اللغة العربية لها العديد من المقامات والأدوار وتشكل إرثا عقائديا وثقافيا عميقا لدى العرب وأيضاً العالم كافة حيث كرمها الله عز وجل بنزول القرآن باللغة العربية، ووضعت بحروفها أقدم العلوم والحضارات العربية على يد إبن سينا والفارابي، وابن الهيثم وابن رشد وغيرهم الكثير، لتعد هى أصل المعارف والعلوم والمشكل الرئيسى لعقول الأمم والشعوب، وقد أدرجت منظمة اليونسكو منذ أعوام اللغة العربية ضمن اللغات الست الأساسية للأمم المتحدة، حيث يبلغ عدد المتحدثين بها حول العالم أكثر من 450 مليون نسمة، ليتوج يوم 18 ديسمبر من كل عام للاحتفال بلغتنا محلياً وعالمياً.
وهذه الأيام قررت كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية الاحتفال على طريقتها، وذلك ضمن المنهج الدراسى لطلاب كلية الفنون ومدهم بالدراسة الأكاديمية بما تحتويه دراسة اللغة العربية وإدماج حروفها بشكل تشكيل جمالى وسط الأعمال الفنية، ليقام معرض احتفالى باليوم العالمى للغة العربية وذلك بمبنى "قاعات مظلوم"، وافتتحته أ.د.دينا مندور عميدة كلية فنون الاسكندرية، وفكرة وتنفيذ د.نفين عبد اللطيف الأستاذة المساعدة بقسم الديكور شعبة الفنون التعبيرية بالكلية، وجاء تحت عنوان "تصميم العرض المسرحى السيبرانى احتفالية اليوم العالمى للغة العربية". ومسمى السيبرانى يعد مفهوما حديثا يطلق للتعبير عن ادخال التكنولوجيا فى المسرح سواء الديجيتال أو المسارح عن بعد وقد ازدهرت مع فترة الأوبئة الأخيرة، لتمتزج كل تلك الفنون والأدوات المختلطة لإيجاد أشكال لفنون الديكور وطرق تنفيذها بتقنيات واسعة الأفق بجماليات مستحدثة.
وفى كلمة ألقتها د.نفين عبد اللطيف عن هذا الحدث الفنى الثقافي: حتى اللغات تموت، وتنزوى بانصراف متحدثيها عنها، وإعراض ناطقيها عن البحث ونشر المعارف بها، حرى بكل المنتمين إلى اللغة العربية أن يعيدوا إليها مجدها لأنها الوسيلة الأولى للحفاظ على الهوية العربية، وحفظ الأجيال من التغريب الثقافى والتشتت الحضاري، فمن الواجب على المصممين العرب الارتقاء بلغتهم العربية والاستفادة من ذخائرها وتراثها وتقديم عروض فنية عنها ومستوحاة منها، من أجل الحفاظ عليها ولتحقيق وجود عربى فنى راق على الصعيد المحلى والعالمى فى شتى مستويات الإنتاج المساهمة فى تشكيل وتوجيه الوعى المجتمعى ومستقبل الأجيال العربية، لتأتى الأيام القادمة برؤى تتجدد لكنها تتواصل مع قيم ثقافتها اللغوية والفنية.
رابط دائم: