برغم سعادتى الغامرة بفوز فريق المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية (المصرى) بالمركز الأول فى مسابقة دولية حول توقع حدوث الزلازل (من حيث التوقيت والقوة ومركز الزلزال) حول العالم ATEA 2022 باستخدام خوارزميات ـ أى الإرشادات التى يمكن لجهاز الحاسب الآلى تنفيذها ويتم صياغتها باستخدام لغة البرمجة ـ والتى نظمتها الصين أخيرا بمشاركة 100 فريق بحثى من مختلف دول العالم فإنه لا يروق لى أن يعمل الباحثون من مختلف المراكز الفلكية العالمية بمعزل عن بعضهم البعض وكأنهم يعيشون فى (جزر منعزلة) مما يجعل إدراك الهدف المأمول فى المستقبل المنظور حلما صعب المنال !! ولأن الحكمة والموضوعية تقتضى تقديم (التعاون) على (التنافس) عندما يرتبط الأمر بتحقيق هدف مشترك فإنى أتطلع إلى أن تتضافر جهود الباحثين والعلماء لتنصهر معا فى بوتقة واحدة كأن يقوم المرصد الفلكى الوطنى اليابانى وجامعتا تشيانغ الصينية وشبكة الرصد الزلزالى التابعة لجامعة تكساس الأمريكية بالتنسيق فيما بينهما لتشكيل فريق عمل دولى على مستوى رفيع من كبار العلماء والباحثين – من مراكز البحوث العالمية واسعة الشهرة ذائعة الصيت - تكون مهمته الاضطلاع بمهمة استخدام الذكاء الاصطناعى لتعظيم مراحل الإنذار المبكر بحدوث الزلازل على أن يعمل أعضاء الفريق جنبا إلى جنب سواء بالاجتماعات المباشرة الدورية أو من خلال التواصل عبر تقنية الفيديو كونفرانس مما يسهم فى إدراك أعلى نقطة على منحنى النجاح والجودة وفى وقت قياسى من خلال استيفاء نواقص البيانات وتبادل الرؤى ووجهات النظر العلمية والعملية .. إنه النموذج الأمثل – فى تقديرى - للاصطفاف العلمى والبحثى فى مواجهة أخطر الكوارث الطبيعية فى عالمنا المعاصر.
مهندس ــ هانى أحمد صيام
رابط دائم: