رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ملك.. حلقة مفقودة فى تاريخ فن الأوبريت

محمد بهجت
ظهر مسرح ملك في العام الماضي وكأنه اكتشاف فلم يكن معروفا قبل ذلك لأغلب الناس وجود مسرح في شارع رمسيس يدعي أوبرا ملك، ونجح المكان في أن يفرض نفسه علي الساحة بعروض قوية ومهرجانات شبابية تحمل طابع التجديد والابتكار ومنها مهرجان الممثل الواحد ومسرحية «رجالة وستات» التي أخرجها اسلام إمام.

وقدمها مجموعة من الشباب الموهوب ونجحت فنيا وجماهيريا الي درجة أن اعتبرتها سيدة المسرح العربي سميحة أيوب من أفضل العروض المصرية في عام 2014 ولكن أوبرا ملك لها تاريخ قديم رصده الباحث المجتهد الدكتور عمرو دوارة في كتاب يحمل عنوان ملك مطربة العواطف وفرقتها للمسرح الغنائي..

وللأسف لم ينل الكتاب مايستحق الإضاءة الإعلامية شأنه في ذلك شأن الفنانة ملك التي نسيها نقاد المسرح رغم ماقدمته من دور عظيم في مجال فن الأوبريت.. يتضمن الكتاب خمسة فصول يعرض الفصل الأول السياق التاريخي والفني الذي أحاط بظهور المطربة وتكوينها لفرقتها في المسرح الغنائي .. وفي اطار من التشويق واللغة الأدبية الراقية يقدم عمرو دوارة في الفصل الثاني السيرة الذاتية والفنية للمطربة ملك أما الفصل الثالث فيعتبر أغني فصول الكتاب في المعلومات البحثية حيث يرصد بالتفصيل تاريخ فرقة ملك وعروضها التي تزيد علي ثلاثين عرضا أولها الطابور الأول تأليف عثمان أباظة واخراج فؤاد الجزايرلي وبطولة ملك والمطرب ابراهيم حمودة والنجوم الشباب آنذاك حسين صدقي ويحيي شاهين بالاضافة الي احسان الجزايرلي وعبدالبديع العربي ثم توالت العروض: مايسة تأليف الشاعر الكبير بيرم التونسي وبتر فلاي أيضا لعمنا بيرم والمسرحيتان من اخراج فؤاد الجزايرلي ثم عروس النيل للقاص الكبير محمود تيمور واخراج أستاذ المسرح المصري زكي طليمات ثم عودة للتعاون مع بيرم التونسي في اوبريت بنت بغداد وطباخة بريمو وسفينة الفجر ومسرحيات أخري لمحمود تيمور هي جواهر والأميرة والمملوك وبنت السلطان ثم نجد عروضا كثيرة غير معروفة للمؤلف من اخراج السيد بدير ثم تجربة لتقديم رائعة شكسبير روميو وجوليت ترجمة صالح جودت وإخراج السيد بدير ثم قدموا في موسم 1964 مسرحية كليوباترا لأمير الشعراء أحمد شوقي من اخراج السيد بدير وتضم الفرقة عددا كبيرا من الممثلين منهم محسن سرحان وصلاح منصور وحسن يوسف وصلاح نظمي وشفيق جلال ونادية السبع وعايدة كامل وغيرهم كما تضم مخرجين جددا من بينهم أستاذ الدراما التليفزيونية نور الدمرداش.. وهو انتاج ضخم ومتنوع ويثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول انكار دور فرقة ملك المسرحية سواء علي مستوي النقد أو البحث العلمي أو اعادة تقديم تلك العروض لجمهور لم يستطع أن يشاهدها ولم تصور بطبيعة الحال لتكون موثقة صوتا وصورة.. ونجد في الفصل الرابع اضاءة ذكية من المؤلف حول نجوم الفرقة من المؤلفين والمخرجين والكتاب ثم يحكي الفصل الأخير من الكتاب قصة دار العرض نفسها والذي يصل عمرها إلي أكثر من خمسة وسبعين عاما ثم اعادة افتتاحها تحت إدارة المخرج الشاب الموهوب أحمد السيد.

ولعل هذا الكتاب يكون بداية لإلقاء الضوء علي فنانة مسرحية كبيرة هي »ملك«... اختارت فن الأوبريت رغم صعوبته وتخصصت فيه وتغنت بكلمات كبار الشعراء من أمثال أحمد شوقي وبيرم التونسي وبديع خيري ومأمون الشناوي وفتحي قورة وغيرهم ولاتستحق بعد كل هذا التاريخ الطويل أن يكون نصيبها هو التجاهل والنكران.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق