لمدة أسبوعين، ففى يوم وصول سيمون “ازينت من الصباح الباكر نسوة القرية وزينَّ معهن الأولاد من البنين والبنات بخير ما لديهم من ثياب، وبدا الصبية وكأنهم فى يوم عيد دونه كل الأعياد”، ويتضح هذا أكثر فى قول العمدة: “أكد علىَّ مأمور البندر بوجوب ظهور الدراويش بالمظهر اللائق أمام حامد، وبخاصة أمام زوجته سيمون الفرنسية حتى نرفع رأس الدراويش والناحية، بل ومصر كلها أمام الخواجات جميعا ممثلين فى شخص الست سيمون”.. ثم حفاوة القرية فى استقبالها، مرورا بمحاولات رجال ونساء القرية تقليد سيمون فى كل شئ حتى فى طريقة أكلها، فيقول شقيق حامد عن زوجته: “كانت تراقب ما تفعله سيمون على المائدة وتفعل مثلها، إن رفعت الملعقة وإن وضعتها، حتى فى درجة فتحة فمها لتُدخل الطعام فيه”... وأيضا محاولات سيمون إقناع زوجها بتقديمها للمجتمع القروى المصرى رغم اختلافه عن مجتمعها، فيقول زوجها عن رد فعلها على خجله من أسئلتها عن الفلاحين المرضى والأطفال الحفاة الذين رأتهم: “كانت ترى الحرج على وجهى، عندئذ كانت تقول لى ملاطفة بأدب قومها المعهود: بردون شيرى”.. كذلك حاولت فى أول الأمر التقرب إلى أهله: “فرغنا من الطعام، فذهبنا أنا وحامد إلى غرفة الصالون، أصرت سيمون على التخلف عنا لمساعدة زينب وأمى والخادمة التى استأجرناها مؤقتا للمساعدة، وللظهور بمظهر طيب أمام سيمون”.. إنه الغزل المتبادل بين الشرق والغرب ومحاولات التقارب التى بدأ فشلها بالحيرة التى سيطرت على الجميع والتى لخصها قول شقيق حامد: “أعجبنى المشهد وأثارنى وأرضانى وأغضبنى”، إلى أن وضع لها الكاتب نهاية درامية بفراق بدا حتميا ومأساويا فى الوقت نفسه.

واستطاع الكاتب أن يكرس نظرته فى “تعدد الأصوات” من خلال تعدد الرواة، فالرواية لا تُروى عبر راوٍ واحد، بل هى رواية شخصيات، كل شخصياتها –باستثناء سيمون- كانوا رواة للأحداث، كلٌ يروى الحدث من وجهة نظره، وأكسب هذا الأحداث ثراء واضحا، لا سيما مع تمكن الكاتب من الحفاظ على تماسك النص وتطور الأحداث وتسلسلها بشكل طبيعى، خاصة التدرج من التودد المتبادل بين الطرفين مروراً بصدمة أهالى القرية واستنكارهم لوجود امرأة تعيش بينهم بهذه التقاليد، وربما يلخص الأمر فقرتان وردتا فى نص الرواية، الأولى عندما قال العمدة: “كان شباب الدراويش والبلاد المجاورة يتصايحون خارج الدوار كالمجانين، وفكرت أنها ستفسدهم وتفتن علينا نساءنا المحجبات وبناتنا العفيفات، لكن ما باليد حيلة، فهذه هى الحال فى بلادها، ومن شب على شئ شاب عليه”.. والآخر هو قول أحمد شقيق حامد: “أحدث حامد وسيمون –بمجرد وجودهما فى البيت والدراويش- أضراراً شديدة لى ولأمى ولزينب” وذلك فى إشارة لأشياء كثيرة أبرزها اكتشافه أن زوجته أصبحت تحب أخاه، تماما مثلها وقع هو فى حب سيمون زوجة أخيه، وهو ما لاحظته سيمون واستنكرته فيما بعد.

بقى أن نشير إلى أنه من المؤكد أنى أشعر ببعض الخلاف مع سليمان فياض فى بعض ما كتب فى الرواية، وخاصة تعمده الواضح توجيه عطف القارئ تجاه شخصية سيمون، لكن ما يجب أن يُذكر فى هذا الأمر أنه لم يظلم المجتمع المصرى مطلقاً فى عرضه لسلبياته، ولم يكن مبالغا بل كان صادقا فى إظهار أثر الجهل والإهمال على المجتمع المصرى، حتى عندما استغل عملية “الختان” القصرية فى إنزال ستار الأحداث، وضع لها خلفية بعيدة تماما عن الإطار الدينى المعهود، بل كان يغلفها الجهل المجتمعى والدينى معا فى صورة حديث بالعامية بين مجموعة من النسوة العجائز ظهر فيه جهلهن بكل شئ، وكان قائدهن هو الشعور بالغيرة والحسد من المرأة الفرنسية، فنجا ببراعة من الوقوع فى مأزق طالما وقع فيه غيره ممن فكروا فى معالجة هذا الأمر فى أعمالهم الإبداعية.

وقد أشار سليمان فياض إلى أنه أخذ أحداث «أصوات» عن قصة حقيقية حدثت فى إحدى قرى الدلتا عام 1958، حيث كان فى زيارة لأحد أصدقائه من أهل القرية فسمع عن قصة فتاة أجنبية جاءت إلى القرية مع زوجها الذى كان قد هاجر من مصر منذ سنوات، وكيف أن نساء القرية أجرين للأجنبية عملية ختان حتى لا تكون فتنة للرجال.  

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق