رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

جبرتى القرن الـ 21 مرة أخرى .. فيتو على عصر الإخوان .. واستشراف المستقبل

كتب:د. مصطفى عبد الغنى
مازال السؤال الذى طرحه في كتابيه الأخيرين قائما ؛ لقد راح يستعيد التاريخ من أجل رؤية المستقبل والعمل به هنا والآن .. فبعد (25 يناير.. الشعب على منصة التاريخ ) و(اليوم التالى للثورة) عاد السيد يسين المفكر السياسى ليستعيد أهم ملامح المستقبل حين يستعيد الماضى ويعيد النظر إليه في اليوم التالى للثورة، حتى إذا وصل إلى (فيتو على الإخوان) كتابه الثالث المهم عن هذه الفترة الخطيرة فإنه راح يحاول الوصول إلى الحاضر بوعيه بالماضى والحاضر ..إنه الوعى العلمى والشهادة الواعية..


وهنا نتوقف عند أهم عنوانات الكتاب ، إنه لايغيب أبدا في رصده للماضى والحاضر للوصول إلى مرآة المستقبل، إن العناوين التى اختارها لوحدات الكتاب أو أقسامه تعبر عن ثنائية «الثورية والغوغائية» وتفكك »النخب السياسية والهلاوس الإخوانية« إلى مخاطر الأممية على الوطنية المصرية ليصل عبر الفيتو التاريخى إلى حقيقة مهمة لاتخرج عن (تهافت العقل الإخوانى) ، وهو القسم الذى عبر به إلى المستقبل الذى كان عليه منذ فترة مبكرة أن يتنبأ به علمياويحاول أن يقدمه لمن يعنيه الأمر ...

وهنا نعود لأهم عنوانات الكتاب عن عصر الإخوان، فاستشراف المستقبل هو الاستجلاء والتمعن في حركة الزمن مرورا من الماضى عبورا إلى المستقبل كما تلاحظ الدراسات الحالية كما عبر صدقى الدجانى وآلفين توفلروغيرهما حين يلاحظ أن المستقبل يصل بصاحبه ومن خلاله الى الاستجلاء بعد أن يكون قد تطلع وأمعن النظر، فالرؤية هي ذروة عملية الدراسة المستقبلية وهي النظر بالعين والقلب، والنظر بالعين والعقل وإدراك المرئي بطرق شتى وهنا يعبر السيد يسين حين يعود بنا من التحليل إلى الحاسة والتخيل والتدبر والتفكر وما إلى ذلك للوصول إلى استشراف المستقبل، وعلى الرغم من أن صاحب الفيتو يقول في تواضع شديد إنه ليس من السهل استشراف المستقبل حيث نعيش في عصر العولمة وتأثيرات شتى .. فإن صاحب هذا الكتاب يقدم محاولة جادة وواعية لاستشراف المستقبل .. ومحاولته هنا إلى تتبع المشاهد السياسية من الماضى إلى الحاضر فإنه يجتهد أن يرينا أسباب الفيتو وطبيعته في مرآة المستقبل ..

هذا الفيتو الذى يشخص الموقف لوعى الكاتب

.. إنه يلاحظ من فترة مبكرة(أوهام الدولة الدينية) راصدا مستقبل حركة الإخوان في فبراير 2011 بأن هذه المحاولة»ستفشل فشلا ذريعا، كمافشلت من قبل تجربة حسن الترابى في السودان، لأن المجتمعات في القرن الحادى والعشرين الذى رفع شعار الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لايمكن أن تخضع مرة أخرى للإرهاب الفكرى باسم الدين»، وكأنه يرصد في مرآة استشراف المستقبل الواقع الذى تنبأ به وتحقق بالفعل بعد ثورة يونيو2013.

وهاهى جماعةالإخوان المسلمين بحكم غلبة الحماقة السياسية على التفكير الرشيد العقلانى تتقدم بسرعة لتصعد إلى الهاوية مصطحبة معها حزب النور السلفى .»، ثم يضيف بالحرف الواحد هنا »أن هذا المسعى الخائب لن يتاح له التحقيق لأن الدولة الدينية أيا كانت صورتها هى النموذج الممثل للدولة الفاشلة!» وعلامة التعجب بقلم السيد يسين..

كأن الكاتب هنا يتنبأ بشكل علمى إلى ماستنتهى إليه الجماعة .. وهوماينتهى بنا بالفعل - إلى الحصاد الأخير لتهافت العقل الاخوانى..

إن هذا التهافت الذى خصص له القسم الأخير بعد ثورة يونيو يؤكد مكررا «ماتنبأنا به منذ زمن بعيد، وهو أن جماعة الإخوان المسلمين التى لاتمتلك أى مشروع فكرى متكامل، ولا أى رؤية سياسية لإدارة المجتمع المعاصر، ستفشل فشلا تاريخيا حتى لو امتلكت كل أدوات السلطة المطلقة» ..

إنها ثنائية الماضى والمستقبل التى يتمهل عندها كثيرا..

إنه استشراف المستقبل الذى لعب فيه دور الشاهد على غباء الإخوان والصائح معلنا أن ثمة «فيتو على عصر الإخوان» .
الكتاب: فيتو على عصر الإخوان
المؤلف: السيد يسين
الناشر: الدار المصرية اللبنانية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق