أوقد الصيف باكرا لظاه، بعد أن كان أجمل ما فيه مشاهد صبح أغرّ ونسمة حلوة فى المساء.. الزهور نائمة.. القطط والحيوانات أرهقتها الحرارة.. بات الشجر وحيدا ذابلا من فرط اللهيب، بينما انقطعت عنه زقزقة الطيور بسبب الفضاء الساخن. تبحث عن ظل يقيها لهيب الشمس.
فرسة من طبعها الزهو، تركض عبر السهول والوديان.. حرة طليقة تمتلك السماء والعشب.. كٌتِبت الفتوحات فى الأرض بسنابك أجدادها. تجرى.. تمرح.. تلهو مع فارسها فى نبع ماء بارد، بعد أن هزمتهما الحرارة فى الحقول والطرقات، فهى التى
تعينه على حرث وزراعة حقله، وترافق دربه فى السفر والترحال. حلو الخرير.. ملاذ كل معذّب.. تصهل فرحا، وقد أطفأ ظمأها، وروت بالماء عطشها.. ما أجملها من فرسة.
صامدة.. بكل حرارة الواقع تريد أن تحيا مفاتن الدنيا على أمل أن يداعب وجه فجر فى نداه ذبول عشب أعياه حرارة الطقس.
رابط دائم: