رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إفريقيا وكنز الاستثمار فى الذكاء الاصطناعى

دينا كمال
> الذكاء الاصطناعى فرصة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى إفريقيا

فى الماضى لم تستطع القارة السمراء مواكبة التقدم الصناعى الذى شهده العالم بأكمله، حيث تأخرت كثيرا عن باقى قارات العالم فى اللحاق بالثورات الصناعية الأولى والثانية والثالثة. ولكن مع فورة الذكاء الاصطناعى التى تجتاح القارات، هناك شيء واحد واضح وهو أن الأفارقة لديهم منجم ذهب فى متناول أياديهم. ويرى الخبراء أن النمو السكانى السريع الذى يبلغ 1.4 مليار شخص، 70٪ منهم تحت سن 30 عامًا، جنبًا إلى جنب مع النمو الهائل فى استثمارات الذكاء الاصطناعى، يقدم وصفة سحرية لإفريقيا تمكنها من اللحاق بركب التقدم الصناعى والتكنولوجى.

فمن المقرر أن تشهد إفريقيا والشرق الأوسط أسرع نمو فى الإنفاق على الذكاء الاصطناعى فى جميع أنحاء العالم، حيث وصل إلى 3 مليارات دولار (2.4 مليار جنيه إسترليني) هذا العام و6.4 مليار دولار متوقع بحلول عام 2026.

لا يستطيع أحد إنكار أهمية المعلومات والبيانات فى عصرنا هذا. فالبيانات ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. والبيانات تعد حاليا شريان الحياة لاتخاذ القرارات وهى التى ستطلق العنان لمستقبل ثرى ومستقل لإفريقيا، مع التأكد من مشاركة الفرص الاقتصادية الجديدة. ففى مقابل كل دولار يُستثمر فى أنظمة البيانات، هناك متوسط عائد يبلغ 32 دولارًا.

ويشير تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، إلى أنه منذ أن افتتحت جوجل أول مركز أبحاث للذكاء الاصطناعى فى إفريقيا وتحديدا فى أكرا عاصمة غانا فى عام 2019، حدث بالفعل تقدم فى الزراعة والرعاية الصحية والتعليم وغير ذلك. ومن المقرر أن يستفيد المزارعون على وجه الخصوص من التقدم فى مجال المعلومات وتسجيل البيانات. ويساعد أحد المشروعات مزارعى الكاجو الغانيين على استخدام طائرات بدون طيار للكشف عن الآفات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعى. وتقوم الروبوتات الطائرة بجمع البيانات من أوراق وسيقان وجذوع أشجار الكاجو، مما يسمح للمزارعين باكتشاف أعراض الآفات والأمراض قبل أن تصبح مرئية وتؤدى إلى أضرار جسيمة للمحاصيل. وتكمن أهمية تلك المبادرة، التى تمولها وكالة التنمية الألمانية، فى امتلاك إفريقيا نصف إنتاج العالم من الكاجو.

ويستخدم مشروع آخر الذكاء الاصطناعى لمساعدة المزارعين أصحاب المزارع الصغيرة فى غانا على التنبؤ بنقص وفائض ما بعد الحصاد. وتهدف التكنولوجيا إلى بناء نماذج تنبؤ أفضل لإنتاج المحاصيل التى ستمنح غانا والمنطقة أمنًا غذائيًا أكبر بكثير. ونظرًا لتقلبات إدارة مزرعة أصحاب المزارع الصغيرة، فإن هذا المشروع ـ الذى تديره المنظمة الغانية غير الربحية سيساعد المزارعين فى تأمين دخل أكثر استقرارًا واستدامة.

ونظرًا لأن 33 مليون مزرعة لأصحاب المزارع الصغيرة فى إفريقيا تسهم بنسبة تصل إلى 70٪ من الإمدادات الغذائية، فإن التأثير الايجابى المحتمل لهذه التكنولوجيا القائمة على البيانات على سبل العيش والأمن الغذائى فى جميع أنحاء المنطقة كبير.

ومع تزايد أعداد الشباب الذين يتم تدريبهم على البيانات والذكاء الاصطناعى فى غانا، أصبحت هناك قوة عاملة جاهزة لمواجهة الثورة التكنولوجية ودفع عجلة التقدم والتحول الاقتصادى فى جميع أنحاء القارة.

ومن هنا تظهر أهمية الاستمرار فى التركيز على تنمية ورعاية هذه القوة العاملة من خبراء البيانات. ومع التطور السريع فى تقنيات الذكاء الاصطناعى، ظهرت ضرورة ملحة للعمل على إعداد جيل من الشباب ليكونوا فى طليعة الثورة، وقيادة إفريقيا إلى هذا العصر الجديد.

ويرى المراقبون أنه يجب على قادة العالم إظهار الالتزام بهذه الأجندة فى قمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى اجتماعها فى سبتمبر المقبل، مع التركيز على التمويل وبناء القدرات وتنمية المهارات والشراكات. البيانات أمر بالغ الأهمية لإفريقيا والعالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، لاتزال القرارات تتخذ فى الظلام، أى دون الاستناد إلى بيانات كاملة وصحيحة، خاصة أن أقل من نصف دول العالم لديها بيانات للتبادل ولكنها لا تملك القدرة أو الطريقة الصحيحة لفعل ذلك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق