-
لواء بحرى محمود متولى: أغلقنا مضيق باب المندب ومنعنا إسرائيل من إمدادات البترول
-
الرئيس السيسى ركز على أهمية قوة مصر فى البحر وأعاد تفعيل موقعها الإستراتيجى
-
قمنا بمعاونة القوات البرية فى التمهيد النيرانى وقصف الأهداف الحيوية القريبة من الساحل

لواء بحرى محمود متولى
لعبت القوات البحرية المصرية دورا محوريا فى تحقيق نصر أكتوبر حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية فى سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.
كما قامت بتنفيذ المعاونة بالإبرار البحرى لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالى لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تماماً، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.
وقامت القوات البحرية أيضا بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية فى البحرين المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق آثار عسكرية واقتصادية ومعنوية سلبية على قوات الاحتلال الاسرائيلي.
ونفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الأهداف الساحلية للعدو بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، بينما وفرت تأمين النطاق التعبوى للقواعد البحرية فى البحرين الأحمر والمتوسط مما كان له أكبر الأثر الفاعل فى إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية ، وساعد فى استمرار خطوط المواصلات البحرية من و إلى الموانئ المصرية دون أى تأثير وطوال فترة العمليات.
قواتنا البحرية خاضت كبقية أفرع القوات المسلحة حربا شرسة ضد القوات البحرية للعدو الإسرائيلي، كما كانت أبرز إنجازاتها فى أثناء حرب الاستنزاف تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات.
وفى ذكرى نصر أكتوبر المجيدة نبرز الدور المحورى التى لعبته القوات البحرية منذ حرب 67 حتى عامنا هذا من خلال خوضها المعارك وتطويرها وتحديثها بما يتواكب مع التطور التكنولوجى الحديث فى العالم.. هذا ما يوضحه اللواء بحرى محمود متولى الخبير الاستراتيجى والمتخصص فى المجال العسكرى البحري.
بطولات حرب الاستنزاف
يقول اللواء بحرى محمود متولى الخبير العسكرى والإستراتيجى، إن قواتنا البحرية هى الفرع الرئيسى الوحيد الذى لم يهزم فى حرب 1967. بل إنها نجحت فى إحباط الهجوم على ميناء بورسعيد وتأمين ميناء الإسكندرية وبورسعيد والوحدات البحرية والسفن بها، كما أغرقت غواصة إسرائيلية بمعرفة البطل المقدم (انذاك) محمد حلمى عزب والقبض على عدد (6) ضفادع بشرية إسرائيلية فى ميناء الإسكندرية وإحباط هجومهم وأسرهم مع تأمين السفن والوحدات البحريه بالمواني. ولم تخسر قواتنا البحرية أيا من سفنها أو وحداتها البحرية، والجدير بالذكر انها نفس الوحدات التى شاركت بها فى حربى الاستنزاف و اكتوبر 1973.
إغراق المدمرة ايلات
ويستطرد الخبير الاستراتيجى: كما كان لقواتنا البحرية دور بارز فى حرب الاستنزاف بدءًا بالصاعقة البحرية قيادة البطل النقيب بحرى (أنذاك) اسلام توفيق قاسم والتى كانت العمود الفقرى للمجموعة 39 قتال قيادة البطل الشهيد العميد أ.ح ابرهيم الرفاعى التى أذاقت العدو مرارة الهزيمة وقامت بأعمال غير مسبوقة، ورجال الاستطلاع خلف خطوط العدو والغواصات التى كانت تظل بالبحر لمدة شهر لتستطلع موانى العدو، وكذا الأعمال القتالية الناجحة التى نفذتها قواتنا البحرية فى مسرح عمليات البحر المتوسط بدأ باغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 بأول صاروخ بحرى سطح/ سطح فى العالم يطلق من وحده صغيره ليدمر وحده كبيرة وهنا نتذكر المقدم (انذاك) احمد شاكر عبد الواحد واللواء بحرى لطفى جاد الله وإغراق غواصة إسرائيلية فى 23 يناير 1968- وهنا نتذكر البطل المقدم بحرى (أنذاك) محمد حلمى عزب ثم قصف منطقتى رمانة وبالوظة بمدفعية المدمرات فى 8 نوفمبر 1969 فى عمليه جريئة للغاية بقيادة الابطال اللواء بحرى جلال فهمى عبد الوهاب، واللواء بحرى عدلى عطية والمقدم بحرى (انذاك) عادل الشراكى - وإغراق سفينة أبحاث اسرائيلية فى 15 مايو 1970 بقيادة البطل اللواء بحرى مجدى ناصف.
أما على مسرح عمليات البحر الأحمر فتمثلت جهود القوات البحرية فى الإغارة الناجحة على ميناء إيلات ثلاث مرات بفاصل زمنى نحو ثلاثة أشهر لأول مرة فى تاريخ عمليات القوات الخاصة وتدمير أرصفة وسفن به (15نوفمبر 1969 – 5 فبراير 1970- 14مايو 1970) وهنا نتذكر البطل اللواء بحرى رضا حلمى والابطال الربابنة عمر عز الدين ونبيل
عبد الوهاب ورامى رفعت وعمرو البتانوني، بالإضافة إلى تدمير الحفار «كينتج1» فى غرب إفريقيا خارج مسرح العمليات فى 8 مارس 1970وهنا نتذكر الربابنة خليفة جودت وحسنى الشراكى ومحمود سعد وبكل إجلال وتقدير المشير فخرى فؤاد أبو ذكرى والفريق فخرى محمود فهمى عبد الرحمن اللذين تناوبا فى قيادة قواتنا البحرية فى هذه الفترة الذهبية من الانتصارات.
قطع إمدادات البترول
حول دور قواتنا البحرية فى حرب أكتوبر، أوضح اللواء محمود متولى، أن عمليات القوات البحرية تبلورت حول هدفين رئيسين، الأول: (استراتيجى) وتمثل فى الضغط على الاقتصاد الإسرائيلى من خلال حرمان اسرائيل من امدادات البترول المنقولة بحراً. والهدف الثانى: (تعبوى) تمثل فى معاونة أعمال قتال قواتنا البرية العاملة بجوار الساحل بالاشتراك فى التمهيد النيرانى والمعاونة النيرانية وقصف الأهداف الحيوية القريبة من الساحل للعدو فى المناطق المحتلة وتأمين النطاق التعبوى للقوات البحرية بالبحرين المتوسط والأحمر بغرض حماية أماكن تمركز وحداتنا البحرية فى الموانئ والمراسى وجعلها مفتوحة أمام حركة النقل البحرى وتأمين الأهداف الحيوية القريبة من الساحل.
واكد اللواء بحرى محمود متولى، أن أبرز نتائج أعمال قتال القوات البحرية تمثلت فى إغلاق ميناء إيلات أمام النقل البحرى الإسرائيلى اعتبارا من يوم 8 أكتوبر، بينما ظلت الموانى المصرية مفتوحة طوال فترة الحرب - وحرمان إسرائيل من إمدادات البترول المنقولة بحراً فى البحر الأحمر- ونجحت قواتنا البحرية فى تأمين الموانى المصرية والأهداف الحيوية.
تطوير القوات البحرية
أشار الخبير الاستراتيجى الى ان الرئيس الراحل أنور السادات حرص بعد حرب أكتوبر 1973 على تنويع مصادر السلاح وتطوير القوات البحرية وعلى تطهير قناة السويس من الألغام ومن مخلفات حربى الاستنزاف وأكتوبر 1973 وافتتحها للملاحة العالمية فى يونيو 1975 وقد كان لقواتنا البحرية دور بارز فى ذلك.
وأكمل المسيرة الرئيس الراحل حسنى مبارك ببناء قاعدة التأمين الفنى والإدارى للوحدات البحرية والحفاظ على كفاءتها، وتزويد القوات البحرية بوحدات بحرية جديدة (لنشات الصواريخ طراز رمضان من شركة فوسبر البريطانية وطراز أكتوبر المصنعة فى مصر والمزودة بالصواريخ طراز اوتومات - القراويط الإسبانية طراز ديسكوبرتا - صائدات الألغام والمدمرات طراز نوكس و طراز بيرى الأمريكية والفرقاطات والقناصات والغواصات الصينية ولنشات الصواريخ وسفن الإمداد وسفن التموين الألمانية.. الخ، مع الأهتمام بالتدريبات المشتركة التى أكسبت قواتنا البحرية المهارة والحرفية فى تنفيذ المهام القتالية والتعاون مع الوحدات البحرية الصديقة مما مكنها من الاشتراك بنجاح فى تأمين ونقل القوات فى حرب تحرير الكويت (عروبة - 90).
تأمين قناة السويس
اللواء محمود متولى أشاد بدور قواتنا البحرية الكبير فى تأمين السفن العابرة لقناة السويس والسفن ذات الأهمية الخاصة، والأهداف الحيوية بالبحر والمدن الساحلية والانتخابات بها. وفرض السيطرة على المياه الإقليمية المصرية أثناء ثورات الربيع العربي، بالإضافة إلى إجلاء المصريين العالقين بليبيا. ومشاركة لواء الوحدات الخاصة البحرية فى العمليات العسكرية الناجحة لتدمير الإرهاب فى سيناء، وهنا نتذكر بكل تقدير الفريق مهاب مميش والفريق أسامه الجندى اللذين تناوبا قيادة قواتنا البحرية بنجاح خلال هذه الفترة الحرجة.
وحول تطوير وتحديث القوات البحرية المصرية عقب ثورة يونيو، اوضح اللواء محمود متولى أنه فور تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منصبه رئيسا لمصر ركز على أهمية قوة مصر فى البحر وعمل على تنمية جميع مكوناتها، وإعادة تفعيل موقع مصر الاستراتيجى، فوضع البعد البحرى فى مكانه الصحيح فى السياسة المصرية حيث تبلورت حتمية تطوير وتحديث قواتنا البحرية لحماية المصالح الاقتصادية المصرية فى البحر (الاقتصاد الأزرق) وكذا سد الفراغ فى التوازن الأستراتيجـى خاصةً فى شقه العسكرى بالمنطقة والناتج عن ثورات الربيع العربى. بالإضافة إلى تأمين المشروع الرئيسى لمصر للقرن الحادى والعشرين وهو المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والذى يعتمد فى المقام الأول على البعد البحرى ويعد التفعيل الثانى لموقع مصر الاستراتيجى بعد شق قناة السويس الجديدة وتطوير الموانى واهتم بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس حيث برز الدور الوطنى المدنى للفريق مهاب مميش. كما ربط سيناء بأنفاق تحت القناة، وأنشأ شبكة ومحاور طرق وسكك حديدية لخدمة النواحى اللوجستية وطور الموانى وترسانات بناء السفن. كما توسعت الاكتشافات البترولية والغازية، خاصة بعد أن تم ترسيم المناطق الاقتصادية المصرية كذا طورت ترسانات بناء واصلاح السفن ولأول مرة منذ عهد الخديو إسماعيل تصنع فرقاطات بخبرات فرنسية والمانية وبأيد مصرية ولنشات ساحلية بخبرة أمريكية وتركية وبأيد مصرية لتزدهر صناعة بناء وصيانة واصلاح السفن الحربية فى مصر. وهنا نتذكر جهد الفريق أسامة ربيع أثناء قيادته لبناء قواتنا البحرية.
واشار اللواء محمود متولى، الى اهتمام القيادة السياسية بإعادة تنظيم قواتنا البحرية فأصبح لدينا أسطولان وأنشئت موانى وقواعد بحرية جديدة وزودت القوات البحرية بأحدث ما فى الترسانات العالمية مثل سفن الاقتحام البرمائى وحاملات المروحيات الفرنسية (طراز ميسترال) ولأول مرة فى تاريخ قواتنا البحرية تدخل الخدمة فيها وحدة بحرية حمولة 21 ألف طن بينما لم تتجاوز حمولة أكبر وحدة لدينا 5 آلاف طن والفرقاطات الشبحية الفرنسية الحديثة طراز «فريم» والفرقاطات الشبحية الحديثة طراز «جوويند» والفرقاطات الألمانية الحديثة طراز «ميكو» والغواصات الألمانية المتطورة طراز 209، ولنشات الصواريخ الأمريكية طراز «أمبسادور» ولنش الصواريخ الروسى الحديث طراز «مولينيا». وغيرها من القطع البحرية التى يقودها ويعمل عليها بكفاءة قادة وأطقَم من شباب الوطن نتاج منظومة متميزة من التعليم والتدريب فى قواتنا البحرية لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين عاما.
تطوير الوحدات الخاصة
بالإضافة إلى تطوير الوحدات الخاصة البحرية وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات، كذا وحدات المدفعية والصواريخ الساحلية. كما ارتفع عدد لنشات المرور الساحلى لإحكام السيطرة على المياه الإقليمية. وقد شمل التطوير جميع عناصر القوات البحرية والمنشآت التعليمية والورش والمخازن وقاعدة التأمين الفنى...إلخ . وزودت القوات البحرية بأحدث تقنيات المحاكيات. وأنشئت وطورت القواعد البحرية والموانى الجديدة، وتم التركيز على الاهتمام بالتدريبات المشتركة. وتطوير التدريب والتعليم بالقوات البحرية خاصة بالكلية البحرية. وأصبحت قواتنا البحرية تحتل مكانة متقدمة فى تصنيف البحريات العالمية وقادرة بإذن الله على تنفيذ مهامها وحماية وتأمين المصالح المصرية فى البحرين المتوسط والأحمر. ولتصل إلى بنيان ضخم وشامخ فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى لتؤسس قوة بحرية وطنية غير مسبوقة ذات قدرات قتالية عالية نفخر ونعتز جميعاً بها لتحمى وتؤمن مصر.
رابط دائم: