رغم إدعاءات البعض بأن البلدان العربية لم تقدم الدعم الكافى للشعب الفلسطينى خلال مراحل نضاله المختلفة لإستعادة حقوقه المشروعة، إلا أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك. فقد قدمت الدول العربية وعلى رأسها مصر مساعدات لاتعد ولاتحصى للشعب الفلسطينى منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم. وكان الدم والتضحيات بكل غال ونفيس على رأس هذه التضحيات لدرجة أن دولا مثل دول الطوق وهى مصر والأردن ولبنان وسوريا دخلت فى صراع غير متكافئ مع القوى الكبرى التى تدعم إسرائيل من أجل الحقوق المشروعة للفلسطينيين فخسرت أجزاء عزيزة من أراضيها ومازالت تكافح لاستعادتها .
وقبل أن نتحدث عن حجم الدعم المادى العربى للشعب الفلسطينى، سواء عبر الطريق الثنائى بين كل دولة عربية والسلطة الفلسطينية على حدة أو عن طريق الدعم الجماعى عبر آّليات جامعة الدول العربية، فإن الواجب يقتضى أن نتكلم عن حجم التضحيات البشرية للدول العربية التى دخلت فى صراعات مسلحة مع الاحتلال منذ عام 1948 وحتى اليوم، مرورا بالعدوان الثلاثى على مصر فى 1956 والنكسة فى 1967. واحتلال أجزاء من مصر وسوريا والأردن ولبنان وحرب أكتوبر المجيدة وحربى لبنان، بل إن جانبا كبيرا مما حدث ويحدث فى كل من العراق وسوريا وليبيا كان بمثابة عقاب لهذه الدول لدعمها اللا محدود للشعب الفلسطينى. وللأسف، فإن الكثير من بعض الجهات تحاول أن تغرس فى عقول الجيل الجديد بأن العرب لم يقدموا دعما كافيا للشعب الفلسطينى.
والحقيقة، أنه لولا الدعم العربى اللا محدود من دول الطوق وعلى رأسها مصر للشعب الفلسطينى لتغيرت خريطة النمو فى المنطقة.
وعلى مستوى الدعم المالى، فإن الدول العربية هى المساهم الأكبر فى تمويل ميزانية السلطة الفلسطينية، وبالتالى دعم صمود الفلسطينيين. لأنه من تلك المساهمات يتم دفع الرواتب ودفع نفقات التعليم والصحة، ناهيك عن مساهمة الدول العربية فى ميزانية وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة اختصارا باسم «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة.
وبعيدا عن المساهمات المباشرة سواء بالدم أو بالمال، فإن دولا مثل مصر تقدم للفلسطينيين دعما غير مباشر يتمثل فى المنح الدراسية والعلاج سواء المجانى أو المخفض.
كما أن دولا أخرى تعطى الأولوية للعمالة الفلسطينية فى مرافقها، سواء مدارس أو مستشفيات او دواوين حكومية أو قطاع خاص. وكل هذه أشكال للدعم لا يأخذها المغرضون فى الحسبان فيتعمدون التقليل من دور الدول العربية وجامعة الدول العربى والقطاع الخاص العربى .
وهناك شكل آخر للدعم العربى يتمثل فى تمويل مشروعات إعادة الإعمار بعد كل عدوان إسرائيلى، خاصة على غزة. وخير مثال على ذلك تخصيص مصر لـ 500 مليون دولار للقيام بمشروعات إعمار فى غزة بعد عدوان مايو 2021.
وقد شرعت مصر فى عملية إعادة الإعمارفعلا وقاربت على الاكتمال، ببناء مدن سكنية وطرق يتغنى الفلسطينيون ويفتخرون بأنها من تصميم وتنفيذ العقول والأيدى المصرية، بالاستعانة بالأيدى العاملة الفلسطينية لتوفير فرص عمل لأبناء قطاع غزة.
وقبل كل هذا الدعم المصرى العربى اللا محدود للشعب الفلسطينى، تبذل مصر جهودا جبارة لتحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية وتسارع للضغط على إسرائيل بكل قوة لوقف اعتداءاتها على غزة والضفة الغربية.
كما تتبنى جامعة الدول العربية وكافة الدول العربية بلا استثناء المطالب الفلسطينية المشروعة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
رابط دائم: