رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من ينقذ الأمازون؟

سارة عبد العليم
غابات الأمازون

«غابات الأمازون تحمى التوازن المناخى للكوكب، ومنع إزالتها يساعد فى الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تهدد العالم».. بهذه الكلمات أعلن الرئيس البرازيلى لويس إناسيو لولا دى سيلفا عن خطط جديدة لوقف إزالة أشجار الأمازون نهائيا بحلول عام ٢٠٣٠. باعتبارها أكبر غابة استوائية مطيرة على سطح الأرض. ولكن يبدو أنها سقطت ضحية لأطماع تجارية.

فى مطلع يونيو الحالى، أجرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تحقيقا استقصائيا بمشاركة عدد من المؤسسات المختصة، حذرت فيه من أنه تم قطع أكثر من ٨٠٠ مليون شجرة من غابات الأمازون خلال الـ6 سنوات الأخيرة. وكشفت الصحيفة عن علاقة وثيقة بين قطع الأشجار فى الأمازون وبين اتساع حجم تجارة لحوم الأبقار البرازيلية وزيادة الطلب عليها عالميا. وتشير الصحيفة إلى أن هناك أكثر من ١٫٧ مليون هكتار من غابات الأمازون تم تدميرها بالقرب من أكبر ٣ مصانع للحوم البرازيلية والمختصة بتوريد سلاسل الغذاء العالمية التى تصدر لحوم الأبقار البرازيلية لمختلف دول العالم. فقد ارتفعت معدلات إزالة الغابات فى جميع أنحاء البرازيل خاصة بين ٢٠١٩ و٢٠٢٢ فى عهد الرئيس البرازيلى السابق جايير بولسونارو وتربية المواشى كانت السبب الرئيسى وراء تدمير تلك الغابات.

ويستند التحقيق الاستقصائى الذى نشرته «الجارديان» إلى صور من الأقمار الصناعية تؤكد أن الغابات التى تمت إزالتها خلال السنوات الأخيرة، استخدمت بعد ذلك كمزارع لتربية المواشى. وأنها تقع بالقرب من أكثر من ٢٠ مجزرا تابعا لأكبر ثلاث شركات تعمل فى إنتاج وتعبئة وتصدير لحوم الأبقار البرازيلية..

وتؤكد النتائج التى توصل إليها التحقيق الاستقصائى أن هناك حاجة ملحة إلى سن تشريعات أكبر على الصعيد العالمى من أجل إنقاذ وحماية غابات الأمازون. واعتبر التحقيق الذى نشرته «الجارديان» أن تدمير غابات الأمازون ليس شأنا برازيليا فحسب، لكنها قضية تخص أجزاء أخرى من العالم على رأسها دول الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة والصين باعتبارهم أكبر مشترين للحوم الأبقار البرازيلية فى العالم. وتوصل التحقيق إلى أن البلدان المستهلكة للحوم البرازيلية تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية ويجب عليها أن تسن قوانين جديدة لسلاسل توريد الغذاء للتأكد من أن اللحوم التى تستوردها يتم إنتاجها دون التسبب أو التورط فى إزالة وتدمير غابات الأمازون.

غابات الأمازون تمتد على مساحة تسع دول فى قارة أمريكا الجنوبية ويقع الجزء الأكبر منها فى البرازيل. مؤخرا، أصدر معهد البيئة البرازيلى تقريرا يؤكد ارتفاع نسبة إزالة الغابات فى منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة ٧٠٪ فى مارس الماضى ، وخلال الربع الأول من العام الحالى كان معدل تدمير الغابات فى منطقة الأمازون البرازيلية ثانى أعلى معدل منذ عام ٢٠٠٨.

خطط إنقاذ غابات الأمازون التى أعلن عنها الرئيس لولا دى سيلفا أخيراً ستعمل بشكل أساسى على تعزيز إنفاذ القانون ضد جرائم البيئة وتسعى لإنشاء شرطة فيدرالية تختص بحماية أكبر غابة استوائية مطيرة فى العالم. وأخيراً، انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتحادالأوروبى وألمانيا اللذين اعتبرا أن البرازيل تعتبر «رئة الأرض» وتعهدا بتخصيص ملايين الدولارات خلال السنوات المقبلة لمصلحة «صندوق الأمازون» لتمويل مشاريع تستهدف حماية وإنقاذ الغابات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق