تطالعنا الصحف بشكل شبه يومى بمخرجات لجنة الحوار الوطنى بمحاورها المتعددة ولعل عمود خيمة الحوار الوطنى هو بعث الهوية الوطنية والتى بدونها لا تقوم أمة ولا يستقيم أو يصلح حال وطن.
وأتمنى وأرجو بل وألح ألا يفوت محاور الحوار الوطنى المختلفة ما أنجزه جيش مصر الوطنى ومن ورائه هذا الشعب العظيم فى حرب 1973 الخالدة والتى يجب أن يكون ماثلا فى أذهان المتحاورين . حقيقة أن هذه الحرب بدأت منذ نكسة 1967 مرورا بحرب الاستنزاف بمراحلها المتدرجة وانتهاء برفع العلم على طابا إعلانا بعودتها إلى حضن الوطن الأم فى 19 مارس من عام 1989.
فالحقيقة التى يجب ألا تغيب عن أذهان لجنة الحوار الوطنى أن هذه الحرب بدأت منذ 1967 ولم تنته إلا برفع العلم على طابا فى 1989 أى أنها دارت على مدار 22 عاما كاملة تم خلالها إعداد الدولة والشعب المصرى للحرب نفسيا ومعنويا واقتصاديا ودبلوماسيا واستراتيجيا وتكتيكيا (وهذا ما نحتاجه الآن...الآن وليس غدا كما تشدو عصفورة الشرق فيروز) ويجب أيضا ألا يغيب عن أذهان المشاركين فى لجان الحوار الوطنى من النخب الحزبية والفكرية والوطنية أن من ولد خلال حرب 1973 لم يبلغ من العمر حاليا الخمسين عاما كما لم يعاصر أيا من المراحل أو الأحداث التى واكبت هذه الحرب المجيدة ومن جانب آخر فإن كل من شارك فيها قائدا للواء قد جاوز عمره التسعين حاليا؛ إن كان ما يزال على قيد الحياة؛ وكل من شارك فيها قائدا لكتيبة قد تجاوز عمره حاليا الثمانين أو كاد.
ولعل استدعاء أحداث تلك الحرب توفر لهذا الجيل الذى لم يكن قد ولد فى 1973 وقد أصبح فى الصدارة الآن بعد أن كاد يبلغ الخمسين عاما أن يستعيد ويحلل ثم يخرج بالدروس المستفادة التى طبقت مرارا وأدت فى النهاية إلى تحقيق النصر فى 1973 والذى اكتمل فى 1989.
إن الجيل الذى حارب فى 1973 ما زالت بقاياه موجودة بيننا وقد بلغ أصغرهم سنا السبعين عاما؛ إن كان قد شارك فى 1973 وهو ابن العشرين؛ فإن لم ندرك أن من بقى من هذا الجيل لن يبقى كثيرا وسوف يلحق بأقرانه الذين سبقوه إلى الملأ الأعلى قريبا فإن لم نستفد بوجوده بيننا الآن فسوف تضيع من بين أيدينا هذه الفرصة وللأبد.
نصيحتى وتوصيتى للجان الحوار الوطنى استدعاء ودراسة ما تم منذ عام 1967 وحتى عام 1989 ضمن خطة متكاملة للاحتفاء بـاليوبيل الذهبى لحرب 1973 هذا العام ..
هذه المناسبة فرصة كبيرة للتعلم منها ولتكريس هويتنا المصرية وبيان أبرز مفاصل قوتها .
لواء متقاعد ــ على الببلاوى
مصر الجديدة
رابط دائم: