رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

من مذكرات ضابط أمريكى الولايات المتحدة نشرت الفساد فى أفغانستان

شريف الغمرى
كثير من ضباط المخابرات الأمريكية بعد إعتزالهم العمل الرسمى، يتجهون إلى كتابة مذكراتهم ونشرها فى كتب، يحكون فيها أسرارا عن عملهم فى البلاد التى كانوا مسئولين فيها، وهذه الأسرار والمعلومات هى التى تدفع دور النشر للاهتمام بما يقدمونه من مؤلفات.

من هؤلاء الضباط، روبرت جرينر، الذى كان قد تقاعد من عمله فى المخابرات المركزية عام 2006، بعد أن أمضى فيها 27 عاما، وقد صدر له مؤخرا كتابه "88 يوما فى قندهار: مفكرة ضابط بالمخابرات المركزية".

يعتبر هذا الكتاب الرابع فى سلسلة مذكرات لضباط سابقين بالمخابرات المركزية، عملوا فى أفغانستان، ويتحدثون فيها عن أحداث وقعت أثناء الحرب هناك، وبالنسبة لجرينر، فهو يسجل فى مذكراته بالتفصيل والتواريخ، أحداثا كان مشاركا فيها بحكم منصبه القيادى فى أفغانستان، وروى ما كان يحدث فى كل إجتماع، وما دار فى كل مكالمة تليفونية، وكيف إرتبطت هذه الإجتماعات والمكالمات التليفونية، بأحداث وقعت فى أفغانستان.

ومن أهم المعلومات التى كشف عنها جرينر، أن ترشيح حامد كرزاى رئيسا لأفغانستان، كان من إختيار المخابرات المركزية، وأن جهاز المخابرات كان يدفع أموالا طائلة لزعماء القبائل الأفغانية مقابل المساعدة فى الأعمال العسكرية التى تقوم بها القوات الأمريكية هناك، ويشاركون معهم فى أعمال ضد تنظيم طالبان، وهو ما كان بداية لانتشار الفساد، نظرا لأن المال كان يدفع مقابل الولاء، وأن المخابرات الأمريكية كانت تغمض عينيها عن تصرفات أمراء الحرب وتجار السلاح، الذين كانوا يبتزون المواطنين العاديين ويحصلون منهم على أموال دون وجه حق، ومنها على سبيل المثال أنهم كانوا يفرضون رسوما على مرور سيارات المواطنين العاملين بالتجارة، ويستولون على الأموال لحسابهم وليس لحساب الدولة، وأن ذلك أيضا كان من أسباب انتشارالفساد بشكل كبير، وكان الغرض من هذا، بالنسبة للولايات المتحدة، أن يقف أمراء الحرب فى أفغانستان إلى جانبهم فى عملياتهم العسكرية.

وقد أدركت أمريكا فيما بعد، أن حركة طالبان هى التى كسبت من وراء هذا الفساد، لأنها إستفادت من غضب الشعب الأفغانى من إنتشار الفساد تحت سمع وبصر الحكومة والولايات المتحدة.

ويهتم جرينر فى فصل من كتابه المكون من 443 صفحة، بشرح أخطاء أمريكا فى أفغانستان، والتى تسببت فيها هذه الممارسات، التى لم تجعل موقف الشعب هناك يتحول بسهولة ضد الإرهابيين فى أفغانستان، والذين وجهوا غضبهم وكرههم إلى القوات الأمريكية.

وكانت لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ الأمريكى قد تبينت هذه الأخطاء فيما بعد فى تقرير أصدرته عن التعذيب والاعتقالات، التى قامت بها القوات الأمريكية وجهاز المخابرات، وإعترفوا فيها بحدوث تجاوزات على يد المخابرات المركزية ضد المعتقلين هناك.

يتناول جرينر مساندة المخابرات المركزية، لأطراف أفغانية فى الوقت الذى استخدمت فيه أساليب تعذيب قذرة ، فإن ذلك لم يكن ينبغى أن يحدث، إلا أنه كان يثير الرأى العام الأفغانى ضدهم.

وكانت وكالة المخابرات المركزية قد دافعت عن تصرفاتها، بأنها من وسائل الإستجواب، ومنها على سبيل المثال، تعذيب أحد قيادات القاعدة، الذى أرسلته إلى ما سمى "السجن الأسود"، فى تايلاند، حيث تعرض هذا القيادى لإغراقه فى المياه لأكثر من 80 مرة، وهو ما جاء فى مذكرة لوزارة العدل الأمريكية.

ويقرر المؤلف أن هذه الممارسات لوكالة المخابرات المركزية، وفى بلد محتل، كانت سببا مباشرا فى زيادة قوة حركة طالبان داخل أفغانستان.

إن كثير من الكتب الصادرة عن ضباط سابقين فى المخابرات المركزية، والتى كشفت عن أخطاء السياسة الأمريكية فى البلاد التى شاركت فيها فى عمليات حربية، فإن هذه الكتب تتفق فى معظمها على أن من أكبر هذه الأخطاء أنها تدعم أشخاصا أو جماعات ليسوا مقبولين من الرأى العام فى بلادهم، إما لفسادهم وإما لأن مواقفهم السياسية تعمل على تحقيق مصالحهم الخاصة، وليست مصالح بلادهم، بالإضافة إلى أن مؤلفى هذه الكتب اتفقوا على أن كسب الحرب فى هذه البلاد يحتاج أولا إلى مراعاة طباع وتقاليد السكان، وإظهار الحقيقة لشعوب هذه البلاد، وليس البحث عما يحقق مصالح الولايات المتحدة، حتى لو كانت ضد مصالح هذه الشعوب ورغباتها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2015/02/28 08:23
    0-
    0+

    ليس فى افغانستان وحسب بل فى كل مكان حلت به
    يستحقون لقب"الشيطان الأكبر" بإمتياز
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق