رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«غــرفــة فـى دار الحــرب»
رواية ألمانية رصدت مذبحة الأقصر

كتبت:دعاء جلال
«الشرق في عيون أدباء الغرب» هو عنوان الندوة التي اُقيمت في معهد جوتة، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي، وكان ضيف الندوة هو الكاتب الألماني «كريستوف بيترز» مؤلف رواية «غرفة في دار الحرب» والتي كانت موضوع الندوة، وأدارتها «د.هبة فتحي» أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة القاهرة ومترجمة الرواية إلي اللغة العربية، بحضور الصحفي والناقد «إيهاب الملاح» الذي قام بقراءة بعض الفقرات من الرواية للمناقشة والتحليل.

تحدث «بيترز» في البداية عن نشأته في مجتمع مسيحي كاثوليكي، ووصوله لدرجة التعصب الشديد في فترة المراهقة، ثم جاء في زيارة إلي مصر، فكانت هي نقطة التحول في معتقداته وكتب عنها سلسلة مقالات بعنوان «رحلة عمري» بصحيفة DieZeit، فهو لديه أقارب مسلمون في مصر دارت بينه وبينهم مناقشات كثيرة حول الإسلام والإسلام السياسي، ومن خلال هذه المناقشات استطاع أن يضع صورة مختلفة تماماً عن صورة الإسلام التي كانت في ذهنه، وبدأ يقرأ كثيراً عن الجماعات الإرهابية وتطورها وأخذ يبحث في المكتبات عن كل الشخصيات ذات الخلفية الإسلامية، كما كانت هذه الزيارة أيضاً هي السبب الرئيسي في كتابة روايته «غرفة في دار الحرب»، وأشار إلي أن شخصية الإرهابي تجذب أي روائي للكتابة عنها، حيث المتعة في التوغل داخل النفس البشرية.

تدور الرواية في بداية التسعينات حول الألماني «يوخن زواتسكي» مدمن مخدرات ومجرم، والذي تعرف علي فتاة مصرية مسلمة وتتبع والدها حتي وصل إلي أحد المساجد، وتعرف فيه علي مجموعة من الأشخاص ساعدته علي اعتناق الإسلام، ورحب هو بذلك ليقترب من الفتاة، ولم يكن يدرك أنه وقع فريسة لجماعة إرهابية تخطط لتنفيذ عملية في مدينة الأقصر، ولكن العملية تفشل ويتم القبض عليه، ويأتي إليه السفير الألماني في القاهرة «كلاوس سيسمار» والذي كان له دور في حركة 1968 الطلابية، وتدور أحداث الرواية بين الدبلوماسي المستنير ذى الخلفية الثورية وبين المتأسلم الإرهابي.

خلال المناقشة أكد «بيترز» أنه يريد توصيل رسالة من خلال روايته بأن التطرف الديني لا يقتصر فقط علي العالم الإسلامي، وأن الجهاد والقتل باسم الدين لا يقتصر علي دين واحد فقط، ويتعجب «بيترز» من أن أحداث هذه الرواية تدور في التسعينات، إلا أن الأحداث مشابهة تماماً لما يجري الآن. وقال «بيترز» فى إجابة عن مداخلة إنه من المعروف أن معظم من يقعون فريسة للجماعات الإرهابية هم من مدمني المخدرات أو مجرمون وأيضاً المهاجرون، فالمهاجر مثلاً من مجتمع استبدادي إلي مجتمع ليبرالي قد تحدث لديه هزة نفسية، وهناك أيضاً من يعشق المغامرة ومعظمهم من المراهقين، كل هذه النماذج تكون فريسة سهلة للجماعات الإرهابية، وهم كذلك من تبحث عنهم هذه الجماعات.

و يرى بيترز أن أصعب شئ يواجه الأديب وضع نفسه في أماكن جميع شخصيات الرواية، فيجب أن يغادر نفسه ويصبح الديكتاتور والإرهابي والجهادي في ذات الوقت، وهذا هو دور الأديب.

وأبدي «بيترز» قلقه من تطور الإرهاب، فهو يري أن كل جيل يواجه إرهابا أكثر وحشية وعنفا من الجيل الذي قبله.

واختتم «بيترز» حديثه بالإشارة إلي روايته الجديدة والتي ستكون بعيدة عن الإرهاب، وهي تدور حول قصة حب فاشلة بين فتاة مصرية وشاب ألماني، مع إلقاء الضوء علي التعقيدات الموجودة في المجتمع المصري, ومع إبراز جمال وروعة هذه البلد، وقد يتناول الدين من منظور آخر.

وجدير بالذكر أن الكاتب الألماني «كريستوف بيترز» وُلد عام 1966 في مدينة كالكار، ودرس الرسم في أكاديمية الدولة للفنون التشكيلية بمدينة كارلسروه.

وله العديد من الروايات منها «إستئناس الغربة» و «وشاح الليل» و «المدينة والبلد والنهر»، وحصل علي عدة جوائز منها «جائزة أسبيكته الأدبية»، ورُشح لجائزة الكتاب الألماني لعام 2012 عن رواية «نحن في كالينبيك». 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق