رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محطة الفنون المسرحية

محمد بهجت
مشهد من عرض المحطة

المعهد العالى للفنون المسرحية هو دائما المحطه الأولى لانطلاق المواهب الفنية الواعدة والراغبة فى صقل موهبتها بالعلم والبحث المنهجى والتدريب المستمر.. ومع افتتاح الدورة الـ٣٩ من مهرجان ذكى طليمات والذى أطلق عليه مؤخرا مهرجان المسرح العربى والتى حملت اسما عزيزا على الوسط الفنى بأسره هو الدكتور أشرف ذكى نقيب المهن التمثيلية ورئيس الأكاديمية السابق والرجل الذى أخذ على عاتقه تحويل أحلام ومشروعات أستاذه وأستاذ الأجيال الدكتور فوزى فهمى إلى واقع ملموس واستطاع أن يوسع قاعدة العمران فى مبانى الأكاديمية ويطور من قاعاتها ومعاملها حتى تكون لائقة بريادة مصر فنيا وثقافيا.

بالفعل حمل يوم الافتتاح ملامح الثراء الفنى والعلمى بإطلاق أول منصة اليكترونية للمسرح واختتام اسبوع الاحتفال بمئوية وفاة الموسيقار خالد الذكر سيد درويش ثم الاحتفال بمهرجان ذكى طليمات وتكريم الدكتورة غادة جبارة رئيسة الأكاديمية للدكتور اشرف ذكى والذى تبرع بجائزة قيمتها عشرة آلاف جنيه تحمل اسم الدكتور فوزى فهمى كما تناول بالحديث ادوار اساتذته المبدعين سعد اردش وهانى مطاوع ثم بدأ العرض الأول من عروض المهرجان ـ الذى يحظى هذا العام بلجنة تحكيم مميزة برئاسة الفنان المبدع خالد جلال ـ وهو عرض المحطة تأليف اسماعيل ابراهيم وإخراج عبد الله صابر فى اطار غنائى استعراضى اقرب لشكل الأوبريت صاغ اشعاره ببراعة وإحساس درامى مرهف الشاعر الشاب هانى مهران وأبدعت فى تأليف موسيقاه وألحانه بطلة العرض أمنية حسن وهى موهبة واعدة شديدة التألق والحضور على خشبة المسرح.. يتناول العرض حكايات أغلبها واقعية أو يمكن حدوثها فى كل يوم للبسطاء الذين ينتظرون الأوتوبيس على المحطة .. ويذكرنا النص فى فكرته الأساسية بمسرحية «فى انتظار جودو» لصامويل بيكيت حيث لا يأتى الأوتوبيس ونظل متعلقين طوال العرض بالدكة الخشبية التى يتخذها المتشرد مسكنا له ويتناوب فى الاقتراب منها باقى شخوص العرض.. ويتحرك شيء ما بداخلهم كلما لمستهم الفتاة الأشبه بالطيف والتى جسدتها أمنية حسن ثم يتضح مع نهاية العرض أن تلك الفتاة هى مجرد قطعة خشبية من الدكة.. ونجح المخرج عبدالله صابر أن يصنع إيقاعا متسارعا دون أن يفقد احساس الانتظار والقلق.. وأن يقدم عرضا استعراضيا غنائيا بأقل التكاليف ليدحض الفكرة القائلة بأن المسرح الاستعراضى يتطلب بالضرورة ميزانيات ضخمة وإبهاراً تقنياً.. تألق من المشاركين فى العرض عبدالرحمن محسن فى دور المتشرد الحالم الذى يقطن المحطة.. وجسد عبد الرحمن الزايدى دور الرجل المسن المصاب بالزهايمر والذى يهيم على وجهه ولا يتذكر إلا تفاصيل عجيبة من الماضى القديم.. بينما لعبت نغم البى دور الإبنة المتلهفة على ابيها المريض والتى لا تعرف كيف تعامله وتتعايش مع مرضه.. وجسد محمد محب دور المدرس المثقف الهارب من واقعه القاسى بعد أزمة تجريحه على السوشيال ميديا بتهم ظالمة.. ولعب محمد حسن دور الشاب الفقير الذى يحاول مساعدة الفتاة الباحثة عن أبيها وينجذب لها عاطفيا.. ولعب مصطفى عماد دور الديلر الذى يسعى لجمع نفقات الحج لوالدته وقامت سهيلة الأنور بدور أمه ونجحت فى تقديم مشاهد كوميدية وأخرى تراجيدية بنفس المهارة ولعب بسام عبد المنعم داود دور البائع المتجول الذى يزين بضاعته الكاسدة.. وأدى عبدالفتاح الديبركى شخصية الزوج الفقير المدمن المخدرات هربا من ظروفه القاسية فيتحول هو إلى عبء إضافى على زوجته وطفلتهما الرضيعة.. وقامت عائشة البسيونى بدور الزوجة المقهورة الساخطة فى داخلها على حياتها.. ومحطة البداية فى مهرجان ذكى طليمات تؤكد أن الأجيال الصاعدة من طلاب معهد الفنون المسرحية يمتلكون الموهبة والوعى والقدرة على حمل راية الفنون فى المستقبل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق