بمشاعر القداسة فى رحاب الكعبة لمن نال حظوة أداء العمرة بمظاهر الحداد والعزاء فى وفاة المرحوم الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين، التى لم تقلل من حرارة الاحتفاء بالفنانين المصريين المدعوين الى المهرجان، كما لم تمنع الاقبال الشديد على حفل افتتاح المعرض المشترك الذى اقيم بقاعة اتيليه جدة لفنانى البلدين تحت عنوان "من النيل الى الحرمين". فى إطار مهرجان جدة للفن السعودى ومساره التاريخى. وهو المهرجان الذى دعت إليه الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز فى الفترة من 21: 28 يناير الماضى، واستضافت إليه أكثر من 150 شخصية معنية بالفن والمتاحف، أو بإدارة القاعات الفنية، من مختلف الجنسيات، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من رجال الأعمال ورعاة الفن.
وأدت وفاة الملك عبدالله الى ارتباك برنامج المهرجان، وانعكس ذلك فى اضطراب التنظيم وإلغاء الندوات وبعض الزيارات المقررة، ولكن رعاة الفن فى جدة وأصحاب الجالريهات الخاصة وبعض الفنانين المقيمين فى المدينة، ملأوا الفراغ بدعوة ضيوف المهرجان إلى مراسمهم وقاعاتهم ومجموعاتهم الفنية المقتناة، وعلى رأس هؤلاء كانت مجموعة مقتنيات الشيخ طلال الزاهد وحرمه من أعمال الفن المصرى الحديث. وهى تشكل بحق متحفا متميز ليضم 400 عمل مصرى بين التصوير والنحت والحفر لما يقرب من 250 فنانا من كافة الأجيال، بدءا من الرواد الأوائل: مختار ومحمود سعيد وناجى وعياد وصبرى ويوسف كامل ومحمد حسن. ثم أعمال لرموز الأجيال التالية بدءا من الأربعينيات ، تتميز بينها تماثيل السجينى وأدم حنين والسيد عبده سليم ولوحات الجزار وندا ويونان وعويس وتحيه حليم وجاذبية وأفلاطون وعفت ناجى والخادم ومرجريت نخلة وسيد عبدالرسول، ولا أكاد اذكر فنانا معتبرا فى مصر إلا وله عمل أو أكثر ضمن هذه المجموعة التى يزهو بها صاحبها وحرمه الفنانة نادية، وقد قاما بجمعها فى اقل من سنتين بمساعدة مدير اتيليه جدة هشام قنديل الذى يعد دينامو العلاقات الفنية الحميمة بين مصر والسعودية إلى جانب أغلب ما صدر من كتب عن الفن المصرى. أما معرض " من النيل الى الحرمين" فقد ضم حوالى 80 عملا لكبار الفنانين من البلدين فى مختلف المجالات الفنية، تتصدرها أعمال الرواد المصريين الأوائل ثم نماذج من أعمال الأجيال التالية، إلى جانب أعمال الفنانين الخمسة "ضيوف الشرف" المدعوين لحضور المهرجان، والذين تم تكريمهم فى حفل الافتتاح وهم : احمد نوار، عصمت داوستاشى، صلاح المليجى، طارق الكومى وكاتب هذه السطور.
انه حدث فنى كبير استطاع ان يطغى على أحداث التفجيرات الإرهابية فى مصر.. ولو الى حين، وهو يرسل عدة رسائل.., منها : ان الفن هو أقوى رد حضارى على تجار الدين ودعاة الظلام، وان دعم المسئولين ورجال الأعمال ورعاة الفن قادرون على تحويل مدينة جدة إلى إحدى مراكز الفن المهمة فى العالم .. وليت هذه الرسائل تصل الى من يهمه الأمر