رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«توفيق الحكيم» بطل مهرجان مراكز فنون الجامعات

باسم صادق
عرض الدنيا رواية هزلية ــ جامعة قناة السويس

إرادة حقيقية يتعامل بها القائمون على مراكز فنون الجامعات التى أطلقتها وزارة الشباب والرياضة فى جامعات مصر قبل ثمانى سنوات، بهدف محو الأمية المسرحية والموسيقية والتشكيلية لدى طلاب الجامعات الراغبين فى ممارسة النشاط لأول مرة، وهى فكرة وجيهة وبناءة بدأت بإقامة مراكز الفنون فى عدد قليل من الجامعات حتى وصلت اليوم إلى 21 مركزا.

تعتمد فلسفة عمل المراكز على تدريب الطلاب على أساسيات الفنون الثلاثة من بدايتها لمدة عامين وتوفير العديد من الورش المتخصصة العملية التى تضمن تقديم مشروع فنى فى السنة الختامية للطالب بالمركز، وأجمل ما فى المشروع كان المعايشة الفنية المثمرة التى توفرها المراكز لطلاب الفنون الثلاثة خلال المهرجان الختامى فى معسكر المدينة الشبابية فى أبى قير، فيشاهد طلاب الموسيقى إبداعات زملائهم فى التشكيل والمسرح، ويستمتع طلاب المسرح بأغانى فرق زملائهم الموسيقية وهكذا، وبالتالى تكتمل المنظومة الفنية لدى الطالب ويتشبع بثقافة سمعية وبصرية تغذى وجدانه وتحميه من كل فكر متطرف وتفتح له آفاقا أرحب فى التعامل مع الحياة. على مستوى مسابقة المسرح تابعنا على مدى الدورات الثلاث الماضية مواهب لافتة أعلنت عن قدراتها بقوة فى عناصر العرض المسرحى المختلفة، ولكنها بشكل أو بآخر كانت تحتاج إلى الاستناد على قاعدة نصية رصينة تضمن لها الثقافة المسرحية والانطلاق بحثا عن قراءات وتأويلات إخراجية جاذبة تثرى عروض المهرجان، وبلا تردد استجاب القائمون على المهرجان بدءا من التشكيلية مارينا بسام المشرفة على المشروع، ومرورا بالسيدة علا كمال مدير عام الإدارة العامة للبرامج والأنشطة الجامعية، وصولا إلى السيدة نجوى صلاح وكيل وزارة الشباب، استجبن جميعا إلى اقتراحاتنا بتخصيص دورة كاملة لنصوص الكاتب الكبير توفيق الحكيم ودراستها وإنتاج عروض مختارة من أعماله يقوم ببطولتها شباب المراكز.

فى المهرجان الختامى للدورة الرابعة التى انتهت قبل أيام، شاهدنا محاولات جادة وواعدة من شباب المراكز ومخرجيهم لعدد من نصوص الحكيم، فلفت الأنظار بقوة عرض «ما وراء الصفقة» لطلاب جامعة كفر الشيخ الذى اجتهد فيه المخرج وقدم معالجة مسرحية متميزة لما يشبه المحاكمة أو المُساءلة لتوفيق الحكيم من قبل زوجته لمناقشة اتهامه بأنه عدو المرأة، ومن خلال الحوار بين الحكيم وزوجته تنقل المخرج بين مشاهد مسرحية الصفقة التى تستعرض ما تعرض له الفلاحون من طغيان وطمع فى أراضيهم وأعراضهم من قبل الإقطاعيين قبل ثورة يوليو، وكيف كانت الفلاحة مبروكة صلبة قوية أمام طمع حامد بك ابو راجية الإقطاعى الطامع بها والذى حاول مساومة أهل القرية عليها، ولكنها حافظت على شرفها بحنكة وذكاء لتعود إلى الزواج من خطيبها محروس ابن قريتها، فلعب المخرج على الدخول والخروج من قصة النص لمناقشة أفكار الحكيم بها، برؤية «بريخيتة» واعية تنبئ عن ولادة مؤلف ومخرج مهم، وقد اجاد واجتهد الممثلون فى أداء أدوارهم، خاصة الطالب الذى لعب دور توفيق الحكيم، وإن كان ينقص العرض مزيد من البروفات والتخفيف من كثرة الديكور على المسرح، وهى كلها سقطات البدايات المعروفة.


ما وراء الصفقة ــ جامعة كفر الشيخ

وقدم طلاب جامعة قناة السويس تصورا غنائيا كوميديا شديد الطرافة لنص «الدنيا رواية هزلية»، إخراج أحمد كمال، والذى طرح الحكيم فيه فكرة تناسخ الأرواح من خلال شخصية خالد موظف الأرشيف النشيط الذى يعانى بيروقراطية عمله وإهمال رئيسه المباشر له، وعدم تكليفه بأى مهام حقيقية، بينما تنال زميلته الآنسة علوية كل الامتيازات بسبب جمالها ومحاولات الجميع لاستمالتها خاصة المدير، ولا يجد خالد ضالته سوى فى كتاب وقع فى يده يطرح فكرة تناسخ الأرواح وحلول الأجساد فى بعضها البعض، وهو مبرر درامى قوى تنقل من خلاله الحكيم بين عدة شخصيات عاشها خالد واستغلها المخرج أفضل استغلال لتقديم معالجة عصرية لكل الموهوبين المهمشين لصالح الشللية والتنازلات التى يقدمها أنصاف الموهوبين أو معدوموها بحثا عن الثراء السريع، وتميز أبطال العرض بخفة الظل والحيوية والتناغم الشديد خاصة فى أداء المشاهد الغنائية بشكل حى منح العرض مصداقية وجاذبية.

وفى عرض «مصير صرصار» لطلاب جامعة القاهرة قدمت المخرجة منار زين رؤية إخراجية كوميدية منضبطة لنص الحكيم الذى تناول وتنقل فيه بين عالم الصراصير الذى يبحث قادته كيفية الوصول إلى حل للتوحد والترابط لمواجهة القتل المستمر الذى يتعرضون له من قبل بنى البشر، محاولين الاستفادة من وحدة اسراب النمل الدءوبة، وحين ينقلنا الكاتب بذكاء وعذوبة إلى منزل زوج وزوجة يتصارعان على دخول الحمام فى الصباح الباكر يوميا، وحين يدخل الزوج عنوة يعثر على أحد الصراصير، فيتأثر بمتابعته وكيف يسعى للبقاء على قيد الحياة حتى إنه يتوحد معه ويتمنى أن تعامله زوجته برفق كما يدافع هو عن حياة الصرصار، وقد قدمت المخرجة تناولا بصريا طريفا لفكرة الزوج المقهور، والتنقل بين عالم البشر وعالم الصراصير وصراعهم من أجل البقاء، وتبارى أبطال العرض فى لعب أدوارهم بتنوع محسوب، مثلما تنوع العرض بين منظر تدور أحداثه داخل بالوعة ومنظر تقع أحداثه فى غرفة نوم الزوجية ودورة المياه الملحقة بها، كما لفتت الأنظار الأزياء فى هذا العرض نظرا لبراعة مصممها فى تصميم ملابس لأجساد الصراصير.

مراكز فنون الجامعات مشروع بالغ الأهمية، تسعى وزارة الشباب لتطويره باستمرار، وينقصه بعض التفاصيل الصغيرة لتعميم الفائدة مثل اختيار المدربين المتخصصين لفرق المراكز، وتوفير الأجور التى تناسب تخصصاتهم وتحفزهم على التنقل بين المحافظات لنشر الثقافة المسرحية لطلاب المراكز، ولا ننسى أن نقدم كل التحية لمنسقى المهرجان مصممة الديكور راندا يحيى والتشكيلية منى رجب ود. شيماء سامى اللاتى بذلن جهدا كبيرا فى التجهيزات المسرحية لكافة عروض المسابقة، واهتمامهن بالسؤال عن كل ما يمكن أن يطور المشروع والاستعانة بآراء لجان التحكيم المتخصصة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق