يقبل الكثيرون على استبدال المحليات الصناعية بالسكر ظنا منهم انها تخفض الوزن وأقل خطورة على الصحة وتحظى هذه المحليات بشهرة كبيرة بسبب سعراتها الحرارية المنخفضة ولكن مؤخرا أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا من خطر استهلاكها وأكدت انها لا تفيد فى انقاص الوزن ولا تساعد على التحكم فى كتلة الجسم أو تقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالوزن وقد تصيب من يتناولها مددا طويلة بمرض السكرى النوع الثانى وأمراض القلب والأمراض المزمنة.
تقول الدكتورة شفيقة صبرى إبراهيم مدرس بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان قسم التغذية وعلوم الأطعمة إن المحليات الصناعية هى مواد كيميائية منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية، وتستخدم بديلا للسكر فى تحلية المشروبات والمأكولات المتنوعة، ولكن فى حالة عدم الالتزام باستخدامها بطريقة معتدلة تسبب رغبة شديدة فى تناول الحلويات والسكر والأطعمة الحلوة. وهى تمتاز بحلاوتها الشديدة، حيث تزيد حلاوتها على سكر الطعام بعدة أضعاف، كما تسمى المُحليات الصناعية «المُحليات اللا مُغذية» حيثُ إن الجسم لا يهضمها أو يحللها ومن ثم فإنها لا تتعرض لعملية التمثيل الغذائى، لذا فإنها تخرج عبر الجهاز الهضمى دون حدوث أى تغيرات لها. وذكرت العديد من الدراسات الغذائية أضرار المحليات الصناعية، منها زيادة خطر الإصابة بالسكرى من النوع الثانى وأمراض القلب والأوعية الدموية و زيادة خطر الوفاة المبكرة بين البالغين.
وتشير. د شفيقة إلي دراسة عالمة الأحياء الروسية إيرينا مالتسيفا التى أكدت فيها أن الأسبارتام يمكن أن تؤدى إلى اضطرابات الهضم، وبكتيريا الأمعاء، والسرطان، والتصلب المتعدد، واضطرابات فى التمثيل الغذائى، وعدد من الأمراض الصحية الأخرى التى تتعلق بالدماغ والجهاز العصبى. وأن جسم الإنسان يتفاعل مع الأطعمة المحتوية على بدائل السكر الصناعية، تماماً كما يتفاعل مع السكر الحقيقى الطبيعي وهو ما يفسر حدوث زيادة الوزن عند الإفراط فى استخدامه والإصابة بالسكر النوع الثاني وتحذر من تناول الأطفال دون الثلاث سنوات منتجات بها محليات صناعية، وأن الأسبرتام ممنوعة للأشخاص المولودين بحالة وراثية تعرف بالفينيل كيتون يوريا.
وعلى الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء قد وافقت على استخدام المُحليّات الصناعية بديلا عن السكر، فإنه ينبغى أن تكون هذه الأطعمة جزءا من نظامنا الغذائى لأنها تحافظ على مذاقنا للأطعمة الحلوة.
ويفضل استخدام بعض الفواكة لإضافة المذاق الحلو كالفراولة، أو التوت البرى، أو المانجو والعسل الأبيض لتحلية المشروبات .
كما أن اتباع عادات غذائية جيدة وممارسة الرياضة بانتظام والإقلال من استهلاك الأطعمة السكرية والعالية السعرات كلها علامات مميزة لنمط حياة صحى .
ويؤكد الدكتور محمد صديق النبوى أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء أن منظمة الصحة العالمية عندما تطلق تحذيرا من استخدام المحليات الصناعية فهى تتكلم على أسس علمية ودراية لا دخل لها بالتجارة أو السياسة وقد كانت هناك دراسات كثيرة مستقلة تتحدث عن الأمراض الناتجة عن مادة الأسبارتام وبدائل السكر الأخرى مثل السكرين والأستيفيا والسيكلامات وغيرها، لكن كانت تقابل هذه الدراسات بالرفض. فالأسبارتام على سبيل المثال يعقد السيطرة على نسبة السكر فى الدم لدى المرضى، مما يؤدى إلى زيادة تواتر نوبات نقص السكر فى الدم وتفاقم مضاعفات مرض السكرى مثل (إعتام عدسة العين، واعتلال الشبكية، واعتلال الأعصاب) وقد ذكرت دراسة فرنسية أن العلاقة بين الإفراط فى تناول السكر والإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى باتت محددة الآن بشكل جيد. ومن المعروف أن امتصاص كمية كبيرة من السكر يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم. استجابة لذلك، ويفرز الجسم الأنسولين الذى يخفض مستوى السكر تدريجيًا حتى يعود سكر الدم إلى حالته الأولية. ومع ذلك، عندما يكون تناول السكر بكميات كبيرة ومتكررة، ينتهى الأمر بالجسم إلى أن يصبح «مقاومًا» وارتفاع الأنسولين بعد الزيادة فى نسبة السكر فى الدم..
والمحليات قد تخدع الدماغ فتسبب ارتفاع الأنسولين، على الرغم من أن نسبة السكر فى الدم لم ترتفع بعد تناول مشروب «لايت». ونتيجة لذلك، فإن الأنسولين الذى يخفض نسبة السكر فى الدم «بشكل خاطئ» من شأنه أن يحفز الحاجة إلى استهلاك السكر، مما يزيد من السمنة ومن ثم الإصابة بمرض السكرى وقد أكد العديد من الدراسات أن تناول المشروبات المحلاة بالبدائل الصناعية يجعل الإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى أعلى 60 مرة من المشروبات العادية. لا أنصح أبدا باستخدام المحليات الصناعية و لمريض السكرى أن يتناول من 3 إلى 4 ملاعق سكر فى اليوم. ويحذر من خدعة استهلاك المنتجات «الدايت» لأنها ترفع السكر فى الدم .
والأسبارتام هى أخطر هذه المحليات لأنها موجودة فى كل مكان، لا سيما فيما يسمى المنتجات «اللايت» مثل الآيس كريم والزبادى وكريمات الحلوى المختلفة وحبوب الإفطار والحلويات واللبان والوجبات الجاهزة والكعك، وحتى الأدوية، بما فى ذلك شراب السعال الخالى من السكر وأقراص الاستحلاب و المكملات الغذائية للأطفال القابلة للمضغ.
رابط دائم: