منذ أيام قلائل منحت الكاتبة والروائية نورا ناجى جائزة الدولة التشجيعية فى مجال الآداب عن مجموعتها القصصية «مثل الأفلام الساذجة»، وهى من مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية سنة 1987. تخرجت فى كلية الفنون الجميلة قسم هندسة الديكور عام 2008، صدرت لها روايات «بانا» 2014، و«الجدار» 2016، و«بنات الباشا» 2017، أما رواية «أطياف كاميليا» فقد فازت بجائزة يحيى حقى في٢٠٢٠ . وصدر لها كتاب الكاتبات والوحدة فى العام ذاته. أما مجموعة مثل الأفلام الساذجة فقد صدرت فى 2021.
فى حوارها مع «الأهرام» تقول: تعلمت من الدكتور أحمد خالد توفيق حب القراءة ومعاملة من حولى بحب ولطف وأدين بالفضل له، فقد شجعنى على الانتصار لأحلامى , من هذا المنطلق وجدت فى الكتابة متسعا لا حدود له فى التعبير عن ذاتي, ومن خلالها نجحت فى إطلاق العنان لمشاعرى ,بل والانتصار لهزائمي, فالكتابة بكل بساطة هى الإضافة المميزة فى حياتى منذ صغري. وتضيف، شخوص أعمالى الأدبية تشبهنى فى بعض الأمور وربما هم تعبير عن وقائع عشتها او عاشها غيرى بكل ما فيها من نجاحات وانكسارات.
ماذا أضاف لك الدكتور أحمد خالد توفيق الذى اقتربت منه فكريا وأدبيا وثقافيا؟
د. أحمد خالد كان مؤثرا جدا، تعلمت منه منذ طفولتى حب القراءة والكتابة والبحث، وتعلمت أيضاً كيف أتعامل مع كل من حولى بلطف ومحبة، وكيف أدعم الجميع. لأنه دعمنى كثيراً ولأنه وقف إلى جانبى فى أزمات كثيرة، وشجعنى دائماً على اتباع حلمى والإصرار عليه.
شكل الدكتور رفعت اسماعيل مرحلة مهمة فى حياتك كيف ذلك؟
دكتور رفعت إسماعيل هو بطل سلسلة ما وراء الطبيعة التى كان يكتبها د. أحمد خالد توفيق، هذه الروايات الممتعة كانت مدخلى إلى القراءة، وعرفتنى على عوالم كثيرة ووسعت أفقي، وبدأت بعد تجاوزى مرحلتها السنية فى استكشاف الكتب العظيمة، وقرأت كثيراً جداً لأتمكن من أن أصبح كاتبة. أنا أكتب لأننى أحب الكتابة، ولأننى من خلالها أعبر عن نفسى وأطلق مشاعرى وأنتصر لهزائمي. الكتابة هى حياتى وهى مصدر رزقى وهى سبب تميزى وهى ما يمنحنى القوة، وكل هذا أنا أعترف فيه دائماً بالفضل للجذر، لمن جعلنى أبدأ هذا كله، لمن وضعنى على بداية الطريق، الدكتور أحمد خالد توفيق ودكتور نبيل فاروق وكتاباتهما.
كيف تحولت الكتابة من مجرد فعل لسلوك محبب لك بل و دواء يحقق الراحة النفسية والإنسانية ؟
أكتب منذ طفولتي، لأننى شعرت بالأهمية التى تمنحنى إياها الكتابة منذ الصغر، منذ أن قرأ أستاذى فى المدرسة موضوعى للتعبير أمام الفصل كله وهنأني. كنت أكتب لأشعر بهذا التميّز، لكن بعد سنين ونضج، تحولت الكتابة إلى طريقتى للحياة، هى ما أستيقظ من أجله كل يوم، وهى ما تمنحنى القدرة على التنفس والعيش. أكتب لأصبح شخصا أفضل، وأتمنى أن تؤثر كتاباتى فى آخرين ليصبحوا أشخاصاً أفضل.
هل كاميليا فى روايتك «أطياف كاميليا» هى نورا ناجى الأدبية ؟
لا، كاميليا ربما تحمل بعضا من سماتى أو من رؤيتى للعالم، لكنها مستوحاة من مزيج كبير وضخم من الشخصيات التى قابلتها أو قرأت عنها أو سمعت قصصها. كاميليا هى المرأة المهزومة أمام عاطفتها وأحلامها فى مجتمع لا يمنح المرأة القدرة على الحلم. كنت أريد التعبير عن هذه المرأة المنهزمة، التى تكتشف بعد عمر أن كل شيء كان بيدها وكانت قادرة على التحكم به لكنها لم تتمكن بسبب هذا القيد الوهمى الذى قيدها به المجتمع.
هل كانت روايتك «سنوات الجرى فى المكان» توليفة متشابكة من أحلام وانكسارات جيلك غير المتحققة؟
نعم، وضعت قلبى فى هذه الرواية، قلبى وهزائمى وانكساراتى وانتصاراتى أيضاً، سنوات بدا فيها الحلم عصياً، سنوات تحول فيها جيلى إلى أشباح. كيف يمكن أن يتغير الإنسان بتغير الزمن، بل كيف يتغيّر الإنسان بتغيّر حتى شكل الموجودات من حوله. كتبتها لأمنح جيلى لحظات من التأمل، تأمل كل السنين الماضية، وربما فهم ما حدث وسيحدث.
نادية بطلة روايتك «بنات الباشا» فى اى شيء تشبهك؟
تشبهنى فى رغبتها فى نزع الآلام من العالم، أن تأخذ كل الألم وتضعه داخلها حتى لا يتأذى آخر، لكنها تنسى أن هذا الألم سيؤذيها، وأنها بذلك تقتل نفسها، أنا أيضاً اعتدت فعل ذلك، اعتدت حمل الألم كله وابتلاعه داخلي، اعتدت التخفيف عمن حولى ونسيان نفسي، لعل الكتابة كانت منقذتى أيضاً من عقدة المنقذ هذه، العقدة التى تأكل صاحبها.
لماذا تم اختيار هذه الرواية لتحويلها لعمل سينمائي؟
ربما لأنها مشهدية جداً، الأحداث والشخصيات درامية للغاية، ولأن كل شخصية فى هذه الرواية تشبه شخصاً من الواقع. كل من قرأها أخبرنى أنه وجد نفسه فيها، وأنه مر ربما ببعض من أحداثها.
مجموعتك القصصية الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية «مثل الأفلام الساذجة» كيف تتميز أو تختلف عن باقى تجاربك الأدبية؟
هذه هى مجموعتى القصصية الأولى والوحيدة، ورغم إخلاصى لفن الرواية، إلا أن القصص القصيرة طريقتى فى إخراج شحنات عاطفية متعجلة، والإجابة على أسئلة متلهفة تطاردني، وتسيطر على عقلى لأيام فلا أتمكن من فعل أيّ شيء إلا إخراجها على هيئة تلك القصص.
رابط دائم: