وتضغط على أعصابي، ولا أجد حلا لها، فأنا فتاة أبحث عن الارتباط الحلال، أو بمعنى أصح انتظره، لكن فرصى تضاءلت فى السن المناسبة الى أن وصلت الى «سن القلق» والخوف، فلقد تقدم لى فى سن الثالثة والعشرين شقيق إحدى زميلاتي، وكنت وقتها فى قمة السعادة، لكنه فجأة تركنى بلا أسباب، ومرت أربع سنوات لم يطرق خلالها أحد بابي، ثم تقدم لى شاب آخر تعلقت به، لكنه ما لبث أن تركنى هو الآخر، وبعد أن بلغت سن الثلاثين جاءنى عريس ولكنى فى هذه المرة لم أشعر تجاهه بالراحة، وهو غير مناسب لى من حيث التفكير، ولم يتعلق به قلبي، أو أشعر نحوه بأى عاطفة، وأجد غصة فى حلقى عندما يتحدث معي، فأسلوبه وطريقة تفكيره بعيدان جدا عني، وعشت صراعا مع نفسى بسببه ووجدتنى أوافق عليه إرضاء لأهلى الذين لم يجدوا فيه ما يمنعنى من الارتباط به، وهو احقاقا للحق يبدو ملتزما دينيا من الناحية الظاهرية، أما من داخله فالله أعلم ببواطن الأمور، وقد قبلت الارتباط به من باب «اذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه»، ولكن أين قلبى ومشاعرى وراحتى النفسية؟...
إننى أنتظر عدل الله الذى حرمنى من الجمال ومنحه لغيرى ممن حولي، ورزقهن بالأزواج المناسبين فى الوقت المناسب، وأنا لا أحقد عليهن، واسأل الله أن ينعم عليهن، وأن يرزقنى الرضا، وما دفعنى الى الكتابة إليك هو أننى لو استمررت على حالتى هذه فسأكون دائما فى حالة مقارنة وتعب ووجع قلب، فأرجو أن تفيدنى فى أمرى عسى الله أن يرزقنى ما يسر نفسى ويرضيني.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
أرجو أن تتريثى قبل اتمام هذه الزيجة، فالزواج تحت ضغط الأهل بدعوى كبر السن أمر خطير، إذ إن مثل هذه الزيجات لا تستمر شهورا، وبعدها تحمل الفتاة لقب «مطلقة» وتسوء حالتها النفسية، وتعزف عن الانخراط فى المجتمع، وتشعر بمرارة من النظرة الخاطئة الى المطلقة، ولقد قلت كثيرا إنه لا توجد امرأة خالية من لمسة جمال لأنه مسألة نسبية، وأحيانا تكون خفة الظل أجمل كثيرا من الشكل، ولكل فتاة شاب يناسبها، ويريدها زوجة له، لكن لكل شيء أوان، ومهما طال الوقت فإن نصيبك العادل سوف يأتيك، فلا تتسرعى فى الزواج بمن لا ترتاحين له، فأول عامل لنجاح الزواج هو أن يتبين كل منهما فى الآخر خيطا يشده إليه، ويجذبه نحوه، فإذا كنت تفتقدين هذا الخيط فيمن تقدم إليك طالبا يدك، فلا تترددى فى رفضه، لأنك اذا تزوجته وأنت فى حالة نفور منه، فسوف تتوالى عليك المتاعب، وانى أبشرك بأن صدقك مع نفسك سيكون عائده عليك عظيما، والله المستعان.