عندما ينحج الفنان فى وضع لمساته الخاصة وبصمته التى تعبر عن صدق المكنون بعيدا عن التقليد والنقل أو تكرار الأعمال التى لاقت صدى عند الجمهور المتلقى، إلى جانب الدراسة الأكاديمية ويسبقهما الموهبة والتمكن من الأدوات الفنية والتقنية، هنا تتكامل الرؤية وتتجلى القيم الجمالية، ليقدم لنا الفنان د.عادل مصطفى فى معرضه الحالى بقاعة الزمالك للفن تحت عنوان «بحر الفضة»
لوحاته الاخيرة على مساحات متسعة تجذبك نحوها لتتجه إلى عالم شديد الإبهار ويشع طاقة من الإيجابية، ليخلق الفنان أجواء خيالية وصورا تعبيرية تمتلئ بالتفاؤل والبهجة وسط فرحة الألوان بدرجات شديدة السطوع، لتتصدر المشهد ألوان الإلكريك متزينة بالورود التى تعد هى البطل المتوج فى العديد من لوحات الفنان، ثم تجد المراكب فى صفوف ملونة بدرجات بهية ويتلألأ البحر مع حركة امواجه ليعكس بريقه بأوراق الذهب والفضة التى أضافها عادل مصطفى فى لوحاته لإيصال رؤيته المتراكمة من خلال زاويته ومنظوره وكأنه يعيد سرد حكايات أجيال تسبق تاريخه المعاصر من حكايات الأساطير والخيال الشعبى بدأت مع آلة كانت تسمى «صندوق الدنيا»، ليتحد الفنان مع روابط الماضى مع الحاضر بعالم خيالى معاصر يتجلى ببهاء النور والفرح فى إنحصار للألوان الرمادية، أما عن العنصر الانسانى فى لوحات عادل الفنان فهى تعد أيقونات إستثنائية فتجد الأشخاص وسط محيط اعماله وكأنها فى حالة استعداد لتتحول إلى عرائس ودمى للصغار، وهى دعوة نقدمها للفنان من قلب مضمون اعماله ليعيد لنا قيمة العروس والألعاب العربية والمصرية بهويتها وصفاتها المتميزة لتربط الأجيال القادمة بمحتواهم الثقافى وعاداتهم وبصمات الأجداد.
رابط دائم: