عبادة من أيسر العبادات وأحبها على قلوب المؤمنين هى الصلاة على النبى، صلى الله عليه وسلم، ولها من الفضائل الكثير، أذكر ستا منها:
أولا: إنّها امتثالٌ لأمر الله - سبحانه - الذى أمر بالصلاة والسلام عليه بقوله : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» .
ثانيا: إنّ أولى النّاس به، وأقربهم منه يوم القيامة أكثرهم صلاةً عليه، فقد روى الترمذى عن ابن مسْعُودٍ، رضى الله عنه، أنَّ رسُول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَوْلى النَّاسِ بِى يوْمَ الْقِيامةِ أَكْثَرُهُم علىَّ صَلاَةً» (رواه الترمذى، وقال: حديثٌ حسنٌ).
ثالثا: إنّها سبب فى استجابة الدعاء، فعن فضالة، رضى الله تعالى عنه، قال: «سمعَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، رجلًا يَدْعُو فى صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، فقال النبِيُّ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ» (رواه الترمذى) .
رابعا: إنها تكفينا الهموم، وتغفر الذنوب، ففى حديث أبى بن كعب قُلت: يا رسول الله، إنى أُكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتى، فقال: ما شئت قال: قُلت: الرُّبع، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك، قُلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خيرٌ لك، قال: قُلت: فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خيرٌ لك، قُلت: أجعل لك صلاتى كُلها، قال: «إذًا تُكفى همَّك، ويُغفر لك ذنبُك» .
خامسا: ما رواه أحمد وصححه الألبانى عن أبى طلحة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جاء ذات يوم والبِشر يُرى فى وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشر فى وجهك، فقال: إنه أتانى ملكٌ، فقال: يا محمد إن ربك يقول أما يُرضيك ألا يُصلى عليك أحدٌ من أُمتك إلا صليتُ عليه عشرًا، ولا يُسلم عليك إلا سلمتُ عليه عشرًا. سادسا: إنها الوسيلة الوحيدة لاتصالنا بالنبى، صلى الله عليه وسلم، ومحادثته. يقول: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة وفى اللفظ الآخر: خير أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يرد فيها سائلًا، فأكثروا عليّ من الصلاة فيها فإن صلاتكم معروضة على، قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، روحهم فى أعلى عليين، ومن صلى عليه وسلم عليه تُرد عليه روحه حتى يرد عليه السلام».
كما قال، صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يسلم علىَّ إلا رد الله علىَّ روحى حتى أرد عليه السلام». ويمكن أن تحمل الملائكة الصلاة عليه إليه، عليه الصلاة والسلام، فإنه، صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغونى عن أمتى السلام»، عليه الصلاة والسلام. فالإكثار من الصلاة عليه، والسلام عليه، يبلغه إياها، عليه الصلاة والسلام، ويرد على من سلم عليه. فينبغى الإكثار من ذلك، على ما جاء فى الأحاديث الصحيحة: «اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد؛ صلاة تنحلُّ بها العقد، وتنفرج بها الكرب، وتُقضى بها الحوائج، وتُنال بها الرغائب، وحسن الخواتم».
---------------------
أشرف معروف - الباحث اللغوى
رابط دائم: