رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

« أداجيو».. بهجة استثنائية.. وحزن عبقرى!

تهـانى صـلاح
«أداجيو».. لحن حزين للموسيقار الإيطالي«توماس ألبينونى»، اختاره الكاتب إبراهيم عبد المجيد ليكون عنوانا لروايته الجديدة،

التى ينتقل بها الكاتب الكبير من عوالمه الأثيرة؛ المدن، والصحراء إلى الروح الإنسانية.. فى لحظات لا تتكرر، ليقدم من خلالها عالمًا موازيًا للحن الفراق، من خلال قصة الحب المثالية بين رجل أعمال وموسيقية شهيرة. والرواية قصة حب استثنائية  فى الفراق، فيها من البهجة الكثير، لكنها مثل «الأداجيو» الحزين، لحن الوداع.

الرواية تضيف إلى قائمة إبداعات عبد المجيد الثرية عملا جديدًا، يأخذ القارئ إلى عالمٍ مكمِّلٍ لعوالمه الأثيرة التى دخلها معه فى أعماله السابقة، حيث ينتقل من حديث المدن والصحارى، إلى همس الموسيقى، وشجن اللحن الأخير.. قبل الوداع! ورغم أن الرواية تُحلِّق كالفراشة فى أجواءٍ مشحونةٍ بالأسى والترقُّب، فإنها لا تبتعد عن مدينة عبد المجيد الأثيرة «الإسكندرية»، حيث تدور الأحداث كلها، وتحديدًا فى الهانوفيل بمنطقة العجمي، ويتحول المكان إلى قفر موحش مهجور، بعد أن انتشرت مياه المجارى والمياه الجوفية فى كل مكان، وأغرقت الفِيلّات وصدَّعت جدرانها، فهجرها أصحابها، وفرُّوا إلى مناطق أخرى أكثر شبابًا ونظافة، وهذا المعنى تؤكده الرواية منذ سطورها الأولى.

تساءل سائق سيارة الإسعاف: ألا يوجد هنا سكان؟ للحظات لم يرد عليه المسعف الذى يجلس جواره ثم قال: ربما نقابل ساكنا أو اثنين ..العادة أنهم يأتون فى الصيف.

.. بهذه البداية يهيئ القارئ نفسه لمواجهة حالة استثنائية، ولا يُخيِّب الكاتب ظنَّه؛ إذ يأخذه معه بنعومةٍ إلى عالم فذٍّ، وقصةٍ شجية، أبدع عبد المجيد فى غزلها، وتماهى معها حتى باتت أشبه بسيمفونية عذبة عبقرية، لكنها شجية مؤلمة،ومن هنا أخذت الرواية اسمها «أداجيو».. الذى تعشقه ريم.

وتنساب هذه الموسيقى المتسرِّبة إلى شرايين الرواية بتلقائية وطبيعية، تمامًا كالدماء التى تسرى فى العروق؛ فبطلة الرواية هى الفنانة الشهيرة «ريم» العازفة الأولى فى الأوبرا المصرية، وزوجها «سامر» رجل الأعمال المشهور المتخصَّص فى صناعة الأثاث المشغول بطريقة فنية، وكأنه يصنع لوحات خشبية تُبهر مَن يراها، أى إنه فنان أيضًا، ليس فى الأثاث فحسب، وإنما فى الإلمام بالعزف على البيانو مثل ريم التى تغيب فى غيبوبة الموت، بعد إصابتها بمرض السرطان.

وفى الفيلا المهجورة، حيث المياه تطارده باستمرار من تحت الأرض، والشتاء القاسى والمطر والرعد والبرق، يقرِّر«سامر» أن يبقى مع حبيبته الغائبة عن الوعي، بعد أن يخبر الجميع بأنه سيأخذها إلى أوروبا لاستكمال علاجها هناك، بينما يتَّجه إلى الفيلا المهجورة، حيث يهب نفسه لخدمتها، واثقًا من قدرتها على المقاومة والصمود.

الكتاب :أداجيو

المؤلف:إبراهيم عبد المجيد

الناشر: المصرية اللبنانية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق