قاعة الشباب كانت تعرض مسرحية باسم «وداد» كتبها حسن أحمد حسن ليخرجها أسامة مجدي. باعتبار أنها قاعة مسرح الشباب فكان طبيعيا أن أتوجه إليها قبل المسرحية الأخري في نفس المكان وهي المسرحية التي يقدمها المسرح الكوميدي.
علي الرغم من أن كلتا المسرحيتين يشارك بهما الشباب لكن قاعة الشباب كان يمكن أن أقول عنها أنها اكثر شبابا.
فماذا عن هذا العرض الذي يحاول من خلاله شباب المسرح أن يتواصلوا في عروضهم كما لو كانوا يؤكدون وجودهم.. أي وجود الشباب في المسرح.
النص وهو محور العرض يتناول العلاقة بين الحماة وزوجة الابن
لكن هنا بالطبع تلك العلاقة التي يشهدها الريف اكثر من الحضر وهنا أقول ربما السبب في ذلك هو غياب الثقافة بوجه عام في الريف عن المدينة.
الأم هنا ... أو الحماة لاتطيق زوجة إبنها خاصة عندما تستشعر حبه لها أو حتي إّهتمامه بها لتبدأ في نغمة واحدة مفادها محاولة دائمة كي تجعله يبتعد عنها باختلاق الأكاذيب العديدة المتوارثة من والد الحماة التي طوال الوقت تستشهد بأقوال والدها التي لاتخرج عن أن الزوجة دائما ماتخون زوجها.
تظل هذه النفخة علي فمها طوال العرض لتكون النتيجة في النهاية وأيضا نهاية العرض هو أن الزوج يقتل زوجته ليستريح من هلاوس مفادها أنها ربما لاتحبه أو ربما خانته بالرغم من سلوك الزوجة البعيد تماما عن هذه الأقاويل.
هي ربما إحدي عادات بعض الأسر في الريف عندما تستشعر الأم أنها فقدت ابنها لا لشيء وإنما لمجرد أنه يحب زوجته.
النص يكاد يكون مباشرا في هذه العلاقة غير المقبولة في الريف ومع ذلك فالعرض مشجع كان جيدا.
الديكور مشاهدة واضحة يقدم لنا البيت الريفي للأسرة المتوسطة إلي حد ما، أيضا الموسيقي كانت متوافقة مع العمل وإن كان لابد هنا من استخدام آلة الناي التي وحدها تقدم لنا صورة عن الريف المصري.
فماذا عن الإخراج؟
قام به أسامة الجندي الذي هو في سن شبابية مبكرة لكنه استطاع أن يقدم حركة جيدة للممثلين وبداية العمل كانت في فرح الابن الذي شاركت فيه فرقة تقدم تلك الفرق البسيطة التي تشارك في الأفراح وكانت هي البداية لدخول المتفرجين إلي المسرح. لدينا هنا أربع شخصيات فقط الأم والإبن والزوجة والساحرة أو مايماثل هذه النماذج من العرافات.
الأم حقيقة منال ذكي كانت تقدم دور الحماة باقتدار وإقناع برغم بعض المبالغة في النص وليس الأداء.
أمامها الابن أحمد مجدي أو الزوج الذي سيتحمل هذا الجو الكئيب في البيت بعد زواجه لينتهي بقتل الزوجة ولاندري هل يستريح هو أو لتستريح أمه أو لإقناعه من الأم بأن الزوجة خائنة.
الزوجة لقاء الصيرفي كانت في حاجة إلي تمرين أكثر أو ربما بروفات اكثر لتكون في الصورة المطلوبة.
لكن في النهاية أقدم تحية لمسرح الشباب ومديره والعاملين فيه، فقد قدموا لنا تحذير مما قد تقع فيه بعض الأسر حتى فى المدينة