رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الحكومة «وأدت» ملعب «الصداقة».. فأقام الشباب ملعب «الوداد»

◀ محمود أمين
هل يُعقل أن يدفع الذين يمارسون حقهم الدستوري ثمن خروج غيرهم على القانون؟

 مناسبة السؤال هي الحكاية التالية:

قام عدد من الشباب في مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية -بجهودهم الذاتية- بتطبيق عملى لمادتي البيئة فى الدستور، وهما المادة 46، التى تنص على أنه «لكل شخص الحق فى بيئة صحية سليمة.. وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها»، والمادة 84 التى تقول: «ممارسة الرياضة حق للجميع»، لكن للأسف دار بين حماس الشباب وبلدوزر الحكومة حوار غير حضارى !

وتعود التفاصيل إلى 20 سنة مضت عندما قام الشباب بتطهير جزء من مقلب للقمامة بجوار مستشفى الخانكة، وأقاموا عليه ملعباً بسيطاً لكرة القدم، أطلقوا عليه اسم «ملعب الصداقة»، حيث نظموا فيه المهرجانات الرياضية الرائعة.

وجمع الملعب البراعم والشباب والناشئين والرواد، وكان قِبلة لمحبى الرياضة، وقُبلة على جبين العمل الجماعى التطوعى.. فى تطهير البيئة، والمحافظة عليها، وإعلاء دور الرياضة فى حماية الشباب من الانحراف. وفي أثناء فترة الانفلات الأمنى في أعقاب ثورة 25 يناير استولى بعض الخارجين عن القانون على شقق سكنية حكومية خالية على بعد مائتي متر من الملعب، وأقاموا فيها، وبعد تعافى الأمن أخرجهم المسئولون منها، وأقاموا لهم خياما بالقرب من «ملعب الصداقة»، وهنا بدأت الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.يقول الشباب: بينما كنا نقيم مهرجان الصداقة الرياضى المعتاد فوجئنا ببلدوزرات محافظة القليوبية تقتحم الملعب، وتشق بطنه، بينما الجرافات تقتلع المرمى من جذوره، ولما سألنا عن السبب؛ قالوا إن المحافظة خصصت أرض ملعب «الصداقة» لبناء أربع عمارات سكنية لأصحاب الخيام بدعم من رجال الأعمال، وذهل الشباب من هذا «اللامعقول».

فكيف تتم مكافأة الخارجين عن القانون على حساب ملعب الأجيال؟ ولماذا أرض الملعب القائم منذ عشرين سنة؟ وهل ضاقت مصر -التى نعيش على 6% فقط من مساحتها- فلم يجدوا سوى ذلك المكان الذى لا يُقدر بثمن للبناء فيه؟ وأضافوا لصفحة «البيئة»: كنا ننتظر من المسئولين البناء على الأساس الذي بدأناه، وتطوير الملعب بدلاً من هدمه، لكن فوجئنا بتلك الفاجعة، وهذا التفكير، والبيروقراطية ! والآن تم بناء عمارتين على نصف الملعب، ولم يبدأ البناء بعد على النصف الثانى الذى نتوسل إلي المسئولين أن يتركوه كما هو، وعدم البناء عليه، وعدم مكافأة الخارجين على القانون ببناء العمارتين الباقيتين.. إلا فى أى مكان آخر! يقول الكابتن وجدان مدرب كرة القدم بالنادى الأهلى: «من جانبنا، وفى تصرف حضارى، وسلوك إيجابى، وبدلاً من التسكع على المقاهى أو الاستسلام لليأس أو الخضوع لسطوة أصحاب الملاعب الخاصة التى أقيم معظمها على حساب الأراضى الزراعية، والذين فرضوا سعر إيجار الساعة الواحدة بـمائة جنيه، قام الشباب بتطهير مقلب قمامة مجاور، واستقطع البراعم مبالغ زهيدة من مصروفهم اليومى، وضربوا المثل، وأقاموا ملعباً جديداً أطلقوا عليه اسم «ملعب الوداد».. ويضيف: «أرضه من التراب، وخطوطه من الجير، والمرميان من الحديد الخردة، لكننا نشعر بأنه أروع من استاد ويمبلى الشهير فى إنجلترا، بل وتم افتتاحه وإقامة أول مباراة فيه يوم الجمعة 23 يناير الماضي، فى حضور مئات الرياضيين». والأمر هكذا؛ يخشى الشباب من أن يتم وأد ملعب «الوداد» أيضا، وأن يلقى مصير ملعب «الصداقة»، فى ظل التفكير الظلامى لبعض المسئولين.. فمن يحمى ملعب «الوداد» من «الوأد»؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق