رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دشنها الملك فؤاد فى العشرينيات
«بورسعيد الثانوية».. ذكريات «مصنع» إعداد المبدعين

بورسعيد ــ محمد عباس
الملك فؤاد الأول فى أثناء زيارته مقر المدرسة العريقة

استعاد المئات من خريجى «مدرسة بورسعيد الثانوية العسكرية» فى بورسعيد أغلى وأجمل ذكرياتهم خلال احتفالية يوم الخريجين، التى أقيمت مؤخرا وحظيت باهتمام المجتمع البورسعيدى، ومتابعة المنصات الإخبارية وصفحات الـ «سوشيال ميديا» ، وجاء الاهتمام الكبير بما يليق بمكانة أعرق المنشآت التعليمية بمنطقة القناة وطوال عشرات الأعوام.

تعدت «بورسعيد الثانوية» كونها مدرسة تضطلع بدورها التربوى تجاه الآلاف من طلاب بورسعيد على مدار أكثر من مائة عام، فقد تحولت إلى ما يشبه «مصنع» إعداد المبدعين فى مختلف المجالات، كما تفخر بقائمة الشهداء من بين طلابها الذين تقدموا الصفوف دفاعا عن الوطن، خلال سلسلة حروب مصر الحديثة، كما فى العدوان الثلاثى عام 1956، ومرورا بحرب 1967 والاستنزاف، وحتى معركة العبور العظيم فى أكتوبر 1973، وقد خلدت المدرسة ذكرى شهدائها بإقامة «نصب» خاص فى قلب فنائها، فى سابقة يندر تكرارها فى مدارس مصر.


ملاعب شاهدة على إعداد أبطال رياضيين

بين المكتبة والمسرح

شكلت مكتبة «بورسعيد الثانوية» وجدان نخبة من مشاهير الصحافة والإعلام، مثل إبراهيم سعدة (1937-2018)، ومصطفى شردى، وجلال عارف. وعلى مسرحها بزغ نجم السينما والمسرح الشهير محمود ياسين (1941-2020)، وتألق الفنان السيد الملاح (1937-2005)، والكاتب والمترجم محمد عناني (1939- 2023)، وعرف المخرج الكبير حسام الدين مصطفى (1926-2000) طريقه للفن، وبملاعبها تفجرت مواهب نجوم كرة القدم للنادى المصرى، مثل مدحت فقوسة، وعادل الجزار، ومحمد شاهين...وغيرهم. وكذلك تألق نجما الكرة الطائرة أحمد الجيزى، ومحمد دهب. واحتفظ فريق المدرسة للهوكى ببطولة الجمهورية للهوكى بقيادة رضا عبدالرحمن، وكان لاعبوه القوام الأساسى للمنتخب الوطنى فى الستينيات.

وتعتز المدرسة بخريجيها الذين تصدروا العمل العام، وعلى رأسهم، الخبير الإستراتيجى اللواء سمير فرج، محافظ الأقصر السابق الذى شغل أيضا منصب رئيس دار الأوبرا، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، ومعهما الآلاف من القيادات والعناصر البارزة فى مجالات عديدة.

تولى إدارة المدرسة، على مدار عقودها العشرة، نخبة من أكفأ المديرين والنظار، من بينهم صبرى ناصيف، وسيد ياسين بنهايات الخمسينيات، والتربوى الكبير عبدالحميد حسين الذى ارتبط العصر الذهبى للمدرسة فى الستينيات بشخصيته القوية المحبوبة. وشغل عبدالحميد حسين منصب رئيس النادى المصرى خلال فترة التهجير وعقب نكسة 1967. وهناك الناظر الأشهر إبراهيم هلال الذى ارتبطت المدرسة باسمه عقب عودة مواطنى بورسعيد من «التهجير» عام 1974. وكان نموذجا للالتزام والعطاء المهنى المخلص، ووضع بصمته على تاريخ المدرسة وأذهان خريجيها حتى الآن. ثم جاء صبحى بسيونى، الذى تولى مهمة الإدارة فى الأعوام الأخيرة، وتحمل عبء الحفاظ على مكانة « بورسعيد الثانوية» بين المدارس العسكرية على مستوى الجمهورية. وأخيرا أيمن يوسف، المدير الحالى، والذى حقق للمدرسة نقلة تكنولوجية للارتقاء بقدرات طلابها، ومجاراة النظم الحديثة لطرق التدريس.


اللواء عادل الغضبان.. خريج دفعة 1978

«العزبة» فى قلب «المستشفى»

وعن تاريخ «بورسعيد الثانوية»، يقول المؤرخ محمود أبو عياد إن النواة الأساسية لمبانى المدرسة أقيمت قبل وخلال الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918 )، فقد كانت عبارة عن مقر للمستشفى العسكرى الأسترالى، الذى أقيم بشارعى «كيتشنر»، 23 يوليو حاليا، و«المحروسة»، محمد على حاليا. ومقر المستشفى كان عبارة عن صفين من المبانى لايزيدان على دور واحد، ويضم عنابر لجرحى الحرب العالمية من الأستراليين والنيوزيلنديين. وبينهما، شيد مبنى مستقل كان سكنا للأطباء والممرضات، ومكاتب لإدارة المستشفى، ومطبخ لطهى الطعام.

وتوضح صور قديمة للمستشفى، يرجع تاريخها إلى عام 1916، أن مقرها كان شديد القرب من ساحل شاطئ بورسعيد. وقد أطلق طلبة المدرسة على المبنى المستقل فيما بعد اسم مبنى «العزبة». وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أخلت القوات الأسترالية المستشفى، وتم تحويله إلى مدرسة ابتدائية، لتحمل اسم «المدرسة الأميرية الابتدائية للبنين». وذلك فى عهد الملك فؤاد الأول( 1868- 1936)، ثم تحولت إلى مدرسة ثانوية للبنين أوائل الخمسينيات. وفى عام 1975، تحولت إلى مدرسة عسكرية فى إطار خطة نشر التربية العسكرية ببعض المدارس الثانوية على مستوى الجمهورية.

ويروى أبو عياد أن من أشهر زائرى المدرسة على مدار تاريخها، كان الملك فؤاد الأول الذى زارها 21 يناير سنة 1924، وحظى باستقبال حار من جانب الإدارة والطلاب، وقت كانت مدرسة ابتدائية للتعليم الأساسي. وبعد عامين، وفى 21 ديسمبر 1926 عاود الملك فؤاد زيارة بورسعيد لافتتاح ضاحية بور فؤاد الكائنة بالضفة الغربية للقناة قبالة بورسعيد.

ويكمل المؤرخ المهندس مسعد سليمان أن المدرسة شهدت تحولات إنشائية وتوسعات كبرى خلال العقود الثلاثة الأخيرة عقب هدم المبنى القديم «العزبة»، وإعادة بناء الأجنحة الغربية. وخلال تلك التحولات، احتفظت المدرسة بالجناح البحرى الخشبى القديم، والمبنى الشرقى للواجهة الرئيسية المطلة على ميدان الشهداء «المسلة»، ومبانى المحافظة، والمحكمة، والذى يضم فصول القسم العلمى، والمكتبة، والمسرح، والمدرج. ويبقى المبنى الجنوبى المطل على أرض «نادى المعارف» كما هو، ويضم بقية فصول العلمى، ومكاتب المدير والوكيل، والتربية العسكرية.

ويضيف: «كان طابور طلاب المدرسة، ما بين الخمسينيات والسبعينيات، يعد فقرة أساسية فى احتفالات بورسعيد بأعياد النصر فى 23 ديسمبر سنويا. فينتظم الطلاب المختارون للعرض فى تدريبات يومية بالمدرسة لمدة شهر، ويشاركون فى البروفات النهائية للعرض أمام المنصة المقامة أمام ميدان الشهداء والمحافظة، قبل الانطلاق فى العرض الرسمى بالزى العسكرى».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق