فى البداية يقول إسلام – 38 عاما-: لا يخفى على أى إنسان، أن أى قصة نجاح فى حياة أحدنا لابد وأن يكون هناك من يقف خلفها، فى الحادية عشرة من عمرى فقدت بصرى نتيجة لعبى بالحى الذى اسكن فيه بمحافظة المنوفية، ورغم جهود عائلتى التى طرقت كل أبواب الطب، إلا أن مشيئة الله سبقت كل شيء، لم استسلم، بل واجهت مشكلتى، وحزمت أمرى، وصممت على الانتصار مواصلا كفاحى فى حياة مستجدة على نسبياً، فشققت طريقى نحو النجاح، وقررت استئناف دراستى وحصلت على الشهادة الإعدادية، ثم الشهادة الثانوية من مدرسة النور بمحافظة الإسماعيلية نظرا لعدم وجود مدارس للمكفوفين بالمنوفية، واستطاعت أن اجتاز المرحلة الثانوية بتفوق والتحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم اجتماع.
رحلة المعاناة
ويضيف: فى البداية كان تقبلى لأمر الإعاقة أمراً صعباً، إذ لا بد من تغيير حساباتى فى الحياة بعد أن تبدلت أحلامى وأهدافى بالكامل، غير أننى تمسكت بالبصيرة، واستوعبت إصابتى بـ «العمى» نظرياً، فأطلقتُ طاقاتى الأخرى الكامنة، لأعيش على الأقل حياة طبيعية من تصورى الآخر، وأسير خطوات متقدمة نحو الإبداع والإنتاج الوفير، ولا أنكر دعم الأسرة والأصدقاء لى فى نجاحاتى التى تحققت تباعاً، بعد أن سهّلوا لى طريق النجاح وشجعونى على المضى للأمام، والدفع باتجاه تنمية مهاراتى وزيادة كفاءاتى وتعظيم طموحى المستقبلي، كما زودونى بجهاز حاسب آلي، حيث حصلت على عدة دورات فى الحاسب واستطعت أن التحق بالعمل فى معهد النظم والمعلومات بالجيش الثانى ودربت 50 كفيفا على مهارات الحاسب الآلي، وكذلك أعمال الصيانة واستطعت الحصول على شهادة فى الحاسب ومنها إعداد مدربين TOT للتدريب على الحاسب الآلى من شركةIBM، واستطعت أيضا أن أعمل باحثا إداريا بشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء- مدرب كمبيوتر للمكفوفين وضعاف البصر، وعضو مجلس إدارة جمعية المستقبل للخدمات المتكاملة برعاية المكفوفين بالإسماعيلية، وعضو جمعية رعاية المكفوفين بشبين الكوم، ومتطوعا بجمعية رسالة بقويسنا، وبجانب هذا لم أغفل الجانب الرياضى فى حياتى، وأعطيت له اهتمام كبير حتى أصبحت متمرسا فى رياضة ألعاب القوى وحصلت على المركز الثانى فى العاب القوى للمكفوفين فى مسافات 100 متر و200 متر على مستوى الجمهورية وعلى ميدالية فضية فى بطولة الجمهورية للمكفوفين عام 2013 .
«من حقى اعرف»
ويوضح: أطلقت مبادرة «من حقى اعرف» على صفحات التواصل الاجتماعى وطالبت الدولة بضرورة تنفيذها على علب الدواء من خلال طبع اسم الدواء على العلبة بطريفة برايل حتى لا يحتاج الكفيف إلى من يساعده فى اخذ علاجه وان يكون مدركا لنوع الدواء الذى ياخذه دون الاستعانة بغيره.
بطاقة انتخابية بطريقة برايل
ومن خلال تجاربى الانتخابية اخترعت بطاقة انتخابية بطريقة برايل تساعد المكفوفين على اختيار المرشح دون الاستعانة بأحد، وهذا الاختراع عبارة عن «فايل» بلاستيك بحجم البطاقة الانتخابية محفور عليه أسماء الناخبين بطريقة برايل يستطيع الكفيف الإدلاء بصوته دون المساعدة من أحد بمجرد لمس البطاقة، واشعر بالكثير من الفرح فى كل خطوة أخطوها لخدمة أقرانى. وفى نهاية حديثه يقول إسلام: اشعر بالفخر والاعتزاز بانى استطعت التغلب على الإعاقة وأوجه شكرى للأهل والأصدقاء الذين وقفوا بجوارى لأنه لا توجد إعاقة بل بالصبر والقوة والتحدى نستطيع التغلب على كل شى.