رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بأى وجه نلقاك سيدى رسول الله

◀ المستشار عبدالعاطي الشافعي
المستشار عبد العاطى الشافعى
بأي وجه نلقاك.. سيدي رسول لله..وقد صارحالنا ـ اليوم ـ نحن معشر المسلمين إلي أسوأ حال.. تهددنا البأس واليأس وسوء العاقبة وشر المال.

وقعنا في دائرة تحذير الله لنا.. في قوله تعالي : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي، قال رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا.. قال كذلك أتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي نسي اتباعك ـ سيدي ـ أوتناسوا.. جهلوا أو تجاهلوا.. ان جوهر رسالتك.. سداها ولحمتها.. وسيلتها وغايتها الرحمة.. والرفق والسلام .. الحب الصادق والمودة والوئام.. فرسالتك هي الرحمة.. وأنت.. انت الرحمة قال ربك عنك وقال لك «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. وجئت.. سيدي يا رسول الله لتعلم الدنيا قاطبة درس المحبة.. وانها من أمارات التقوي.. ومن علامات الأيمان.. ذلك قولك «لايؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه وقولك: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي»..

وما أروع ما ربطت به ـ سيدي ـ بين الإيمان والحب والسلام.. حين جعلت تأشيرة الدخول إلي الجنة هي الإيمان، ثم جعلت الحب هو علامة الايمان والسلام هو دليل وامارة الحب.. ذلك معني حديثك الشريف: «لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا، ولم تؤمنوا حتي تحابوا أفلا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» ولو أننا علي قدر مقامك السامي الرفيع لاقتدينا بك.. واخلصنا ـ سيدي ـ في ترسم خطاك..وأبدا.. ابدا.. ماعصيناك.. لو أننا احببنا الله والتمسنا محبته لنا لحرصنا علي مرضاة الله ومرضاتك وما خالفناك.. ذلك قوله تعالي «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله» والحب الصادق علامته الطاعة.. فإن المحب لمن يحب مطيع.


سيدي رسول الله لقد كان حتما مقضيا علي أمتك ان تعي ما علمتها اياه من دروس الرحمة والرفق والمحبة والتسامح والسلام.. كي تعرف الدنيا قاطبة وتعلمها أن ذلك هوجوهر رسالتك وان هذه هي حقيقة الإسلام.. وأن تعرف الدنيا بشخصية نبيها الكريم الصادق الأمين.. المبعوث رحمة للعالمين.. صاحب الخلق العظيم.. الذي أسبغ الله عليه صفتين من صفاته النيرات.. حين وصفه بأنه هو الرءوف الرحيم لكن المسلمين علي النقيض من ذلك افتقدواهم انفسهم معاني الرحمة والرفق والسلام.. وتنكبوا سبيل المحبة والمودة والوئام.. فذهبت ريحهم وقطعت بهم الاسباب..يلمزون انفسهم ويتنابزون بالالقاب.. يجادولون بالتي هي اسوأ.. ويتبادلون القذف والسباب.. ويفتقدون ابسط مبادئ حسن الخطاب.. فأغري الله بهم شرار البشر.. يسومونهم سوء العذاب.. وقعوا فيما حذرتهم منه ـ سيدي ـ فتداعت عليهم الأمم.. كما تداعي الأكلة إلي قصعتها.. لا من قلة فهم كثر.. ولكنهم غثاء كغثاء السيل.. حقيق بهم ان تدركهم المهانة والمذلة والثبور والوبال.


ولو أن المسلمين ـ سيدي ـ امتثلوا إلي ما أمر الله به وما به أمرت.. وانتهوا عما نهي الله وعنه نهيت.. ما ضاعوا ولاضلوا.. ولاهانوا ولاذلوا.. ولاشقيت بالبعض منهم أممهم.. وروعت بهم أوطانهم.. فلقد نسوا توجهيك الكريم.. وتنكبوا طريقك المستقيم.. والتفتوا عن نصحك القويم «تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا.. كتاب الله وسنتي» وحين تخلي المسلمون عن مبادئك الغراء.. وحادوا عن محجتك البيضاء.. وافتقدوا فضائل الحب والمودة والاخاء.. وفرطوا في قيم الرحمة والسماحة والايثار والعطاء والوفاء.. وهنت قوتهم.. وضعفت شوكتهم…وتكالب عليهم الاعداء.. وتجرأ عليهم من ينتهكون الحرمات ويدنسون المقدسات.. ثم اخترق صفوفهم من يدعون الانتساب إلي السلام زورا وكذبا وزيفا وبهتانا.. وطفقوا يعيثون في الأرض فسادا.. ويملأون الدنيا اجراما وإرهابا وبغيا وعدوانا..


ولو ان اعداء الإسلام والمسلمين.. علي مدار التاريخ وفي كل وقت وحين.. اجتمعوا في صعيد واحد وعكفوا علي تشويه الوجه المشرق الوضاء للإسلام..وايهام الدنيا بأن من بين المسلمين من يمارسون باسم الإسلام الإرهاب والترويع والاجرام.. ما حققوا عشر معشار ما الحقه هؤلاء القتلة الفجرة الكفرة بالإسلام والمسلمين من تشويه وايذاء.. كيف لا.. وهم خوارج هذا الزمان والإسلام والمسلمون منهم براء.


أن أهل الذكر والفكر من العلماء والائمة والوعاظ والفقهاء.. وحملة لواء الخطاب الديني ورموز التربية والتعليم والثقافة والإعلام والكتاب والادباء.. مدعوون اليوم ـ أكثر من أي وقت مضي ـ إلي ان يتنادوا إلي كلمة سواء .. يعرفون الدنيا ـ من جديد ـ بما جهلته من حقيقة الإسلام وشريعته واخلاقه النيرة الغراء ويعرفونها بأنه دين الحب والسماحة والرفق والسلام والأخاء.. بأنك ـ سيدي رسول الله ـ انما بعثت رحمة للعالمين حريصا علي الانسانية جمعاء.. وأن أي فظ غليظ القلب يضمر أو يجلب الشر للبلاد والعباد فإن الإسلام والمسلمين منه براء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق