رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الاستبداد إنجازنا الأكبر.. وكل الطغاة مرّوا من هنا!

د. مصطفى عبد الغنى
يبدو أن الاستبداد- أو «حالة» الاستبداد- مازالت هنا منذ عصر الخلافة حتى اليوم..

هذه الحالة يؤكدها لنا محسن عبد العزيز، فى أحدث طبعة من كتابه(الاستبداد من الخلافة للرئاسة – أيام للحضارة وسنوات السقوط).. حين يحاول أن يطرح أسئلة بدهية عن الاستبداد، ليصل منها إلى إجابات أكثربدهية، تجيب عنها الأحداث من زمن الخلافة- فى زمن الحضارة الإسلامية- إلى سنوات السقوط فى العصر الحديث.

والكاتب يحاول تأكيد على هذه الظاهرة فى مشاهد Flash back منذ عثمان بن عفان حتى اليوم.. حيث تعيش بلادنا، منذ أيام الحضارة إلى عصر الأخوان، فى زمن الاستبداد، الذى يمر بنا، فيتأكد معه أن «إنجازنا الاستبدادى أكثر من أى شىء آخر، وكل حكامنا الطغاة – منذ الخلافة مرورا بمن كانواعظماء أم حقراء- الكل «مروا من هنا»..

والواقع أننا- حين نستعيد حالة الرجوع إلى عصر عثمان- نلحظ تغول هذه الظاهرة . لقد كانت بطانة الفساد أقوى من الخليفة الذى كان موقفه «استبداديا».. موقف قاده من الموقف المثالى إلى بطانة السوء، ليمر عبر الفساد بعد اغتياله ..إلى معاوية، الذى وضع «قواعد الاستبداد السياسى»، فنتعرف على رموز الفساد والإفساد مع ابنه يزيد، مرورا من الدولة الأموية إلى العباسية إلى المعتزلة إلى عصور الفاطميين والأيوبين والمماليك، لتصل مع العصر الحديث، لنجد ثلاثية الاستبداد والضعف والسقوط، من الحكام إلى المشايخ إلى الكتاب والمثقفين. غير ان الكاتب هنا لايصل إلى العصر الحديث دون ان يستعيد حالة الاسترجاع تلك، فبعد أن يشير إلى الاستاذ هيكل فى الحاضر، يعود إلى المتنبى فى الماضى، ليمر بعدها على التوحيدى وعبد الوهاب البغدادى والزمخشرى والخطيب التبريزى، وصولا إلى الأيوبيين والفاطميين والمماليك، ليعود مرة أخرى إلى العصر الحديث.

إن حالة الذهاب والعودة بين الماضى والحاضر تؤكد لنا دوام هذه الحالة- الاستبداد- التى تعنى أن الأكاذيب عندنا لها دولة وسلطان، وأصبحت نظرية جوبلز «اكذب واكذب حتى يصدقك الناس» هى السنة الحقيقية لكل طاغية.. وهو هنا يصل خاصة عند وعود محمد مرسى للثوار فى «فندق فرمونت»، بعد أن استعرت المنافسة بينه وبين الفريق شفيق فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة. لقد وعدهم بإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، وعمل دستور توافقى..الخ ؛ لكنه بعد أن أصبح رئيسا ضرب بكل شىء عرض الحائط، ومشى فى طريق الاستبداد بخطى المدرك لموضع قدمه، حتى وإن أظهر للناس الوجه الساذج الطيب، ليبدو غير واع لمايفعل، فنضحك ونسخر، بينما هو ماض فى طريقه لايتغير.. ، وهومايدفعنا لنلاحظ مع الكاتب حقيقة مهمة هنا؛ هى أن دولة الخلافة هى دولة الخليفة وحاشيته، بينما الدولة الحديثة هى دولة القانون والدستور وحقوق الإنسان .

وهناك فارق كبير بين الاثنين .. وعلى هذا النحو ، يعود بنا- فى العصر الحديث- إلى مشاهد دالة دامية، حين يستعيد ملامح أن.. «الاستبداد كتاب العرب الأمس واليوم»، والاستبداد فى التاريخ والحياة، والاستبداد والدين والخرافة، وإقصاء علم السياسة ولعنة الكاريزما .. إلى غير ذلك، وصولا إلى زمن الثورة العربية فى القرن العشرين..

الكتاب: الاستبداد من الخلافة للرئاسة

المؤلف: محسن عبد العزيز

الناشر : «الدار» للنشر والتوزيع 2015

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق