-
د. محمود الصاوى: استثمار التطبيقات الإلكترونية فى بث القيم النبوية
-
د. جمال فرويز: القدوة وسيلة للتربية على الثقافة الدينية الصحيحة
النبى الخاتم محمد «صلى الله عليه وسلم» هو النعمة المسداة، والرحمة المهداة، حبيب الرحمن، وصفيه من خلقه، وخليله، الذى لولاه ما عرفنا الله حق معرفته، لذلك يؤكد علماء الدين، أن غرس محبة رسوله، وآل بيته، فى النفوس، يبدأ وسط الأسرة منذ الصغر، مع استثمار التطبيقات الإلكترونية فى بث القيم النبوية، موضحين أن القدوة وسيلة عملية للتربية على الثقافة الدينية الصحيحة، وأن هناك مسئولية مشتركة بين مؤسسات التربية فى تعليم الأبناء محبة النبى، عليه الصلاة والسلام، وشمائله، خاصة مع انغماسهم فى عالم التكنولوجيا، الذى أبعد بعضهم عن تلقى سيرة نبينا الأكرم.
الدكتور محمود الصاوى، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، يرى أن تعليم أبنائنا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل بيته، يبدأ فى الصغر من الأسرة، وأن علينا لتحقيق ذلك استثمار التطبيقات الإلكترونية الهادفة، خاصة أنها اللغة العصرية التى يستجيب لها الأبناء فى مختلف مراحلهم، وكذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعى بصورها المختلفة، فى نشر مواقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأسلوب قصصى، يقبل عليه الأبناء، فيتأثرون بذلك، مما يؤدى إلى زيادة محبته فى قلوبهم، فيقتدون به فى أعمالهم، فمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تُعد من أعظم مقاصد شريعة الإسلام الخاتمة، وأفضل ما نتقرب به إلى الله تعالى، فالله هدانا به إلى الإسلام ، ولولا ما تحمله، صلى الله عليه وسلم، من إيذاء ومشقة وطرد وابتلاء لإيصال الحق إلى الخلق، لما كانت هناك فى الأرض رحمة، ولكانت الحياة غابة موحشة لا خير فيها ولا بر ولا معروف.
أنشطة ثقافية
ويشير إلى ضرورة إدخال بعض الأنشطة التثقيفية داخل الأسرة، على أن يكون محور ارتكازها محبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل جمع الأسرة فى لقاء أسبوعى على سيرته، سواء بقراءة كتاب متوسط الحجم فى السيرة، أو الاستماع إلى محاضرة علمية مسجلة عنه صلى الله عليه وسلم، مع عمل متابعة وجائزة شهرية لأفضل الأبناء فهما وتحصيلا، لغرس محبته فى نفوسهم، فالإنسان لا يحب من لا يعرفه، كما أن السبب الأول لحبه هو أننا نعرف من هو صلى الله عليه وسلم؟، وكم تحمل من تضحية؟ وكم سالت دموعه وعرقه ودماؤه وهو لا يبتغى بذلك فى الحياة الدنيا مغنما ولا راحة، إنما غاية رغبته أن ينعم الناس جميعا برحمة الله الواسعة، فهو الذى علم البشرية لغة العقل والحوار، وأنقذ المرأة من الذل والهوان، وفجر طاقات العلم والإبداع والفكر فى كل ميادين المعرفة.
ويؤكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، أن المؤسسات الدعوية، من خلال دور العبادة وغيرها، عليها دور كبير فى تعليم محبة رسولنا الكريم للصغار والكبار، عبر الدروس والندوات فى المساجد والأندية، بمشاركة علماء دين ودعاة لديهم القدرة على عرض السيرة النبوية والقصص القرآنى، بأسلوب جذاب، يقبل على سماعه الجميع، مع ربط ذلك بواقع حياتهم، حتى يكون التأثير إيجابيا وسريعا فى تعديل سلوكهم، مع الإكثار من ذكر شمائله ومواقفه صلى الله عليه وسلم، مع من عرفه، وتعامل معه، لهذا يجب أن نقتدى بسيرته العطرة، وسنته الكريمة.
مسئولية مشتركة
ويرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن زرع حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وغرس تعاليم ديننا الحنيف، فى نفوس النشء، مسئولية مشتركة بين مؤسسات التربية التى تحيط بالصغير، من مؤسسات تساعد فى تنشئته، من أول «البيت» الذى يترعرع فيه، على محاكاة الأب والأم، فالأب الذى يلتزم بمواعيد صلاته، ويقضى وقتا مع أبنائه لقراءة القرآن وذكر الله تعالى ورسوله، يؤثر فى أبنائه أكثر من توجيههم طوال الوقت، وهو ما يُسمى «التعليم بالقدوة»، فهى وسيلة عملية للتربية على الثقافة الدينية الصحيحة، فغرس الأخلاق الحميدة والتفريق بين الحلال والحرام، والخوف من الله فى السر والعلن، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته، هو الغرض الأساسى الذى يسعى وراءه كل أب وأم حفاظا على أبنائهم.
ويوضح أنه يأتى دور المجتمع الصغير، وهو المدرسة، باعتباره أول مجتمع يقابله الطفل، وهنا تقع المسئولية على المعلم فهو أيضا قدوة يعلمه كل ذلك، من خلال المعاملة الطيبة، والاهتمام بالتربية الدينية، وتحفيز الأطفال من خلال قراءة القصص عن النبى، وسيرته العطرة، وآل بيته الكرام، وتعليمهم مكارم الأخلاق التى أرسل الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ليتممها علينا، ذلك إلى جانب توظيف وسائل التكنولوجيا لتكون فى خدمة أبنائنا بما لا يضرهم، كوضع تنبيه لهم على الهاتف المحمول بمواعيد الصلاة، وتنزيل برامج لتحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وكذلك تنزيل أفلام رسوم متحركة «كرتون» عن قصص الأنبياء، حتى يعرفوا سنة نبى الأمة صلى الله عليه وسلم.
رابط دائم: