رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ذوو الاحتياجات» تحت مظلة الرعاية الطبية

تحقيق ــ عبير الضمرانى
تصوير محمد ماهر

  • د.أحمد رشدى : لدينا جهاز العلاج بالتيارات المائية أحدث طرق لعلاج الأطفال المرضى
  • د.أسماء أحمد : نعمل على التناسق البصرى اليدوى والحركى والتوازن لمعالجة المشكلات الحسية

 

  • د. أحمد الكحكى : نقدم ٣٢ خدمة طبية للأطفال المعاقين.. وعلاج مجانى لغير القادرين
  • د.نجلاء صلاح : العلاج بالأكسجين للتأخر اللغوى والذهنى والدراسى والتوحد أيضا

 

 

 

الطفل المعاق ذهنيا أوحركيا أو الذى يعانى التوحد يحتاج إلى رعاية طبية خاصة تخفف من معاناته ، وهو ماتبحث عنه أسرة الطفل المصاب ، ومن أبرز الأماكن التى تقدم كل ما يحتاجه هؤلاء الأطفال مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة عين شمس ، حيث يقدم 32 خدمة للطفل من سن شهرين حتى 14سنة بتكلفة رمزية ، وعلاج مجانى لمن لا يستطيعون سداد تكلفة العلاج ، يعتمد فى كثير من الحالات على التبرعات لأن الإقبال عليه كبير، ولديه قائمة انتظار طويلة معظم أصحابها من الأسر البسيطة، والمركز يقدم خدمات متميزة ويستحق إلقاء الضوء عليه ليستفيد من خدماته كثيرون ليتمكن من القيام بدوره فى علاج الأطفال .

تحقيقات «الأهرام» قامت بزيارة المركز للتعرف على الرعاية المتميزة والمتقدمة والمبشرة التى ساهمت فى تحسن عديد من الحالات التى كانت تعانى التأخر النفسى أو الذهنى أو الحركى .

 

الدكتور أحمد الكحكى مدير مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، يقول إنه مركز حكومى يهتم بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة من سن شهرين حتى سن 14سنة، و يقدم 32 خدمة بداية من التقييم ، والفحص الشامل من كشف طبيب أطفال عام ، وأعصاب أطفال ، وطب نفسى، وتخاطب، ثم يتم توجيه الطفل للاختبارات اللازمة  للكشف عن الذكاء أو التوحد وتحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى تعديل سلوك أو تنمية مهارات حركية، وفكرية، واجتماعية أو علاج طبيعى وغيره من العلاجات، ويقوم بذلك أطباء أساتذة فى كلية الدراسات العليا للطفولة، حاصلون على أعلى الدرجات العلمية، ويعتبر المركز المكان الحكومى الوحيد الذى يضم غرفة تكامل حسى حركى على مستوى عال.


ويضيف: المركز يتعامل مع أطفال يحتاجون إلى كثير من الخدمات ، كما أن هناك بعض الأسر لديهم أكثر من طفل يحتاجون لهذه الرعاية وهى مكلفة ماديا على الرغم من أن المركز يقدم خدماته بأسعار مخفضة،  لذلك فجزء كبير من العمل قائم على التبرعات وكفالة الأطفال، ويمكن لأى متبرع أن يتكفل حالة معينة ومتابعة التكلفة التى يتطلبها علاجها، كما يتبرع البعض بالأدوية التى نقدمها للمرضى مجانا، وهناك مراقبة وتفتيش دورى على المركز باعتباره جهة حكومية .


التكامل الحسى
ويضيف د.أحمد الكحكى ، من أكثر الوحدات التى تلقى إقبالا كبيرا فى المركز ، وحدة التكامل الحسى ، حيث تتم تنمية المهارات الحسية  للأطفال والتى تؤدى إلى التآزر البصرى الحركى ، فتشمل تنمية الحركة واللمس الخفيف أو العميق ، وردود الأفعال ، فمثلا مرضى التوحد بعضهم لا يطيق أن يلمسه أحد ، فيتم التعامل معه بالتدريج ومساعدته على تقدير المسافات والأبعاد ، كما يساعد العلاج بالأكسجين على تحسين حالة التوحد وفرط الحركة ونتائجه جيدة جدا، كما أن المركز من الأماكن القليلة التى تعامل كل فرد منفردا «بمعنى كابينة لكل طفل»،  بينما معظم الأماكن الأخرى تضم الكابينة الواحدة مجموعة من الأفراد .


بعد جولة مع النطاق الطبى والتأهيلى الذى يقدمه المركز خرجنا إلى النطاق المجتمعى والعمل على مساعدة الأسر البسيطة فى توفير تكلفة علاج أبنائهم خاصة الأمهات المعيلات، من خلال  الاستعانة بمركز مشروعات متناهية الصغر، حيث يتم انتداب محاضر يأتى للمركز ليوضح للأمهات فكرة المشروعات الصغيرة،  ليقمن بعمل منتجات يتكسبن منها، وتم دعمهن بشراء الخامات من التبرعات، وتم بيع منتجاتهن فى ثلاثة معارض وحصلن على المكاسب كاملة ليستطعن تغطية تكلفة جلسات علاج أبنائهن. يتكون المركز من أربعة أدوار، تضم عدة  وحدات تتكامل فيما بينها لتقديم أعلى جودة للخدمات الطبية للأطفال ، بداية من  الدور الأرضى، ويشمل العلاج بالأكسجين المضغوط، والمخ والأعصاب، ورسم العضلات ورسم الأعصاب، ووحدة التأهيل المهنى، وعيادة التخاطب، وعيادة الاختبارات، وعيادة التقييم البصرى، أما وحدات الدور الأول فهى طب الأطفال، السمعيات، العلاج الوظيفى، الإرشاد الأسرى، الرعاية الذاتية، الإعاقة البصرية، المنتسورى، وحدة المقاييس النفسية (اختبارات الذكاء).
ويضم الدور الثانى، وحدات الطب النفسى، التحليل النفسى، صعوبات التعلم، بطء التعلم، تعديل السلوك ، التوحد ،  التحليل النفسي2.
أما وحدات الدور الثالث فتشمل : التخاطب، الشلل الدماغى (تابع لتنمية المهارات)، القياسات النفسية، تأهيل مرضى التبول والتبرز اللاإرادي، ويحتوى الدور الرابع على وحدات التكامل الحسى والحركى، وحدة اختبار رافن (اختبار الذكاء)، وتحت الإنشاء وحدة التكامل السمعى .
كما توجد وحدات مرفقة تضم العلاج الطبيعى والتأهيل الحركى، والعلاج بالفن، والأنشطة الإثرائية، وتنمية المهارات الاجتماعية، والعلاج المائى وأيضا الأوريجامى .



وحدة الأكسجين المضغوط
 د.نجلاء صلاح ربيع استشارى طب الأطفال ، وزميل بكلية الدراسات العليا للطفولة، واستشارى بوحدة الأكسجين المضغوط بمركز ذوى الاحتياجات الخاصة ،  تقول : تضم الوحدة ثلاث كبسولات ، الكبسولة تشبه الحضانة أو الكابينة الزجاجية يدخل فيها الطفل ، ويتم تشغيل الجهاز من خلال ضخ أكسجين تحت درجة ضغط محددة، بحيث يكون سهل الإذابة فى خلايا الجسم المختلفة، وبالتالى تقوم بعمليات علاجية، أفادت جدا فى علاج التأخر اللغوى والذهنى بشكل عام، وأيضا الحركى وعلاج التوحد والتأخر الدراسى، وتضيف نبدأ دائما بشكل تجريبى بإعطاء الطفل عشرين جلسة مدتها 50 دقيقة ، بمعدل أربع مرات أسبوعيا وعند استجابة الطفل نستمر حتى 40 جلسة، وهكذا تتم مراعاة الحماية المدنية من تأثير هذا الضغط، التى تفرض تعليمات معينة لضمان سلامة الطفل، كما تتم مراعات الاحترازات الطبية فنقوم بعمل فحوصات للطفل قبل دخوله الكبسولة، منها اختبار ضغط الأذن كل أسبوع حتى لا يتأثر بالسلب فى حالة المرض بالتهاب الأذن ، أشعة على الصدر، قياس السكر، وقياس درجة الحرارة ، ويتم الفحص العادى على الطفل قبل كل جلسة، ومن أهم الإجراءات رسم المخ، ولابد أن يكون سليما ولا يعانى من كهرباء فى المخ فى آخر 6 شهور، لأن الدورة الدموية المخية تنشط تحت تأثير هذا الضغط، فلابد من التأكد من سلامته قبلها. فهناك بعض الأطفال يصابون بنقص أكسجين فى المخ وقت الحمل أو أثناء وبعد الولادة، فيحدث لديهم خلل فى نمو خلايا المخ ، وعندما يحصلون على الأكسجين تحت ضغط فى وقت مبكر من العمر ــ من سن عامين ــ يستفيدون بدرجة كبيرة جدا فى كثير من الحالات ، حيث تساعد على نمو خلايا المخ .

ولأن بعض الأطفال يحدث لهم «جستروفوبيا» أى أن الطفل يخاف من المكان المغلق ، نضع له شاشة معلقة لعرض أفلام كرتون ، كما يوجد داخل الكابينة تليفون معلق يمكن أن يتحدث من خلاله مع ولى أمره الذى ينتظره خارج الكابينة ، ويذهب الشعور بالخوف بعد الجلسات الثلاث الأولى ويعتاد عليها بل يشعر بالراحة بعدها .
وعند التأكد من استفادة الطفل من الأربعين جلسة الأولى ، يتم تكرارها كل ثلاثة أو ستة شهور، وأقصى عدد تلقاه أحد الأطفال 160جلسة .
وتستكمل د.نجلاء صلاح قائلة: نقوم بوحدة كلية الدراسات العليا للطفولة بعمل اختبار ذكاء واختبارات انتباه قبل بداية الجلسات، وفى نهاية الجلسات نجرى نفس الاختبارات ونقارن بين النتيجتين لنحدد مدى تحسن الطفل واستفادته من هذه الجلسات، وهناك إقبال كبير ولدينا قائمة انتظار، والعلاج بالأكسجين المضغوط لا يخضع للعلاج على نفقة الدولة ، لكن ينفق عليه من خلال تبرعات أهل الخير، وتتكلف الجلسة الواحدة 180جنيها .


العلاج المائى
بينما يؤكد د.أحمد رشدى مدير وحدة العلاج المائي، أنه يمكن علاج الطفل من سن ثلاثة شهور، ممن لديهم ضمور أو وهن فى العضلات أو شلل دماغى أو متلازمة داون أو يعانى من أى مشكلة فى التوازن أو التوافق الحركى أو تشوهات القوام، فبعد تشخيص حالة الطفل من طبيب الأطفال، يتم وضع برنامج حسب المشكلة الحركية أو الإعاقة وعلى أساس هذا البرنامج نعمل على تأهيل الطفل حتى يصبح طبيعيا ويندمج مع المجتمع .
والعلاج المائى من أفضل وآمن الوسائل لعلاج الطفل وليس هناك احتمال لحدوث إصابة أثناء العلاج، لأن المياه تحمل جسده وتحيط به من كل جانب، وتحسن التنفس وجميع أجهزة الجسم الداخلية ، وهو وسيلة للإسراع بتحسن حالة الطفل بنسبة 70% لأنه مكمل لأى علاج ، خاصة الطفل مريض التوحد، حيث يندمج الطفل مع الحركة فى المياه ثم يندمج مع الأطفال المحيطين به.

ويتم ممارسة تمارين تأهيلية داخل الماء للطفل تناسب المراحل العمرية من سن ثلاثة شهور حتى 12سنة ، حيث يوضع الطفل فى جهاز «هابرد تانك» وهو جهاز العلاج بالتيارات المائية (يطلق عليه الفراشة)، يعمل على تسهيل أداء تمارين المرونة الحركية للمفاصل المتيبسة، وتنشيط الجهاز العصبى والجهاز الدورى التنفسى، والمقاومة فى تمارين القوة العضلية للعضلات الضعيفة والمصابة بالضمور، ويتم عمل تدليك (مساج) للطفل لجميع عضلاته ومفاصله، ونتركه وهو يرتدى طوقا حتى يطفو فوق الماء ويشعر بالمرح ، ويعتاد المكان تستغرق الجلسة نصف ساعة مرتين فى الأسبوع، ويشعر الطفل بالتحسن الملحوظ بعد ثلاثة شهور، تكلفة الجلسة 120 جنيها، وينخفض سعرها للنصف لمن لديهم اشتراك الخدمات المتكاملة، وعندما كان هناك تبرعات كان يقدم العلاج مجانا لعديد من الحالات.



المعالجة الحسية والحركية
وداخل وحدة المعالجة الحسية، تقول دكتورة أسماء أحمد إخصائى نفسى والمسئولة عن الوحدة : إننا نعمل على التناسق البصرى اليدوى والحركى والانتباه البصرى والتوازن للطفل،  لمعالجة المشكلات أو الاضطرابات الحسية فكل إنسان طبيعى تكون المستقبلات الحسية لديه قادرة على أن تتكامل مع بعضها البعض، لكن هناك بعض الأطفال لديهم اضطرابات أو نقص يفقدهم بعض الأحاسيس، فنجد طفلا مثلا يضع كمية كبيرة من الملح على الطعام كى يتذوقه أو العكس، فهناك فرط فى التذوق، و نجد أطفالا آخرين يمشون على أطراف أصابعهم ولا يمكنهم الشعور بأقدامهم وهو ما يسمى فرط الإحساس، فى حين أن هناك أطفالا آخرين لا يشعرون بأرجلهم، فيتم الكشف على الطفل نفسيا وتشخيص حالته من خلال إجراء عدة اختبارات ومقاييس يتضح منها المشكلات والاضطرابات الحسية، ويتم وضع برنامج لعلاجه، من خلال جلسات يقدمها المركز أسبوعيا وتمارين يقوم بها بعد عودته لمنزله، ونقوم بتدريب الأم  عليها حتى يمكنها مساعدته، كما نوجهها لكيفية عمل تدليك لجسم الطفل وطريقة تغذيته، ونقدم لها قائمة من الأغذية الممنوعة. وتوضح، أن التطور التكنولوجى حرم الطفل من التعامل مع الطبيعة فلجأ إلى الألعاب الالكترونية فقط ، فلابد من عودة الطفل للعب فى الرمال والطين والبحر والحدائق ومشاركة ومرافقة والدته أثناء أعمالها المنزلية.

وتنصح أولياء الأمور بمراقبة ساعات النوم لأطفالهم 18ساعة سن شهرين، و15 ساعة من سن سنتين حتى 12سنة وتتناقص  مع العمر حتى تصل إلى 8 ساعات، وبداية الكلام عند اتمامه عمرعام بأصوات لها معنى وتعبير، ويمكنه فهم ما يسمعه ويمكنه التعبير عنه، وإذا لم يتمكن من ذلك لابد من الكشف على السمع والبصر ثم القدرة العقلية (الذكاء)، كما يجب مراقبة الحركة ، فلابد أن يتمكن الطفل من الحبو عند سن 9 شهور والمشى عندما يكمل عامه الأول، ويمكن أن تزيد هذه المدة ثلاثة شهور، غير ذلك لابد من زيارة الطبيب .

وفى نهاية جولتنا بالمركز تأكد لنا أنه من أهم المنشآت الطبية التى تقدم خدمات متكاملة للاطفال من ذوى الاحتياجات لكنه يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتبرعات لكى يستمر فى تقديم الرعاية اللازمة لهم ومساعدتهم على الشفاء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق