رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

روسيا والناتو والمخطط الأمريكى

جميل عفيفى
يبدو ان حلف شمال الاطلنطى وجد الفرصة للوصول الى حدود روسيا الاتحادية ضمن الخطة التى وضعتها قيادة الحلف للتوسع شرقا، لتحجيم الدور الروسى فى المنطقة مع نصب صواريخ مضادة للصواريخ لحماية الدول الاعضاء فى الحلف وبالاخص الولايات المتحدة الامريكية من اى ضربات روسية محتملة طبقا لخطة الدرع الصاروخية.

الحلف استغل الازمة الاوكرانية ليقيم 6 قواعد عسكرية مهمة على اراضى الدول المتاخمة لاوكرانيا، وهى استونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا ، رومانيا، بلغاريا، وسيتم راسال خبراء عسكريين من الحلف لدراسة وتحديد مواقع القواعد الجديدة، واماكن نشر الطائرات المقاتلة، والدبابات والمدفعية، ومنصات اطلاق الصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك بناء على طلب قائد القوات البرية الامريكية "بين هوجز".

يأتى ذلك فى الوقت الذى يحاول فيه قادة البنتاجون تبرير ما يحدث وانشاء تلك القواعد، بأنهم يسعون الى تدريب واعداد الاصدقاء والحلفاء الجدد على فنون القتال والحرب والتكاتف القتالي.

هذا مايروج له حلف الناتو بالتعاون مع الادارة الامريكية، فالهدف يبدو امام العالم فى اطار عمليات تدريبية بريئة، اما الحقيقة والواقع فان جميع المواقع العسكرية الروسية التى على الحدود تحت مرمى الناتو والولايات المتحدة، وهو ما كان يتم السعى اليه منذ انهيار الاتحاد السوفيتى ومن بعدة حلف وارسو الذى كان يضم الدول الشرقية الحليفة للاتحاد السوفيتي.

ان حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية وضعا خطة للوصول الى الحدود الروسية، وبدأ تنفيذها فعليا فى قمة واشنطن لحلف الناتو عام 1999 عندما اعلن قبول دول كانت منضمة لحلف وارسو الى الناتو ، وذلك فى اطار استراتيجية الناتو للتوسع شرقا لتقويض روسيا والسيطرة على منطقة البلطيق.لاهداف استراتيجية عديدة اهمها ان تظل الولايات المتحدة القطب الاوحد فى العالم، بمساندة الحلفاء فى الناتو، وحتى هذه اللحظة يتم تنفيذ المخطط بدقة عالية، كما نفذت مخططاتها فى الدول الشرقية واخيرا فى اوكرانيا، وبدأت فى انشاء قواعدها العسكرية فى الدول الست.

الحقيقة الواضحة هنا ان الولايات المتحدة الامريكية فى الموقف الحالى تسعى الى الضغط على روسيا لعدة اسباب اهمها الوضع فى سوريا ومحاولاتها للمقايضة فى هذا الاطار فمن المعروف ان روسيا تقف بقوة بجانب النظام السورى خلال حربة ضد الجماعات الارهابية ، واستطاعت روسيا ان تكبل ايادى الغرب فى شن حرب ضد النظام السوري، لذا جاء وقت المقايضة عن طريق اوكرانيا.

فى الوقت الحالى فان الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى فرض سيطرتها على دول العالم لتبقى هى القوة الوحيدة بمساندة الناتو، والموقف مع روسيا ربما سيزداد تعقيدا خلال الفترة المقبلة، فروسيا لن تقبل نهائيا مثل تلك الضغوط التى تقوض من قوتها وقدرتها كما انها لن تأخذ موقفا محايدا مع النظام السوري، لانها تعلم جيدا المخططات الغربية فى الشرق الاوسط، ويأتى دور الناتو لينفذ ما تمليه عليه الولايات المتحدة فهل سيحقق المرجو منه ام سيفشل ؟

 

[email protected]

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق