تلوث هواء المنازل واحد من اكبر الملوثات التى تهدد صحة البشر، خاصة النساء لتعاملهن المباشر مع الموقد وعمليات الطهى المتواصلة وعدم اتباع قواعد التهوية الجيدة والتخلص من الانبعاثات الضارة او الاعتماد على وسائل تقليدية فى الطهى مثل الطهى على الحطب والشواء على الفحم والقلى والتحمير فى الزيت، وتشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك نحو أربعة ملايين شخص حول العالم مهددون بالوفاة سنويا نتيجة الاصابة بأمراض ناتجة عن تلوث هواء المنزل مثل الربو والالتهاب الرئوى وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفى خطوة لنشر الوعى لخفض التأثير السلبى على أسلوب الطهى أو لتجنب التأثيرات السلبية للانبعاثات الصادرة منه، تبنت وزارة البيئة الدليل الاسترشادى للمركز الدولى لأبحاث الهواء النظيف والذى أشار إلى أن ما يقرب من أربعة ملايين شخص يتوفون من الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء الداخلى الناتج عن استخدام أنواع الوقود شديدة التلوث مثل الفحم أو الخشب للطهي ، كما تضمن عددا من التوصيات التى تساعد شاغلى المنازل فى اتخاذ احتياطات بسيطة لتقليل مساهمتهم وتعرضهم لتلوث هواء المطبخ.
ويقول د ياسر حسن إبراهيم أستاذ كيمياء تلوث الهواء بالمركز القومى للبحوث واستشارى وزارة البيئة المعتمد وأمين اللجنة الدائمة لعلوم البيئة بوزارة البحث العلمى إننا نتعرض لكميات كبيرة من الغازات الضارة عند طهى الطعام، ويعد المطبخ من أكثر الأماكن التى تشهد كمية كبيرة من تلوث الهواء وتوثر بشكل أكبر على ست البيت، والدخان الصادر عن الطهى والقلى وتسخين الزيت يؤثر سلبيًا فى الجهاز التنفسى، فتسخين الزيوت تنتج عنه غازات برائحة أو بدون، وكذلك عند اشعال نار الموقد الذى يعمل بالغاز الطبيعى تنتج عنه غازات ضارة، كغاز أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد النيتروجين وثانى أكسيد الكبريت، كما أن المواد الكربونية المتطايرة التى تنشأ من استخدام الأجهزة الالكترونية تسبب الحساسية فى الرئة مما يؤثر على النساء والأطفال وكبار السن، وقد تتراوح الآثار الصحية الناتجة عن تلوث هواء المطبخ بين الحادة والمزمنة، اعتمادًا على العمر والجنس ووقت التعرض والمسافة من المطبخ وترتيبات التهوية ونوع الوقود وقد يؤدى تدنى جودة الهواء الداخلى إلى أمراض حادة، مثل الصداع، والتعب، والنعاس، والغثيان، وضيق التنفس، والصفير، والتشوش الذهني، والقلق، وأمراض الأنف والحنجرة، والذهول الناتج عن التخدير بثانى أكسيد الكربون. كما قد تشمل الأمراض المزمنة المصاحبة كأمراض القلب والالتهاب الرئوى والسكتة الدماغية وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن فى بعض الحالات .
و يرتبط التعرض لتلوث الهواء الداخلى أيضًا بتطور إعتام عدسة العين، ويمكن أن يؤدى تعرض المرأة الحامل لتلوث الهواء الداخلى إلى زيادة خطر تعرض رضيعها للولادة المبكرة أو انخفاض وزنه عند الولادة.
لذا يجب التأكد من استخدام شفاط كهربائى قوى لسحب هذه الأدخنة وتنظيف عيون البوتاجاز والأفران من الداخل حتى لا تحترق بقايا الطعام الموجودة بها مجددًا، وتتسبب فى انتشار التلوث،، وتهوية المنزل يوميا بمعدل ساعتين على الأقل مع أهمية التهوية الجيدة ودخول الشمس يوميا للتخلص من الغازات والفيروسات والبكتيريا .
ويقدم د نعيم عبد الغفار أستاذ الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان بعض الحلول للتغلب على مشكلة انبعاثات الطهى منها تغطية الأوانى عند الاستخدام حتى لا نفقد 50% من الطاقة المستخدمة عندما نترك الأوانى مكشوفة. ونقع الطعام لتقليل مدة الطهي، واستخدام أوانى الطهى الخزفية فى الطبخ فى الفرن لأنها تخفض درجة حرارة الفرن مع الحصول على تأثير الطهى الكامل على طعامك. كذلك استخدام أوانى الضغط بدلا من طرق الطهى العادية لتقليل مدة استخدام الغاز .
وعند استخدام فرن كبير، يمكنك الاستفادة من هذه المساحة لطبخ أكثر من صنف طعام فى آن واحد مثل الخضار والأرز واللحم . وينبه د نعيم الى أن المطبخ الصغير المساحة، قليل التهوية، قد يضاعف من تركيزات ثانى أكسيد النيتروجين فى محيط المنزل، ما قد يعرّض أفراد الأسرة لاستنشاق هواء كثيف التلوث لمدة طويلة تؤثر فى الرئة، لذا على الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل وذوى الحساسية أو أمراض الجهاز التنفسى تجنب المطبخ أثناء الطهى ومن يطبخون عليهم مغادرة المطبخ عندما لاتكون هناك حاجة للإشراف لتقليل تعرضهم لانبعاثات الطهي .
ويجب الحرص على التقليل من قلى الطعام قدر الإمكان، فهو أكثر ما يسبب انبعاث الجسيمات الدقيقة الضارة، فيجب تحسين التهوية عن طريق فتح النوافذ والأبواب وتشغيل مروحة الشفط.
ويفضل كذلك استخدم الطهى بالبخار ويمكن استبدال عمليات القلى فى الزيت باللجوء لتحمير وتحميص الطعام فى الفرن . واختيار الأكلات التى تستهلك وقتا أقل فى الطهى فالتقليل من مستوى الغاز والانبعاثات أثناء الطهى يقلل من التعرض لهذه الجسيمات الدقيقة الضارة بالصحة.
رابط دائم: