كذبتُ..
- رُبّما هى أولُ كذبةٍ صادقةٍ
ومستحيلةْ!
وكانتْ عنوانَ كُلِّ صُحفِ الواقعِ –
كذبةٌ بإمضاءِ القلبِ:
إنَّ لىْ وطناً!!
وحينَ ألقى جُندُ الوقتِ التتريونَ
عليَّ القبضَ بجُرمِ الغُربةِ،
كمواطنٍ لا أحدَ.. ولا شىءَ.. ومجازىٍّ!
رأيتُ الوطنَ حُلماً.. وهماً.. وكذبةً مُستحيلةْ!
فَمرحباً..
مَرحباً بوطنى اللّامكان!!.
كذبتُ..
- وهذهِ المرةُ كذبةٌ بعذرِها،
وإيقاعِها الرومانسىِّ،
وأنا لا أُحبُّ هذا النوعَ مِنَ الكذبِ،
ولمْ أُرسلْ بطلبِ صداقةٍ لأحدٍ
مِنَ الكذّابين –
كذبةٌ لا تُصدّقُ نفسَها:
إنَّ لىْ امرأةً – هديرُ الوجودِ،
أُنثى تعبثُ فى قلبِ كُلِّ مُقدّسٍ،
كهرباءُ إغواءٍ لا تهدأُ،
شيفرةُ الذاتِ المبعثرةِ عشقاً،
وكلمةُ المرورِ إلى دُنيا الفرحِ،
والعمرُ فى زمنِ عمرينِ!
وحينَ عصفتْ بى رياحُ الرغبةِ،
أمسيتُ سؤالَ ظمأٍ.. وجوعٍ.. وحيْرةٍ!!
وكذبتُ..
- وتُقلقنى كُلُّ تحيةِ صباحٍ كاذبةٍ،
وكُلُّ ابتسامةٍ مزخرفةٍ، محض قشرِ محبّةٍ –
كذبةٌ فرّتْ من حبرِ ِحروفِها:
إنَّ لىْ أهلاً!!
- بكلِّ ما فى جسدِ العالمِ
مِن جيناتِ حنانٍ –
وحينَ أُتهمتُ بأنّى
وراءَ كُلِّ براكينِ الشوقِ،
ووابلِ أمطارِ الأُلفةِ،
وطالَ ذاكرتى صداُ الظُّلمِ
لمْ أجدْ أسماءَ لهُم
فى دفترِ ذاكرتى الوردىِّ
لكنّى حينَ هربتُ منِّى..!
فقط أعرفُ أنّى أُحبُّهم!!
وكذبتُ..
- وعدوّى الأزلىُّ الكذّابون،
وفى لحظةِ تجلٍّ شعرىٍّ،
وكانَ للمحبةِ رأىٌّ،
وللوفاءِ وجهةُ نظرٍ –
والكذبةُ صدى كذبةٍ:
إنَّ لىْ أصدقاءَ!
بخطى تواصلٍ نيزكيةٍ
وحينَ سقتُ إلى محكمةِ الوقتِ،
مُصادرَ الحُلمِ،
وبقيودِ رسائلى الحميميةِ
وكانَ ذنبىَ الأعظمُ
فتوى: الصداقةُ هبةٌ،
ومن دونِها الحياةُ ناقصةٌ!
كانوا جميعَهم شهودَ زورٍ ضدّى!!
وكذبتُ.. وكذبتُ.. وكذبتُ!
واستعذبتُ نبيذَ الكذبِ،
وأسكرنى طَعمُ اللّامعقول،
وغابَ عنّى سحرُ آياتِ الصّدقِ
قرّرتُ الخروجَ مِن وقتى الرتيبِ
وغيّرتُ فى كلماتِ وألحانِ
أغانى القلبِ!
وفى غفلةٍ من ملائكةِ روحى
اخترتُ لجسدى ثوباً..
بلونِ ومقاسِ الوقتِ،
ورضيتُ لوجهى ملامحً أُخرى،
حينَ وجدتُ الكذّابينَ
فرسانَ العصرِ ِ،
وحُكّامَ الزمنِ القادمِ!!.
رابط دائم: