جمعتهم الصدفة فى سهرات ليلية بإحدى «الغرز» لشرب الخمور، وتكرر اللقاء مع نهاية كل أسبوع، يتبادلون شرب أنواع مختلفة، وصاروا يتواعدون فى سهرة «سكر» أسبوعية، يتجرعون ألوانا مختلفة من المسكرات، وتعاطى الأقراص المخدرة. يوما بعد يوم توطدت العلاقة بين الأشقاء الأربعة وصديقهم الجديد «ميكانيكى الدراجات البخارية».
وفى كل سهرة يفاجئهم «بهدية» لنوع جديد من الأقراص المخدرة، يتبادلون تعاطيها مع الكئوس، والحشيش وصنوف من المخدرات التى تذهب عقولهم وتلقى بهم جميعا فى حالة اللاوعي.
وتتواصل سهراتهم دون انقطاع، وأصبح تردد الميكانيكى على المنزل أمرا مألوفا، بل شاركوه أدق أسرارهم، وعلم منهم بتفاصيل «مشكلة» انفصال شقيقتهم عن زوجها.
فاستغل ذلك ليتقرب منها حتى تزوجها فى غفلة منهم وبعد شهور قضاها معها اكتشفوا خداعه لهم، فاستدرجوه لمسكنهم بزعم قضاء سهرة جديدة من سهراتهم وبعد أن غيبت الخمر عقله أوثقوه، وجردوه من ثيابه تماما وأجبروه على ارتداء قميص نوم حريمى ثم صوروه، ثم انهالوا عليه بالضرب والطعن بألة حادة بمختلف أنحاء جسده على مدار 14 ساعة متواصلة، حيث أذاقوه خلالها صنوفا مختلفة من صور التعذيب، انتقاما لشرفهم المزعوم، ظل ينزف خلالها دماءه حتى لفظ آخر أنفاسه، ثم مثلوا بجثته ومزقوها باستخدام السواطير وألقوها بأحد المصارف وعندما عادوا للإجهاز على شقيقتهم لتلحق به، تمكنت من الهرب ثم أبلغت عنهم وتم القبض عليهم.
وقائع الجريمة البشعة كما كشفتها تحريات ضباط المباحث بمديرية أمن الجيزة بإشراف العميد على عبدالرحمن رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، تعود إلى شهر مارس من العام الماضي، عندما جمعت صداقة سوء بين كل من منيسى «المجنى عليه» و4 أشقاء هم «رفاعى ــ مصطفى محمد ـ أحمد» منذ عدة سنوات، دأبوا فيها على التجمع لتعاطى المواد المخدرة وشرب الخمور معا بمنزل الأشقاء الأربعة، وظلت علاقتهم دون خلافات إلى أن تقدم المجنى عليه «منيسي» طالبا الزواج بشقيقتهم الصغرى فوافق والدهم، واستمرت خطبتهما عدة أشهر إلى أن رفضت العروس استمرار الخطوبة بعد علمها بصدور حكم غيابى ضده بالسجن، ورغم فسخ الخطوبة، استمرت علاقة المجنى عليه بالأشقاء الأربعة وظل يتردد عليهم بمسكنهم لتعاطى المواد المخدرة وشرب الخمور، وبعد فترة قليلة طلب الزواج بشقيقتهم الكبرى «منار» المطلقة حديثا، فوافق والدهم على زواجهما مباشرة، إلا أنهم لم يتمكنوا من إبرام عقد الزواج لعدم حيازته بطاقة رقم قومي، نظرا لصدور حكم غيابى ضده، فتوافقوا جميعا على التوجه لمأذون المنطقة، حيث تلفظوا شفاهة بصيغة الزواج وذلك بعد تعهده باستخراج بطاقة لاحقا لتحرير عقد الزواج، وأقام العروسان لمدة 4 أشهر بمنزل الأشقاء الأربعة، حيث عاشا كزوجين، إلا أن أهالى منطقة سكنهم خاضوا فى سمعة العروس التى جمعتها علاقة اعتبروها آثمة نظرا لعدم إبرام عقد للزواج، فاستأجر العروسان شقة بإحدى المناطق الأخري، ولكن ذات مرة عند عودتها لمسكن الزوجية الجديد، فوجئت بامرأة داخل غرفة نومها بجوار زوجها فوق فراشها، يتعاطيان مواد المخدرات والخمر، فتشاجرت معهما، فما كان منه إلا أن قام بصفعها وسدد له عدة لكمات وسبها بأن آهلها فرطوا فيها.
ولما عادت لأشقائها فى حالة انهيار وقصت عليهم ما حدث، قرر الأشقاء قتله ثم قتلها هى أيضا، واتفقوا على استدراج المجنى عليه لمسكنهم بزعم حل الخلاف الذى نشب بينهم، وفور حضوره دعوه لتعاطى المواد المخدرة ثم قدموا له كميات كبيرة من الخمور إلى أن فقد وعيه وبدأ يترنح ويهذى بكلمات، فوجه له أكبرهم عبارات اللوم لما اقترفه مع شقيقتهم وطلبوا منه تطليقها مادام لا يرغب فى استمرار معاشرتها، فرد عليهم ساخرا من طلب تطليقها فى حين أنه لم يتزوجها من الأساس، وهو الأمر الذى أثار حفيظتهم أمام استمرار سخريته منهم، فانقض عليه الأشقاء الأربعة وانهالوا عليه ضربا ثم جردوه من ملابسه وقاموا بتوثيقه من يديه ورجليه وألبسوه قميص النوم وقاموا بتصويره بهواتفهم إمعانا فى إذلاله، وبدأت الدماء تندفع من جميع أجزاء جسده، مع استمرارهم فى ضربه والطعن بآلة حادة فى جسده وظلوا على تلك الحالة من الثانية صباحا حتى الرابعة من عصر اليوم التالى إلى أن لفظ أخر أنفاسه، فترك المتهمون الجثة، بعد أن أنهكهم التعب، وصعدوا لإحضار شقيقتهم من الشقة العلوية بمسكنهم، إلا أنهم فوجئوا بهروبها بعد أن سمعت أصوات استغاثة المجنى عليه خلال تعذيبه، حيث عادوا مرة أخرى لمسرح الجريمة ومكثوا بجوارها لالتقاط أنفاسهم حتى دخول الليل، حيث قاموا بإحضار «سواطير» لتقطيع جثة المجنى عليه لعدة أجزاء ثم قاموا بإلقائها بأحد المصارف .
وقد ألقى القبض عليهم من خلال فريق بحث أمر به اللواء هشام أبو النصر مساعد الوزير لقطاع امن الجيزة وقاده اللواء أحمد خلف نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة حيث تمكن العقيد محمد الصغير مفتش المباحث من القبض عليهم واعترفوا بارتكابهم الجريمة بدافع الانتقام لشرفهم وأرشدوا عن أماكن تخلصهم من الجثة، وخلال تحقيقات النيابة العامة، أكدوا أنهم غير نادمين على جريمتهم خاصة بعد أن انتقموا من المجنى عليه لخيانته لهم وتلويث شرفهم وسمعتهم بين جيرانهم.
أحيل المتهمون إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وقضت المحكمة برئاسة القاضى مدنى مهران وعضوية القاضيين وائل فاروق وسمير صلاح الدين، وأمانة سر أيمن عبد اللطيف، بإعدامهم شنقا.
رابط دائم: