٥٠٠ عمل للمعداوى

عندما تجد نفسك أمام ٥٠٠ عمل للفنان الراحل شاكر المعداوى ما بين لوحات وأعمال تصميمة ورسوم تصويرية واسكتشات تأسيسية فى استضافة من جاليرى ضى الزمالك فى اهتمام بالغ بهذا الابداع الباقى، وكرؤية تقدمها مؤسسة ضى من خلال معرض تشكيلى، والعديد من الندوات ونقاشات البحث عن تاريخ الفنان شاكر المعداوى واهم الكتب التى تناولت سيرته، لتجد القصة الكاملة والمكونة لقيم الإرث الفنى الذى تركه هذا الفنان ، وتبدأ القصة مع عام ١٩٤٤ بميلاده بقرية معديه مهدى التابعة إلى محافظة كفر الشيخ والمطلة على نهر النيل لتتراكب فى مساء كل يوم صورا للشوارع والمبانى المحيطة أمام الطفل الصغير فى حينها، وتنعكس على سطح الماء الكثير من الظلال والأضواء والألوان، مما سيؤثر لاحقا فى تفرده وابداعه فى خامات الألوان المائية التى لاقت توافقا استثنائيا مع مخزونه البصرى طوال فترة طفولته تبين تمكنه من التعبير عنها بقدرة جمالية فائقة، وتمضى به الأعوام وتصقله أولا بتخرجه من كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية عام ١٩٦٧م وقد تتلمذ هناك على يد الفنانين الكبار حامد عويس وكامل مصطفى، وبعدها سافر لايطاليا للحصول على دبلومة الفنون بروما وتتلمذ على يد الفنان الايطالى فرانكو، كما تأثر بكم المتاحف وفنانى عصر النهضة الراصدين لحضارتها وثقافتها وفنونها ومدارسها التشكيلية المتنوعة، ثم يعود إلى وطنه وعمل المعداوى بالهيئة العامة لقصور الثقافة ثم مدرسا بكلية التربية النوعية وقد ظل يعمل كاستاذ للتصوير حتى وفاته عام ٢٠١١م .

من أعمال الفنان شاكر المعداوى

وتفرد د.شاكر المعداوى فى لوحاته بتكوينات من الألوان المائية ليضيف إليها بصمات واساليب غاية فى الدقة والتنوع والشفافيات وتداخل العناصر دون الاخلال بالآخر فتجد لوحات تتسم بأسلوب السهل الممتنع بجهد وتدقيق جمالى واكاديمى ليتدرج من المدرسة الواقعية إلى المدرسة التكعيبية ومنها إلى التجريدية ولكنه حافظ على الشكل البنائى فى لوحاته حتى وإن اتجه إلى عناصر تعبر عن الأساطير والشخصيات الخيالية التى شغلت تفكيره منذ الصغر مع رسوم عن الالعاب المتعارف عليها للأطفال وتأتى فى خلفية اللوحة رسوم لمجموعة من الخيول التى كانت توزع فى الموالد والاحتفالات الدينية وكمدلول على ما يحمله الفنان من مؤثرات وتواصل مع ماضيه، وهناك لوحات تمثل تكوينات من الريف والبيوت البدائية مع النخيل والأشجار ، وقد نشرت للمعداوى العديد من الكتب التى قام بتأليفها ورسم تصميماتها بالتعاون مع مؤسسة الأهرام، الهيئة العامة للكتب، ودار المعارف والعديد من مؤسسات النشر العربية، والمعرض الحالى يمتد حتى نهاية الشهر القادم.