الموسيقى التصويرية لأى عمل فنى تعتبر معززا أساسيا لهويته، وليست عنصرا مكملا كما قد يعتقد البعض. ولا أدل على ذلك من تجربة فيلم "الحريف" والإبداع الموسيقى الذى قدمه الفنان الكبير هانى شنودة، مدركا أن نغماته ستسبق الحوار فى كل الأحيان، وستصاحبه فى بعضها، وتكون معبرا فذا عما تحجبه الكلمات، وتدعم تلك الكلمات فى التعبير دوما. يروى الموسيقار هانى شنودة عن تجربته مع "الحريف"، قائلا: "أبدى المخرج محمد خان إعجابه بالتيمة الموسيقية لأغنية (الشوارع حواديت) التى قدمتها فرقتى، فرقة المصريين، ضمن الألبوم الموسيقى (بحبك لا) للشاعر الكبير صلاح جاهين ( 1930- 1986)، وطلب منى عمل نسخة أخرى منها لتوظيفها ضمن الموسيقى التصويرية للفيلم، ووافقت على اقتراحه، لتكون من أنجح التيمات التى قدمتها فيما يخص الموسيقى التصويرية للأفلام".
ويوضح شنودة: "عملى على ( الحريف) تم وفقا لمعاييرى فى العمل إجمالا فيما يخص الموسيقى التصويرية بالبدء بالقراءة الجيدة للسيناريو، مع حساب مشاهد الفيلم بالثانية، من بداية دخول الممثل، مثلا، من باب الحجرة وحتى وصوله إلى موقع تواجد حبيبته. فكل حركة لها الموسيقى، التى تليق بها. وكل مشهد يختلف عن الآخر فى الوقت الذى يستغرقه.. الموسيقى تمثل مع الممثل".
ويؤكد شنودة : "لا جدال فى أن موسيقى الفيلم تشارك مشاركة أساسية فى نجاحه، وكانت موسيقى ( الحريف) من أسباب دوام تأثيره وبقائه شابا حتى اليوم عالقا بأذهان المشاهدين. وموسيقى (الحريف) شكلت حالة خاصة، فإعادة توزيع أغنية لتصبح موسيقى بدون كلمات، أى موسيقى بحتة ليست بالأمر الهين".
رابط دائم: