رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المنتدى الدولى للإتصال الحكومى بالشارقة..دروس فى كيفية التواصل بين الحكومات والشعوب لمواجهة الأزمات

الشارقة ـ ماهر مقلد
أبرز المنتدى الدولى للاتصال الحكومى، والذى عقد فى إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة الأهمية القصوى للاتصال الحكومى مع المواطنين وضرورة أن يتسم بالشفافية الواجبة فى نقل الوقائع مهما كانت مرارتها.

وتوقف المنتدى أمام التطورات المتلاحقة فى وسائل التواصل وتعددها والبدائل المتاحة  أمام المواطن فى استقبال المعلومات قبل أن تعلن عنها الجهات الرسمية ومدى خطورة ذلك على مصداقية الحكومات فى حالات التقاعس عن بث المعلومات والاتصال المباشر . وطرح المنتدى سؤالا ما الذى ينتظره العالم من ابتكارات جديدة فى وسائل الاتصال بعد ظواهر الشبكة الرقمية فى عام 2020 ؟، وهل استعدت الحكومات لهذه المفاجآت التى ستتجاوز مصطلح العالم قرية صغيرة ؟

المنتدى الدولى للاتصال الحكومي2015 أقيم تحت شعار “خطوات محددة ...نتائج أفضل” فى مركز إكسبو الشارقة في  يومى 22 و23 فبراير،  وبمشاركة رفيعة لرؤساء وشخصيات بارزة دوليا وعربيا.  

 وكشف الشيخ الدكتور سلطان القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن اهتمامه الشخصي  ببرامج الاتصال المباشر بمختلف أنواعها وقال: شهدت شخصيا من خلالها تطور طبيعة النقاش بين المواطن والمسئول، مشيرا إلى  أن النقاش كان يتسم بالعنف فى البدايات، لكنه تطور اليوم ليصبح أكثر موضوعية نتيجة اطلاع الجمهور على كل ما يدور حوله من أحداث وتطورات.

 ورأى الشيخ القاسمى أن التواصل المتمثل بالبرامج الجماهيرية المباشرة يهدف إلى خدمة الجميع من خلال تشجيع الحوار بين المسئول والمجتمع المدنى وتسليط الضوء على التغيرات فى سلوك العمل العام كالصحة والأمن والطرق وغيرها.

وأشار إلى أن التواصل الحكومى يبدأ من السلطة إلى عامة الناس، أما البرامج الجماهيرية فتأخذ طريقاً معاكساً يبدأ من عامة الناس إلى السلطة، ولذلك نطلق عليها اسم التواصل العمومي، موضحاً أن الجماهير المعنية بالتواصل العمومى هم المواطنون والمجتمع المدنى ووسائل الإعلام، حيث إنه ينشط الحياة الديمقراطية من حيث التعريف بالسياسات العامة، وإشراك المواطنين بالنقاش حولها، والعمل على تطوير سلوكهم من خلال تنظيم حملات الوقاية فى ميادين الأمن والبيئة والصحة والحياة الاجتماعية.

وشدد الرئيس اللبنانى السابق العماد ميشال سليمان فى كلمته على أهمية التواصل بين الحكومة والشعب، مؤكدا أن تطور المجتمع فى مجالى تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال أثر بشكل فعال على أسلوب حياة الأفراد وقيمهم.

وقال سليمان إن الإعلام المباشر وغير المباشر دخل “إلى عقول البشر والبيوت وأماكن العمل والحقل والمصنع والمؤسسة والثكنة وحفر الجنود والخنادق، وأصبح الفرد يسمع ويرى المسئولين يتوجهون إليه مباشرة، فلم يعد هناك دور للوسيط، وأصبح الفرد مجبرا على اتخاذ موقف معين بين طرفى نزاع حتى من دون معرفته بأى طرف منهما”.

وقال رئيس مركز الشارقة الإعلامى الشيخ سلطان  القاسمى إن الظروف الاقتصادية والجيوسياسية التى تلقى بظلالها اليوم على العالم أجمع تضع على الحكومات العالمية والإقليمية مسئوليةً أكبر من أجل شرح مواقفها، وإقناع شعوبها بسياساتها الداخلية والخارجية بصراحة وشفافية.

وأوضح أن الوقت الذى كانت الحكومات تسيطر فيه على نوع ومصادر المعلومات ولّى وحل مكانه عصر التفاعل والحوار الذى أصبح فيه للمواطنين فى كافة أقطار العالم قدرة على التعبير عن رأيهم فى الأحداث الداخلية والخارجية لبلدانهم والبلدان الأخرى.

وأكد القاسمى أن السرعة فى نقل المعلومات والتأثير على رأى الشعوب يشكل تحدياً لبعض الحكومات نظراً لطبيعتها الإدارية، إلا أن إمارة الشارقة تنظر إلى هذا التحدى كفرصة لتطوير هذا الجانب من العمل الحكومى، حيث أصبح الاتصال الحكومى الفعال المبنى على الشفافية والموضوعية أحد أهم العوامل الرئيسية التى تتسم بها الحوكمة الفعّالة.

وشهد المنتدى عرض التجربتين الأوروبية والإقليمية فى الاتصال، كماعرض الأخضر الإبراهيمى تجربته كدبلوماسى ومفاوض دولى  .

و أدار الإعلامى جيرمى بوين، محرر شئون الشرق الأوسط فى هيئة الإذاعة البريطانية حوارا مع كل من خوسيه مانويل باروسو، رئيس وزراء البرتغال الأسبق، والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، والجنرال سير ريتشارد شيريف، نائب القائد الأعلى لقوات حلف الناتو فى أوروبا  -2011-ـ 2014، و فيصل الفايز، النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان الأردني.

و أشار خوسيه مانويل باروسو إلى أنه بات التواصل بين الحكومات والشعوب أكثر تعقيداً من عصر ما قبل تكنولوجيا المعلومات، وقال: إن التغير الحاصل كبير للغاية فلم تكن المؤتمرات الصحفية فى زمن مارجريت تاتشر، وفرانسوا ميتران بذات مستوى تعقيد مؤتمرات المسئولين اليوم، حيث إن ما يلحق المؤتمرات من تفاعل شعبى على مدار الساعة يضع المزيد من الضغوط على صناع القرار بل وفى أحيان كثيرة يسرع من اتخاذ قرارات معنية فى عدد من القضايا”.وأضاف باروسو: أن حالة الاتحاد الأوروبى تضيف جانباً من التعقيد فهو يضم 28 دولة و23 لغة مختلفة ووسائل الإعلام من كل مكان تسأل والجمهور كذلك، ولابد من الإجابة بأسرع وقت وبأعلى درجات المصداقية المتاحة.

اما  ريتشارد شيريف النائب السابق للقائد الأعلى لحلف شمال الأطلسى فى أوروبا خلال الفترة ما بين 2010 و2014: قال:إن هناك ضرورة لفهم البيئة الإعلامية والمتغيرات فى طريقة العمل مع حكومة، أو مؤسسة أو منظمة دولية. ويجب أن نأخذ فى الاعتبار أن الناتو ليس جهازا متفردا بل هو حلف يضم 28 دولة، ويراعى مصالح جميع الدول الأعضاء ومنها المصالح الإعلامية، وهنا فإن الإفصاح عن المعلومات يجب أن يراعى أهمية الاستراتيجية الاتصالية لكافة الأعضاء، ولكن مع ضرورة أن تتوافر بها المصداقية لتلقى الصدى اللازم على المستوى الدولي.

وقال شيريف: “المستشارون الإعلاميون متواجدون فى غرف صناعة القرارات منذ خمسينيات القرن الماضي، فهم دائماً فى الواجهة.

و قال فيصل الفايز النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان الأردني: “التواصل ما قبل ثروة المعلومات والاتصالات وما بعده حالة مختلفة تماماً، فبالأمس كان هناك قنوات رسمية فقط تسيطر عليها الحكومات، وبالتالى كانت تسيطر على الرسائل وبأسلوب موجه من مرسل إلى متلق، أما اليوم أصبحت الحكومات متلقية أيضاً، وأصبح العديد من وسائل الإعلام والشعوب مرسلة مؤثرة، وفى ظل وجود العديد من الرسائل المغلوطة أو السلبية التى تبث من وسائل إعلامية أو أفراد فقد أدى ذلك لانتشار عدم الثقة بالرواية الحكومية، وهو الأمر الذى دفع بالعديد من الحكومات للبحث عن الطرق والوسائل الأمثل لرفع مستوى الثقة بين الطرفين”.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق