رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فائق يفتح خزانة ذكرياته للصحفيين الأفارقة
ناصر رفض تأميم نحاس زامبيا ..وأودنجا استعان به ليضمن فوزه فى الانتخابات

◀ كتبت ـ مروة توفيق :
ما ان عرفوا انه من زمن حركات التحرر الافريقية، وكان على صلة بجميع الثوار الذين اصبحوا فيما بعد قادة لافريقيا و بدا الجميع فى الانصات بشغف للرجل وتهافتوا على الحصول منه على اى معلومات عن تلك الفترة. انه محمد فائق مسئول ملف حركات التحرر الافريقية ايام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .

 فقد فاجا السفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الافريقية  بالقاهرة وفد ممثلى الصحف الافريقية المكون من 28 صحفياً من شرق وجنوب القارة  الذى زار مصر مؤخرا باستقبال السيد محمد فائق لهم بمقر الجمعية. بحضور السفير محمد الحمزاوى نائب مساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل.

بدأ فائق حديثه قائلا اؤمن ان بذور الوحدة زرعت هنا فى هذا المكان «بيت افريقيا» فى اشارة للجمعية التى صارت مركزا لاحتضان حركات التحررالافريقية فى خمسينيات القرن الماضي، واستعرض تاريخ المكان وكيف كانت ابواب الجمعية مفتوحه ليل نهار للثوار الذين اتخذوا من القاهرة منبرا لتوصيل صوتهم من خلال الاذاعات الموجهة باكثر من 25لغة افريقية وتأثير هذه الاذاعات على دولهم لبث روح النضال والمقاومة ضدالاستعمار، والدور الذى لعبته مصر فى تقديم جميع اشكال الدعم المادى والعسكرى فى سبيل استقلال القارة.

اول سؤال وجه لفائق كان من والس كانتال احد ابرز كتاب الرأى فى جريدة الأمة الكينية قال فيه: نحن سمعنا ان مصر لعبت دوراً لكن لا نعرف الكثير عن طبيعته فقد فقدنا جزءاً كبيراً من تاريخنا وكذلك اود ان تحكى لنا عن ذكرياتك مع الزعماء الكينيين  ففتح فائق خزانة ذكرياته وقال: لقد ربطتنى صداقة مع جميع الزعماء الكينيين وابرزهم اودينجا رئيس وزراء كينيا وروى فائق أنه فى يوم من الايام جاء وفد كينى للقاهرة قبل الاستقلال ابدوا فيه رغبتهم فى استقلال الساحل الكينى عن البلاد وقالوا ان البريطانيين ابلغوهم  بضرورة عرض الامر اولا على مصر واذا وافقت سيمنحونهم الاستقلال و يشير فائق إلى انه كان فخا ارادت بريطانيا ان توقع الكينيين فيه ونصحتهم مصر بالتمسك بالوحدة لان استقلال الساحل سيؤدى الى عزل كينيا.

اما الموقف الثانى حينما ترشح اودينجا للانتخابات دعانى لأشارك فى حملته ليقول للشعب ان عبدالناصر يسانده و يقف وراءه لتكون مصر سببا فى نجاحه، ويحكى فائق ان اودينجا قدمه  بفخر قائلا :«هذا الرجل من بلد يقوم  فيه الصبيه الصغار بجر الجاموس كاى دابة فى الحقول، لقد رايت الصغار فى مصر يفعلون ذلك» فاشتعل الصراخ والتصفيق لفائق ففى كينيا الجاموس وحشى يستخدم فى مسابقات المصارعة.

ويتذكر فائق انه اشتبك مع احد العاملين فى الفندق الذى كان يقيم به فى كينيا خلال احدى زياراته لها قبل الاستقلال بسبب رفض المسئولين فيه دخول احد الوزراء السود الذى كان فى صحبته لانه لم يكن يسمح للسود بالوجود فى مثل هذه الاماكن لكن الرجل الاسود اخذ الامر ببساطه قائلا: لا بأس بعد اشهر قليلة ستكون البلد بأكملها لنا.

 ويكمل فائق: «وفى زامبيا عندما زرتها عقب الاستقلال وجدت فى انتظارى فى المطار الرئيس كينيث كاوندا و معه 20رجلاً  قال لى كل هؤلاء تدربوا فى مصر ماعدا هذا الرجل فعليك ان تاخذه معك هو الاخر. و يوضح فائق ان مصر هى اول من قام بتدريب الافارقة ليكونوا قاده و ضباطاً فى حين فى الماضى لم يكن يسمح لهم وقت الاستعمار الا ان يكونوا جنودا فقط .

ويمضى فائق فى سرد شريط الذكريات بينما يستمتع الحضور بشغف لمراحل من تاريخهم ربما سمعوا عنها لكنهم لم يكونوا جزءا منها. ويكشف الرجل عن لقاء جمع عبدالناصر وكاوندا خلال زيارة الثانى لمصر حيث وجه كاوندا سؤالا لعبدالناصر وهو :كيف اممت القناة؟ فرد ناصر اننى اعرف ما تفكر فيه وانصحك بالعدول عنه، فاندهش كاوندا الذى كان يفكر فى تاميم مناجم النحاس فى زامبيا لكن ناصر نصحه بعدم الاقدام على هذه الخطوة لمصلحة بلده قائلا: لابد ان يكون لديك الخبرة اللازمة لادارة هذه المناجم، والا ستكون مخاطرة كبيرة و بالفعل اقتنع كاوندا بوجهة نظر مصر وتم الابقاء على المناجم حتى الان بدون تأميم وهى المصدر الرئيسى للدخل القومى للبلاد.

وفى نهاية اللقاء تساءل احد الصحفيين الاوغنديين: ما تفسيرك لرحيل اغلب الزعماء الذين دعمتهم مصر فى انقلابات عسكرية  فرد فائق بأن مصر دعمتهم وساندتهم للحصول على الاستقلال غير انهم لم يتمكنوا من الحفاظ على الاستقلال وظلت دولهم تابعة للمستعمر التقليدى الذى استعان ببعض الاشخاص من الداخل للتآمر على هذه الزعامات مثلما حدث مع الزعيم الكونغولى باتريس لومومبا.

وردا على سؤال حول ما يتمنى ان تكون عليه افريقيا فاعرب فائق عن امله فى ان يتحقق الحلم الذى تكون فيه افريقا موحدة فنحن نعيش فى عالم لا مكان فيه للكيانات الصغيرة واذا كان التحرر مطلبا سعينا لتحقيقة  فى ستينيات القرن الماضى فإن الوحدة الحقيقيه للقارة لم تعد ترفا بل ضرورة حتمية. ودعا فائق دول القارة الى استعادة الارث التاريخى الثقافى والحضارى الذى ميز افريقيا عن غيرها ففى الوقت الذى كانت تعيش فيه اوروبا عصور الظلام كانت افريقيا اكثر تحضرا من الغرب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق