"الصمت فى حرم الجمال ..جمال"..هو بيت الشعر الذى يصف بدقة شعورك عند زيارتك إحدى المناطق الصحراوية ، فهناك تجد نفسك مستسلما للسكون والتأمل، لتشاهد بهاء الطبيعة الجبلية وتستمتع بتنوع دهاليزها التى تبدو كتاج مزدان بالجواهر الملونة وسط الصحراء.
تلك الأوصاف تحملها تلال الرمال الملونة بمحمية قارون بمنطقة جبل قطرانى بالفيوم.
التلال الرملية تعد من أهم المناطق الصحراوية فى مصر وأكثرها نقاءً، وشاهدا على تطور الحضارة الإنسانية، ولأنها تتميز بتنوع فى الألوان تشعرك بأنك أمام لوحة فنية بديعة تكشف اللثام لناظريها وتخبرهم عن عظمة الخالق وإبداعه.
يصفها د. أحمد سلامة مستشار رئيس جهاز حماية البيئة، بقطاع حماية الطبيعة، بأنها عنصر جذب لمحبى الطبيعة والمهتمين بدراسة الجيولوجيا. وتوجد بها طبقات الحجر الرملى والطفلى المتبادلة بألوانها المختلفة ما بين الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر، تشكلت جميعها بفعل المياه المشبعة بأكاسيد الحديد.
ولأن نشأة جبل قطرانى تعود إلى حقبة زمنية تقدر بملايين السنين، فقد شهدت تحولات جيو كيميائية وميكانيكية عديدة أدت إلى تكوين التربة القديمة التى نمت على ضفافها الغابات ، ومن ثم اجتذبت كثيرا من الحيوانات آنذاك كالأفيال والقردة والطيور التى عاشت ودفنت بتلك التلال، وقد وُجدت بقايا هياكلها وكنوز أثرية أخرى لتظل شاهدة على تلك الفترة من التغيرات المناخية القديمة .
رابط دائم: