أنماط جديدة من السياحة وخدمات فريدة يسعى قطاع السياحة المصرى إلى ابتكارها وتقديمها إلى الزائر الأجنبي. فالواقع يؤكد أن مصر تمتلك قدرات متجددة لإبهار زائريها، وتنويع منتجاتها السياحية. ومن أبرز هذه القدرات والخدمات المتوقع تطويرها خلال الفترة المقبلة، سيكون تشجيع السياحة القائمة على زراعات بعينها، مثل «الزيتون»، و «الياسمين»، وغيرهما.
أوان حصاد الياسمين.. موسم سياحى قريب «تصوير ـ أحمد رفعت»
عن ذلك الجديد، التقينا الدكتورة نشوة الشريف، عميد أحد المعاهد العليا للسياحة والفنادق بمدينة رأس سدر والتى تولت مسئولية نائب رئيس المؤتمر الدولى الذى استقبلته القاهرة مؤخرا فى أول نسخة له تقام خارج دول أوروبا، وحضره خبراء فى مجالات السياحة والآثار من خمس قارات. ومن المقرر أن يعود المؤتمر السياحى الدولى إلى مصر مرة ثانية، حين تستقبل مدينة «شرم الشيخ» نسخة جديدة منه فى أبريل المقبل.
د. نشوة الشريف - د. محمد عبداللطيف - د. سها بهجت
توضح الدكتورة نشوة أن مؤتمر «سيخستور» القاهرى كان أحد أهم المناسبات التى ناقشت توجها مصريا جادا نحو تبنى ما يعرف بنمط «سياحة زيت الزيتون»، ويكون المركز الأول لهذا النمط فى مدينة «رأس سدر».
وتضيف أن فى ذلك محاكاة للتجربة الإسبانية التى استطاعت جذب آلاف السائحين لزيارة مدينة «جيان»، الواقعة جنوب إسبانيا، والتى تقدم لزائريها الفرصة لمعايشة كاملة لمختلف مراحل زراعة وحصاد الزيتون، فضلا عن مشاركتهم فى خطوات استخلاص الزيت منه فى المعصرة، وصولا إلى تذوقه.
وأشارت دكتورة نشوة إلى تشابه مقومات مدينة «جيان» الإسبانية فيما يخص قطاع زراعة وصناعة «الزيتون» مع مقومات «رأس سدر» المصرية، ما يبشر بإمكانية النجاح لتطبيق النمط السياحى الجديد.
وأكدت أنه تم اتخاذ خطوات فعلية فى هذا السبيل، وذلك بصياغة مذكرة تعاون مع جامعة « جيان» الإسبانية للاستفادة من الأسبقية فى التجربة، وقد أبدى اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، موافقته على توقيعها.
وحسب دكتورة نشوة، فإن التعاون مع إسبانيا، بصفتها دولة سياحية رائدة، سيأخذ أكثر من صورة. فمن المقرر إقامة معرض للصور الفوتوغرافية يكون موضوعه المواقع الأثرية والتراثية المصرية، وتكون لقطاته بعدسة المصور الرسمى للحكومة الإسبانية. على أن يقام المعرض على هامش فعاليات مؤتمر «سيخستور» المقرر له نوفمبر المقبل فى مدينة «غرناطة» الإسبانية، بما يسهم فى الترويج للمقاصد السياحية المصرية.
يبدو أن «الزيتون» وزيته لن يكونا وحدهما أهدافا لخطة تنويع المنتج السياحى المصري. فوفقا للدكتورة سها بهجت، المتحدث الرسمى باسم وزارة السياحة والآثار، ومستشار الوزير لشئون التدريب، فإن تلك الأفكار قد تكون داعما فى المستقبل لتوجه حكومى للاستفادة سياحيا من قطاعات زراعية أخرى، كما فى حالة القطن المصرى وموسم الحصاد الخاص به والاحتفالات التى ترتبط به. وكذلك بالنسبة لموسم حصاد البرتقال المصرى ذى السمعة البارزة دوليا، وكذلك بالنسبة لزهرة الياسمين، التى تعتبر مصر المصدر الأول لعجينتها فى فرنسا ودول أوروبية أخرى تعتمد عليها فى تصنيع العطور المعروفة عالميا.
وتوضح دكتورة سها أن تطبيق ذلك التوجه سيساهم فى دمج أكبر للمجتمعات المحلية فى المنظومة السياحية، بالإضافة إلى تحسين الوضع الاقتصادى لهذه المجتمعات.
والتقط طرف الحديث، الدكتور محمد عبداللطيف، مساعد وزير الآثار السابق وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة حاليا، مؤكدا أن الاطلاع المستمر على التجارب المتنوعة فى قطاعات السياحة العالمية والتى تطرحها المؤتمرات الدولية أصبح ضرورة وليس رفاهية، لافتا إلى ضرورة التفكير فى هذه الأنماط السياحية الجديدة عبر مقاربات تقلل الفجوة مابين القطاعين الأكاديمى والتنفيذى، والإسهام فى ربط البحث العلمى والجهات التنفيذية معا لخدمة المجتمع.
وأوضح أن الاحتكاك المصرى مع تجارب المدارس العلمية الدولية يسهم فى الارتقاء بأعمال الباحثين، بما يؤدى إلى الارتقاء بالنشاط السياحى داخل مصر، لأنه سيساهم فى وضع حلول للمشكلات التى تواجه النشاط السياحى محليا ودوليا.
رابط دائم: