لا أحد يستطيع أن ينكر تفشى ظاهرة فتور العواطف بين الناس، وسلوكيات دخيلة غزت حياتنا مخترقة عاداتنا وأخلاقياتنا، ولا أحد ينكر أن لغة الحب وكلمات التودد بدأت تتناقص، وأصبح أكثرنا فى تعامله فظاً قاسياً.. نعم لقد سادت بيننا ثقافة الكراهية، وبرود المشاعر، وفتور العواطف، قد يعزى البعض أسباب ذلك إلى مداهمة التكنولوجيا لحياتنا التى بدلت من سلوكياتنا، تلك اللعنة التى حلت علينا من حيث لا ندرى، وجعلت الماديات بديلا عن الأخلاقيات، وزادت من اهتمامات الناس بالمال، ونسوا بل وتناسوا أن أقوى سلاح فى الدنيا هو الحب، فهو القادر على حل أعتى المشكلات مهما كان حجمها، فإذا أردت أن تصلح الدنيا فعليك بالحب، وإذا أردت أن تصلح أولادك فعليك بالحب، ولو لك أعداء وهم مدججون بالسلاح، فإنك تستطيع قتالهم وأنت أعزل بسلاح الحب، فهو بديل للدماء فى كثير من الأحيان، ويحول العدو إلى صديق، ويلين قلوب البشر، ويحرك الحجر، ولا يوجد إنسان على سطح البسيطة لا يعرف الحب، فجميع خلق الله يعرفون الحب، ويعرفون كيف يحبون، لكن المشكلة فى القدرات المتفاوتة بين شخص وآخر فى التعبير عنه، إذ لا جدوى من الحب إذا لم يصاحبه التعبير عنه! ولكن هناك كثيرا من الناس غير قادرين على التعبير عن مشاعر الحب، كذلك هناك شخصيات قاسية رغم الحب، ولذلك لا أحد يصدق أنها تحب، وهناك شخصيات وقورة يمنعها وقارها من التعبير عن الحب، حيث ترى أن الوقار والحب يتعارضان، وهناك شخصيات خجولة تخجل أن تعبر عن حبها.. أدعو الجميع إلى بذر الحب بدلا من بذر الكراهية.
يوسف القاضى
رابط دائم: