أعلنت الأجهزة التنفيذية بأسيوط مواجهة التجار الذين يقومون بتجميع الاقماح المحلية والمحظور تدوالها خارج منظومة التوريد الرسمية والممثلة فى الشون والصوامع والمطاحن والهناجر وعددها ٢٨ موقعا تخزينيا بأسيوط، وقد بلغ ما تم ضبطه حتى الآن لدى التجار نحو ٩٥٩ طنا تمت مصادرتها وتوريدها وتحرير محاضر ضد أصحابها، كذلك شهدت محافظة أسيوط انتظاما فى عملية التوريد، التى ستستمر حتى نهاية شهر أغسطس المقبل، وقد وصلت حصيلة ما تم توريده حتى الآن إلى ٨٢ ألف طن، بعد حصاد ١٥٥ ألفا و٦٠٠ فدان.
الحاج أحمد الزارع بمركز منفلوط، قال إن محصول القمح من أهم المحاصيل بالنسبة للفلاح رغم ما يعانيه فيه بداية من أسعار التقاوى التى اشتريناها من السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها ثم الأسمدة والرى انتهاء بالحصاد، وهو من أكثر المحاصيل تكلفة لوجود مرحلتين فى جمعه الأولى الحصاد والثانية «الدراس»، وتصل تكلفة الفدان الواحد فى حصاده ودراسه لنحو ٣٥٠٠ جنيه، ورغم وجود الآلات الحديثة لكنها لا تصلح للمساحات الضيقة، كما أن نسبة الهالك فيها أكبر فأغلبنا يفضل اليدوي، وعن السعر الحالى قال الزارع لك أن تتخيل أن كيلو العلف يتراوح بين ١١ و١٥ جنيها، وسعر كيلو الردة نحو ١٣ جنيها، بينما سعر كيلو القمح يتم توريده بنحو ١٠ جنيهات، وهو ما يدفع الفلاحين وأغلبهم من الغلابة وكذلك بعض مربى الماشية للجوء لدش القمح واستخدامه كعلف لأنه أوفر فى السعر وأعلى كثيرا فى الجودة.
وكشف أن العلف الجاهز يضاف عليه تبن البرسيم ونشارة الخشب، مشيرا الى ارتفاع سعر الذرة لضعف سعر القمح والتى وصل الإردب لنحو ٣٢٠٠ جنيه وكان الاعتماد على الذرة سابقا فى العلف لضعف الثمن، كذلك سعر إردب القمح يباع للمستهلك بنحو ٢٠٠٠ جنيه للإردب فما الدافع لتوريده بأقل من سعره، خصوصا أن هناك طلبا عليه بين المواطنين، وهو ما يتطلب إيجاد حالة من التوازن بين العلف وسعر توريد القمح والردة.
وأكد محمد سامى ــ مزارع من مركز القوصية ــ أن السعر لا يزال ضعيفا مقارنة بالسعر العالمى، خصوصا أن القمح المحلى ذو جودة عالية لا يقل عن القمح الأمريكى ولا يقارن بالأقماح الأخرى كالروسى وغيره وهو مطلوب عالميا، لافتا إلى أن السعر العادل للفلاح هو ٢٠٠٠ جنيه للإردب خصوصا أن القمح الأمريكى يصل لنحو ٦١٧ دولارا للطن أى أن سعر الإردب فيه يصل لنحو ٢٧٠٠ والمصرى أقل منه قليلا لذا نطالب المسئولين بدراسة السعر.
وأكد المحاسب ممدوح حماد وكيل وزارة التموين بأسيوط انه يتم تنفيذ حملات على مدى الساعة بالتنسيق مع ضباط مباحث التموين وكذلك رؤساء المدن والقرى، حيث وصل ما تم ضبطه لدى التجار لنحو ٩٥٩ طنا وتمت مصادرتها وتوريدها للصوامع والشون فى مراكز وقرى الفتح وأبنوب وديروط وصدفا.
وعن أسباب إحجام بعض المزارعين عن التوريد أكد عليوة ارتفاع قيمة العلف فى السوق، وأن هناك معاناة فى صرف حصة الردة حيث إنها تصرف من أماكن ثابتة فقد تكون بعيدة، وهناك اقتراح أن يتم اضافة قيمة الدعم الموجود فى حصة الردة المنصرفة على ثمن القمح كنوع من الحافز للمزارعين مع زيادة حصة الردة المنصرفة من ١٠ كيلو إلى ١٥ كيلو عن كل إردب يتم توريده، وقد تم اتخاذ بعض الاجراءات لتسريع صرف مستحقات المزارعين وهناك حملات مستمرة على المطاحن الخاصة والتى تم الزامها بعدم التعامل فى الاقماح المحلية المحظور تداولها خارج منظومة التوريد.
اللواء عصام سعد محافظ أسيوط قال إنه يتابع تنفيذ القرار الوزارى الخاص بحظر استخدام الاقماح المحلية فى إنتاج الدقيق الفاخر بالمطاحن الخاصة، مشددًا على الالتزام بكل القرارات والتوجيهات الخاصة بالقمح وتوريده ومنع تداوله إلا وفق الضوابط المقررة وتكثيف الحملات الرقابية اليومية تنفيذاً لتوجيهات الحكومة للتأكد من الالتزام بكل التعليمات وإحكام الرقابة لمنع تداول أى أقماح محلية بشكل غير رسمى والقضاء على السوق السوداء واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، وذلك فى إطار خطة الدولة للحفاظ على المواطنين، مشيرا إلى تكليف مديرية التموين بالتعاون مع باقى الجهات المعنية فى هذا الشأن كـ (ادارات التموين بالمراكز والمباحث والوحدات المحلية والقروية والزراعة) فى ضبط المخالفين، لافتا الى انتظام عمليات التوريد وتذليل العقبات أمام المزارعين للتوريد وصرف مستحقاتهم.
رابط دائم: