عندما يتولد الفن من رحم الحضارات ويطرح من جذور مخصبة بالثقافة والانتماء لأوطان ثرية التراث والآثار هنا تتكون الكثير من الروابط الممتدة لأجيال تلو أجيال، وليس هناك أعمق من روابط العروبة بين مصر والعراق لتحتفى أرضنا بفنون شقيقتها المعاصرة ولعل أخرها المعرض الذى أفتتح مؤخراً بجاليرى النيل بالقاهرة تحت عنوان «فارس أحلام» للفنان العراقى نبيل على، ليقدم رؤيته التشكيلية والتى تميزت خلال طريقه الفنى بأسلوب رمزى يخاطب خلاله الوجدان والشعور فى تمازج بين الواقع والخيال والإبحار فى عالم متفرد من عناصر تعبر عن كل فرد فينا من طموحات وأحلام وأفكار، وبمعرض الأخير أرد طرح جمل تشكيلية عن ماهية مضمون»فارس الأحلام» ليس فقط فى نفوس كل الفتيات بل ما يمثله لكل أم وأب وكل قبيلة وطائفة بكافة الشرائح المجتمعية فى أوطاننا العربية، ولم يجد عنصرا أفضل من الفارس والحصان العربى ذى الأصول العريقة، كما عرف عن الفنان أسلوبه الرمزى ومدرسته التعبيرية والشاعرية والقابلة للتجريد فى بعض الأحيان والاستغناء عن اشكال متعارف عليها من القوالب، مستخدماً فى العديد من لوحاته نماذج من التشكيلات العربية والحصان الخشبى والطيور وكائنات تجدها لها أثر ومعنى تراثى يلامس مشاعرنا العربية فى وحدة جمالية استثنائية، وهناك تنوعات أستخدمها لطرح تساؤلات فلسفية وإنسانية عن الماضى والحاضر والمستقبل بمجتمعاتنا ليستخدم تارة المراكب الورقية تجسيداً لفكرة الهجرة غير الشرعية وفى لوحة أخرى بنى عناصر على قاعدة لعبة الشطرنج فى تخيل لقوانين السياسة والدبلوماسية، وقدم العديد من التصورات الجمالية عن الخيل العربى لرمز لتجدد الأمل وطاقات الخير فى أمم العروبة والقادم فى المستقبل، والفنان نبيل على تخرج من معهد وأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وأستاذ قسم التربية الفنية لجامعة المستنصرية بالعراق، ويستخدم فى لوحات ألوان الأكريليك بالإضافة للعديد من المواد المختلفة و مستعيناً بمساحات متنوعة من أجل إيصال الفكرة الجمالية بأفضل الطرق والوسائل، ويستمر المعرض فى القاهرة حتى نهاية شهر أكتوبر.

رابط دائم: